بعد انتشار كتاب تنصيري بعنوان "مستعدين للمجاوبة" في مصر، ولتجاوز هذا «المنشور التنصيري» عرض المسيحية، والدفاع عن عقائدها، إِلى الطعن في القرآن والإِسلام، والكذب والتدليس على علمائه، لقسر الإِسلام على أن يشهد للعقائد التي يرفضها .. لذلك، فإِن الواجب – والكلام للدكتور محمد عمارة - هو الرد على ما جاء بهذا الكتاب .. وليس فقط التوصية بمنع تداوله.. وذلك قيامًا بفريضة تبليغ الدعوة، وإِقامة الحجة، وإِزالة الشبهة .. بل الشبهات التي تضمنها هذا «المنشور التنصيري». اسم الكتاب: تقرير علمي المؤلف: د. محمد عمارة الناشر: مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عدد الصفحات: 151 من القطع الصغير الكتاب متوفر لدى مكتبة السند الالكترونية، للحصول عليه ما عليك سوى بعث رسالة الكترونية في الموضوع في بداية الرد ذكّر د. محمد عمارة بمؤتمر شهير عقده المنصّرون الأمريكيون – في 15 مايو سنة 1978م – في مدينة «كلن إِير» - بولاية «كولورادو» - بأمريكا الشمالية، يعد أخطر مؤتمرات التنصير .. وأكثرها طموحًا. يقول د. محمد عمارة: فبعد أن كانت أهداف التنصير – في صفوف المسلمين هي: التنصير بين المسلمين.. طمحوا – في هذا المؤتمر – إلى تنصير كل المسلمين، وطي صفحة الإِسلام من الوجود! وبعد أن كان التنصير – تاريخيا – مرتبطا بالغزو الاستعماري الغربي لعالم الإِسلام، وبلاد الجنوب – الأمر الذي ربطه بالاستعمار، وقلل جاذبيته وقبوله – قرر المنصرون – في هذا المؤتمر التنصير من خلال اختراق القرآن والثقافة الإِسلامية، ليكون الإِسلام بابا لعقائد النصرانية، ولتكون مصطلحات القرآن – حول «كلمة الله» و«روح الله» - أوعية تصب فيها المضامين النصرانية! يقول د. محمد عمارة: ولقد جاء هذا الكتاب – الذي بين أيدينا – (مستعدين للمجاوبة) – نموذجًا تطبيقيًا يجسِّد هذا المخطط الذي رسم في مؤتمر كولورادو – أواخر سبعينيات القرن العشرين. محاور الرد تناول الدكتور عمارة في رده عدة قضايا محورية دارت حولها أهم الدعاوى التي وردت في المنشور التنصيري، وهي: 1 – قضية الكتاب المقدس – بعهديه القديم والجديد.. وهل استحال على التحريف – كما يدعى هذا « المنشور التنصيري »؟ .. أم أنه قد أصابه التحريف؟ 2 – وقضية التأليه النصراني للمسيح – عليه السلام -.. ودعوى أنه ابن الله.. وكلمته أي عقله – الذي أصبح – في العقيدة النصرانية – الإِله الحقيقي .. الخالق لكل شيء .. والذي بدونه لم يكن شيء. 3 – وقضية العصمة والخطيئة والمعجزات – التي توسل بها هذا الكتاب إِلى تأليه المسيح. يقول د. محمد عمارة: حول هذه القضايا الكبرى سيكون حوارنا مع دعاوى هذا الكتاب .. مع كشف الكذب والتدليس الذي مارسه كاتب هذا الكتاب ضد أئمة الإِسلام وعلمائه كي يجعلهم يؤيدون العقائد التي يرفضها الإِسلام. تلك هي القضايا .. وهذا هو المنهج الذي سنعرض به الرد على دعاوى هذا الكتاب. الأدلة على تحريف التوراة والإِنجيل يقول د. محمد عمارة: وعملاً بمنهج «مستعدون للمجاوبة» .. واستجابة لطلب كاتب هذا «المنشور التنصيري» نقدم الأدلة – وليس دليلاً واحدًا – على تحريف التوراة والإِنجيل .. الأدلة المنطقية .. والموضوعية. القائمة على الاستقراء لواقع هذه التوراة وهذا الإِنجيل.. بل والشهادات التي شهد بها على هذا التحريف «شهود من أهلها» - أي من اليهود والنصارى -. وقد قدم المؤلف حفظه الله خمسة أدلة على تحريف التوراة بل على عدم وجودها أصلا، واستغرق ذلك 21 صفحة من صفحات الكتاب، كذلك ذكر أنه لم يُرد الاستقصاء بل ذكر نماذج فقط. أما أدلة تحريف الإنجيل فقد ذكر المؤلف 11 دليلا، وكان الدليل الحادي عشر عن كم التناقضات والاختلافات بين نسخ الإنجيل المعتمدة عند النصارى حيث بلغت وفقا للموسوعة البريطانية أكثر من 150 ألف تناقض، ذكر منها الكاتب على سبيل المثال 46 تناقضا، وختم كلامه بأن الإنجيل الذي أنزله الله على المسيح عليه السلام وفقا للأدلة التي ذكرها "لا وجود له الآن". تفنيد ألوهية المسيح ثم تعرض المؤلف بعد ذلك لقضية تأليه المسيح فنقض أوهام النصارى ودحض شبههم الواهية بحجج منطقية عقلية لا تُدفع. ومن الحقائق التي ذكرها المؤلف حفظه الله أن تأليه المسيح صراحة لم يرد إلا في إنجيل واحد هو إنجيل يوحنا الذي ثارت حوله الكثير من الشكوك والذي خالف باقي الأناجيل في أمور جوهرية، وامتلأ بالمتناقضات. كذلك من الحقائق التي ذكرها المؤلف وجود نصوص في بعض الأناجيل مثل إنجيل متى تأمر بالتوحيد وتعلن تبرأ المسيح ممن ألهوه: ففي إنجيل متى 7: 21-23 "ليس كل من يقول يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات، كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يارب. يا رب. أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة، فحينئذ أصرخ لهم: إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الإثم". وهذا كقوله سبحانه في آخر سورة المائدة: {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. ثم تناول الكاتب قضية العصمة والخطيئة والمعجزات بنفس المنهج في دحض افتراءات الكتاب وشبهه، وأوضح النقولات التي نسبت لعلماء الإسلام حيث اجتزئت من سياقها على طريقة {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} وختم المؤلف كتابه بالتوصية بمنع تداول هذا المنشور التنصيري الأثيم، ونشر هذا الرد تحصينا للعقول ضد الافتراءات والأكاذيب، فجزى الله المؤلف عن الإسلام والمسلمين كل خير.