وليد كبير: نظام العسكر غاضب على ولد الغزواني بعدما رفض الانخراط في مخطط لعزل المغرب عن دول الجوار    مجلس الأمن.. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    ألمانيا.. توجيه اتهامات بالقتل للمشتبه به في هجوم سوق عيد الميلاد    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة        مقاييس الأمطار بالمغرب في 24 ساعة    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    رشاوى الكفاءة المهنية تدفع التنسيق النقابي الخماسي بجماعة الرباط إلى المطالبة بفتح تحقيق    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين    نادي المغرب التطواني يقيل المدرب عزيز العامري من مهامه    العرائش: الأمين العام لحزب الاستقلال في زيارة عزاء لبيت "العتابي" عضو المجلس الوطني للحزب    سويسرا تعتمد استراتيجية جديدة لإفريقيا على قاعدة تعزيز الأمن والديمقراطية    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    هجوم ماغدبورغ.. دوافع غامضة لمنفذ العملية بين معاداة الإسلام والاستياء من سياسات الهجرة الألمانية    بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود جلالة الملك من أجل الاستقرار الإقليمي    تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع        دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاحواز ... 85 عاما من الاحتلال الفارسي

في بلاد فارس نشات وترعرت وانطلقت الحركات الباطنيةالهدامة ضد لاسلام ومنها ظهرت الشعوبيةاالحاقدة على العروبة والاسلام .
و الدولة – الامبراطورية الفارسية ( ايران) بالرغم من انها تبدو في الظاهر متماسكة الا انها تعاني من انهيار تام وحقيقي في كيانها السياسي الغير منسجم داخليا فانها تمر الان بمرحلة الاحتضار السوفييتي بالرغم من مظاهر الثرثرة او الجعجعة النووية الفارغة.
يقع اقليم الاحواز- عربستان – في جنوب غرب بلاد فارس – ايران- والى الجنوب الشرقي من – العراق- الحالي ويطل على راس الخليج العربي وشط العرب جنوبا ويحده من الشمال والشمال الغربي جبال لورستان ومن الشرق والشمال الشرقي جبال بشتكوه – البختيارية- التي هي جزء من سلسلة جبال زاجروس التي تفصل طبيعيا بلاد فارس عن بلاد العرب ويحده من الغرب – العراق- ومن الجنوب الخليج العربي بين خطي العرض 30 و33 درجة شمالا وبين خطي الطول 48 و51 درجة شرقا وبهذا يكون امتداد الاقليم من الشرق الى الغرب بعرض 380 كم مساويا تقريبا لامتداده من الشمال الى الجنوب بطول 420 كم.
المساحة:-
تبلغ المساحة الكلية او الاجماليةلاقليم الاحواز (000/185) كم2 ولكنها تقلصت الى (400/159)كم2بسبب قيام ايران عام 1936باقتطاع (400/25) كم2 بهدف تفكيك اواصر الوحدة الجغرافية بين اجزائه للاستيلاء و قضم اراضي الاقليم بحجة اجراء التنظيمات الادارية وتحت ذريعة متطلبات المصالح والضرورات الاقتصادية من خلال ضمها الى المحافظات الايرانية وعلى النحو الاتي :-
1- اقتطاع (400/4) كم2 من الجزء الشمالي للاقليم والحاقها بمحافظة ( لورستان).
2-اقتطاع (000/10)كم2 من الجزء الشرقي من الاقليم والحاقهابمحافظة (اصفهان).
3- اقتطاع (000/11)كم2 من الجزءالجنوبي من الاقليم والحاقها بمحافظة( فارس).
السكان:-
يبلغ عدد سكان ( شعب )اقليم الاحواز حوالي (5/7) مليون نسمة ويشكل العرب الاغلبيةالمطلقة او الساحقة من السكان وكانت نسبتهم 99% من مجموع السكان اثناء الاحتلال الفارسي للاقليم عام1925ولكن مثل هذه النسبة قد اختلت بسبب ممارسة سياسة التفريس وتشجيع الهجرة الفارسية وتقديم التسهيلات اللازمة لهجرة الفرس تحديدا واستيطانهم في الاقليم حيث انخفضت نسبةالعرب الى 95% مقابل 5% من الفرس والاقليات القومية للاخرى ثم اصبحت هذه النسبة90% مقابل 10% من الفرس وغيرهم.
يعود وجود العرب في حوض نهر الدجيل ( الكارون) اودلتا شط العرب تاريخيا الى وجودهم في جنوب العراق وشبه الجزيرة العربية .
فعرب الاحواز ينتمون في اصولهم الى تلك القبائل العربية التي خرجت من شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الاسلام بفترة طويلة وبعده وتعزز وجودهم من خلال حملات الفتوحات العربية الاسلامية المتجهة شرقا وسكنت واستقرت في هذه البقعة( جنوب العراق) فقبائل بني حنظلة المعروفين اليوم باسم ( الحناتشة ) من اقدم تلك القبائل العربية التي قطنت المنطقة قبل الفتح الاسلامي فقبائل (بني كعب ) هي من بطون( هوازن ) التي لها فروع عديدة وهي من اهم القبائل العربية التي سكنت اقليم الاحواز – الفلاحية – وانتشرت في الاطراف السفلى من مصب نهر الدجيل – الكارون - واستقرت في القسم الجنوبي الغربي من الاقليم كما وان قبائل ( بني طرف) وهي من بطون( طي) ولها فروع عديدة وهي من القبائل العربية المهمة التي انتشرت في اقصى الغرب حيث استقرت في الخفاجية والحويزة وهناك العشرات من القبائل العربية الاخرى المهمة القاطنة في الاقليم نورد منها على سبيل المثال لا الحصر( بني لام – بني مالك – بني تميم – بني سالة - الباوية – العنافجة - الخفاجة – كثير – نصار – الزركان – الشريفات – - السلامات - العجرش – السواعد – الشواكر – العتوب – المحيسن) وغيرها .
التسمية:-
اطلق العرب على الاقليم اسم (الاحواز) وهو جمع كلمة ( حوز) وهي مشتقة من مصدر الفعل ( حاز) و(يحوز) اى بمعنى ( تملك) و( يتملك) وقد استخدموا مثل هذا اللفظ للدلالة على تملك الارض فقط اى نسبة الى الاراضي التي تمتلكها كل قبيلة عربية حصرا فاطلقوا تسمية ( الاحواز) على مجموع الاراضي التي تمتلكتها القبائل العربية القاطنة في المنطقة ويلفظها الفرس (الاهواز) لانه ليس في لغتهم حرف ( الحاء) ولهذا فانهم يبدلونه( هاء) كما وان تسمية (عربستان) اطلقها الفرس في عهد الشاه عباس الصفوي على بلاد ( الاحواز) نسبة الى سكانه العرب تمييزا لها عن بلاد فارس ولكن العنصريون الفرس اخترعوا لاحقا تسمية مصطنعة باسم (خوزستان) بهدف طمس الهوية العربية لاقليم الاحواز اما مفردة ( ايران) فهي مصطلح مصطنع او مخترع لم يكن شائعا سابقا ولكن تم تداوله في عهد الشاه رضا بهلوي وتعني ( بلاد الاريين) في حين يضم الكيان السياسي للدولة الفارسية ( الايرانية ) اقواما غير ارية كالعرب مع ان مصطلح( العنصرىالاري) تنطبق على الالمان وشعوب اقصى الشمال الاوروبي فقط وهي فرية اوروبية يراد اطلاقها على شعوب الشرق كالفرس والاكراد وحتى الاتراك .
اهم المدن
1- مدينةالاحواز- وقد سميت باسم الاقليم كما هو الامر في القطرين( تونس والجزائر) حيث اطلق اسم القطر على عاصمته ايضا وتقع مدينة الاحواز في مركز الاقليم او في وسطه تقريبا وهي من اجمل واكبر مدن الاحواز وتقع ايضا على ضفتي نهر ( دجيل الاحواز) الذي يسمي اليوم بنهر( الكارون – القارون ) كماوتقع على الشمال الشرقي من مدينة (المحمرة ) وتبعد عنها ب(120) كم وعن مدينة ( عبادان ) ب( 140) كم) وتسمى ايضا باسم اخر هو ( الناصرية ).
2- مدينة المحمرة – وتقع على مصب نهركارون بشط العرب وقد شيدها اميرها الحاج يوسف عام 1812 وابدل الفرس اسمها الى (خرم شهر) ثم الى ( خونين شهر) اثناء الحرب الايرانية – العراقية ( 1981- 1988).
3- مدينة عبادان – تقع على شط العرب جنوب مدينة المحمرة بحوالي 18 كم وفي جزيرة خضرالتي تحيط بها المياه من جميع جهاتها وهي ميناء رئيسي لتصدير نفط الاقليم كما ان فيها مصفاة كبيرة لتكرير النفط تعتبر من اضخم مصافي النفط في المنطقة وسميت ( عبادان ) نسبة الى (عباد ابن الحصين) الذي كان اول من رابط فيها وان نسبتهاالى( عباد) باضافة( الف ونون)الى اخر الكلمة وليس ( ياء ) النسبة فسببها لهجة عربية جنوبية كانت تضيف هذين الحرفين
بدلا من ( الياء) الى المواضع والاشياء عند نسبتها الى الاشخاص او الصفات ويلفظها الفرس( ابادان ) لانه ليس في لغتهم حرف( العين) .
4- مدينةالحويزة – تقع على نهر الكرخة شمال غربي المحمرة باتجاه محافظة ميسان وكانت عاصمة لامارةالمشعشعين منذعام 1441 م وهي موطن قبائل ( بني طرف ) واستبدلها الفرس الى( دشت ميشان).
5- مدينة الفلاحية – تقع على نهر الجراحي وسكنتها قبائل ( بني كعب ) وكانت مركزا او عاصمة لامراء الاحواز قبل بناء وتشييدمدينة ( المحمرة) و كانت تسمى ( الدورق) فاستبدلها الفرس الى ( شادكان ) .
6- مدينة مسجد سليمان – تقع هذه المدينة في شرق الاحواز وتبعد حوالي ( 150) عن راس الخليج العربي حيث تتركز فيها ابار النفط الغزيرة التي تم العثور عليها عام 1908 ويتم نقل النفط منها الى مدينة عبادان لتصديرها الى الخارج . 7- مدينة العميدية – ويلفظها الفرس( اميدية ) لان ليس في لغتهم حرف (العين).
8- مدينة تستر – استبدل الفرس اسمها الى ( شوشتر) وتلقب ( غوطة الاحواز) الخصبة ذات المياه الوفيرة.
9- مدينة الخفاجية – وهي من المدن المهمة و استبدل الفرس اسمها الى ( سوسنكرد).
10- مدينة الحميدية- استبدل الفرس اسمها الى ( فرح اباد).
11- مدينة الصالحية – استبدل الفرس اسمها الى (انديمشك).
12- مدينة الخزعلية – استبدل الفرس اسمها الى ( خزعل اباد) .
13- مدينة خورعبدالله- وهي ميناءاستبدل الفرس اسمها الى ( بندر شابور) .
14- قنطرة القلعة – ارضها عبارة عن تلول متوازية وتقع على الضفة اليسرى لنهر دز ( الكارون الاسفل) من الروافد المهمة لنهر (الكارون) في شرقي مدينة الاحوازواستبدل الفرس اسمها الى ( ذزفول )او (دسبول).
15- الاحجارالسبعة – استبدل الفرس اسمها الى ( هفتكل).
كما ان هناك في الاحواز عشرات المدن والقصبات والقرى العربية التي قامت ايران باطلاق اسماء فارسية عليها بهدف تغيير معالمه الحضارية والتاريخية والجغرافية والاثرية ضمن سياسية التفريس التي تمارسهافي هذا الاقليم العربي .
اهم الانهار :-
يعتبرنهر الدجيل( الكارون) من اهم انهار الاحواز اذ ينبع من جبال البختيارية ويصب في شط العرب حيث تقع مدينة المحمرة كماتقع مدينة الاحواز على منتصف طوله الذي يبلغ حوالى( 1300) كم ومن اهم روافده هو نهر دز ( الكارون الاسفل) حيث تقع مدينة دزفول على ضفته اليسري ومن روافده ايضا نهر (دبيس)الذي يمر شرقي مدينة الاحواز... وينبع نهر(الكرخة) من جبال بشتكوهويصب في هور الحويزة كما يصي نهر(الجراحي) في هور الفلاحية على بعد(38) كم من مدينة الاحواز ... وهناك انهار صغيرة منها كركر وشاور وعجيرب ولورة وشطيط .
اقتصاد الاقليم:-
يقوم اقتصاد اقليم الاحواز على ثلاث ركائز اسياسية وهي :-
1- النفط – يطفو اقليم الاحواز على بحيرة من النفط الذي يتدفق بغزارة في مختلف ارجائه ويشكل المخزون النفطي في باطن ارض الاحواز مع مخزون النفط في باقي الاقطار العربية الاخرى اكبر احتياطي النفط في العالم ويعتبر المورد الاساس للاقتصادر الايراني ويدر عليه عشرات المليارات من الدولارات سنويا ولولا نفط الاحواز لكانت ( ايران) من افقر دول العالم وقد عثر عليه لاول مرة عام1908 في مدينة مسجد سليمان احدى مدن هذاالاقليم العربي التي تبعد 150 كيلومترا من راس الخليج العربي و قد مدت عام 1912 انابيب النفط من مناطق استخراج النفط الى مدينة عبادان لنقل النفط الخام لتكريره في مصفاة عبادان الضخمة وقد بلغ مجموع حقول ابار النفط المكتشفة في اراضي الاقليم منذ بدء الحرب العالمية الاولى باكثر من مائتي بئر نفطي .
2- الزراعة – تشكل الزراعة المورد الاساس لشعب الاحواز حيث ان معظم سكانها العرب هم من الفلاحين والمزراعين وتعتبر مياه نهري الكارون والكرخة وروافدهما المصدر الرئيس للرىفي الاقليم التي تمتاز بزراعة النخيل التي تعتبر تمورها مع تمور جنوب العراق من اجود انواع التمور في العالم وخاصة تمور مناطق البصرة والمحمرة وعبادان والفلاحية ...وتشتهر الاحواز ايضا بزراعة الحبوب كالحنطة والشعير والرز وكذلك زراعة الشوندر وقصب السكر والقطن وغيرها من المحاصيل الزراعية الاخري .
3- التجارة – يشكل اقليم الاحواز عصب الحياة والشريان الاقتصادي الرئيس لتجارةايران الخارجية بحكم موقعه الاستراتيجي المطل على السواحل الشمالية للخليج العربي اذ يعتبر مركزا هاما للتبادل التجاري واستيراد السلع وتصدير البضائع والنفط من خلال مينائي المحمرة وعبادان حيث بنيت فيهما مراسى كبيرة وحديثة ومتطورةلاستقبال السفن باحجامها المختلفة وخاصة السفن الكبيرة وناقلات النفط الضخمة او العملاقة .
تعتبر( الاحواز) كما الكويت والاحساء والقطيف جزء من العراق من الناحيتين الجغرافية والتاريخية...فالعراق هو في الحقيقة قطر عربي يطل على مياه الخليج العربي ويؤلف بسواحله البحرية شكل كماشة على جانبي الخليج العربي و لكنه في الواقع دولة بحرية دون سواحل او منافذ بحرية حاليا حيث اقتطعت منه سواحله ومنافذه البحرية( الاحواز – الكويت- الاحساء والقطيف ) فلو لم تقتطع من العراق سواحله ومنافذه البحرية على جانبي الخليج العربي لوتوفرت لامتنا العربية في هذا في المشرق العربي (اقليم قاعدة) يتمثل في(العراق) بسواحله ومنافذه البحرية وثرواته النفطية الهائلة...!!!؟ وهذا لايعني باى حال من الاحوال محاولة فرض وصاية على الشعب العربي الاحوازي في الوقت الحاضر اوالالتفاف على ممارسته لحقه في تقرير مصيره بنفسه وبارادته الحرة وتشكيل دولته الوطنية المستقلةالتي تعبر عن شخصيته كشعب عربي وفي استمرار كفاحه الوطني الذي لايكل في مقاومة الاحتلال الفارسي االبغيض بقدر ماهو اشارة الى حقائق جغرافية وتاريخيةومخططات تامرية استعمارية نفذت لتجزئة وتفتيت الامة العربية في ظل ظروف واوضاع عربية ودولية بالغة الخطورة والتعقيد والتي بلغت ذروتها في عملية غزو واحتلال العراق من قبل الغزاة الامريكان المجرمين والواقع العربي المتردى وسوء الاحوال العالمية نتيجة استفراد وهيمنة الولايات المتحدة الامريكية على الاوضاع الدولية الراهنةوبالاخص استخدامها هيئة الامم المتحدة ومنظماتها الفرعية من خلال فرض سيطرتها ونفوذها عليها واخضاعها كليا لارادتها وتسييرها وفق مشيئتها ومخططاتها واغراضها ومصالحها الامبريالية...
اولا- من الناحية الجغرافية:-
اعتبر الجغرافيون القدماء والجدد ارض الاحواز جزء مكملا اومتمما للسهل الرسوبي لجنوبي العراق بحيث تشكل مع منطقتي محافظتى (البصرة وميسان - العمارة )اقليما واحدا لتشابه تضاريس وطبيعة الارض والمناخ والسكان والحاصلات الزراعيةوالثروة الحيوانية مع تماثل اوجه النشاط الاقتصادي وانماط الحياة و انتشار المستنقعات والاهوار ووفرة المياه لوجود الانهار ( دجلة والفرات والكارون والكرخة ) التي تصب في شط العرب.
فالاحواز الشرقية محتلة فارسيا منذعام1925 وتحت سيطرة( ايران) الان والاحواز الغربية( البصرة وميسان ) تقع حاليا ضمن كيان العراق الحالي فمثلا ان (هور الحويزة) مقسم بين ارض العمارة في العراق وارض الحويزة في اقليم الاحواز .
اكدت الدراسات الجيولوجية تماثل التكوين الجيولوجي لاراضي كل من الاحواز وجنوبي العراق وقد دلت والتنقيبات والتحريات والفحوصات الجيولوجية تشكل وظهور تلك الاراضي بنفس الفترة الزمنية الواحدة تقريبا وتكونها نتيجة رواسب الطمى والغرين بعد انحسارالمياه عنها في العصور السحيقة .
فسهل الاحواز يتصل اتصالا مباشرا بل هو امتداد طبيعي ومكمل للسهل الرسوبي لجنوبي العراق دون اى اية عوائق اوحواجز جغرافية او فواصل طبيعية كالجبال اوالبحارالتي ياخذها الجغرافيون بنظر الاعتبار عند تحديدطبيعة المناطق او الوحدات الجغرافية .
اما بلاد فارس او( ايران )ذاتها فهي عبارة عن هضبة تحيط بها حافات السلاسل الجبلية التي تفصلها من الخارج ومن جميع جهاتها تقريبا ولاسيما من الجهة المحاذية للاحواز والتي تتكون من عدد من السلاسل الجبلية المتعاقبة الشاهقة الارتفاع التي ليست فيها ممرات سهلة الاجتياز بل وتتخلها وديان ضيقة تنحدر بشدة عند سفوحه.
فالاحواز تتكون عموما من ارض سهلية معزولة عن هضبة فارس بسلسلة جبال زاجروس التي تشكل الحاجز الجغرافي والفاصل الطبيعي الذي يعزل هذا الاقليم( الاحواز) تماما عن بلاد فارس ( ايران) ويجعل منهما منطقتين مختلفتين ومتميزتين جغرافيا وخاصة في الخصائص الجيولوجية والطوبوغرافية والبيئية والحياتية ... حيث وصف الجغرافي الفارسي ( رشيديان )سلسلة الجبال التي تفصل الاحواز ( عربستان) عن بلاد فارس بانها ( حائط محيط بعربستان يفصلها عن فارس وعراق العجم ) .
فاعتبرها – الاصمعي – (جزء من سواد البصرة) .
ووصفها – الاصطخري – (كانها ارض العراق)
وذهب - ابن حوقل- الىالقول بان ( ... ماكان من حدود عبادان الى الانبار مواجها لنجد والحجاز على ديار اسد وطي وتميم وسائر قبائل مضر... فمن بادية العراق ).
اما عن مدن الاحواز
فقد ذكر المؤرخ الروماني ( بليني ) مدن الاحواز بانها من مدن العرب .
واعتبر ( المقدسي ) مدينة عبادان من مدن العراق وبهذه المناسبة فان هناك مثل عراقي شائع يقول( ماكو وراء عبادان ولاية) او ( ماكو وراء عبادان قرية) اى ما معناه انه( ليست هناك مدينة عراقية وراء عبادان) وهذا يعني ان عبادان كانت اخر قرى العراق وان اخر مخفر شرطة عراقي في مدينة عبادان قد اغلق بعد احتلال ايران للاحواز عام 1925 .
ووصف ابن عابدين الدمشقي حدود ارض السواد بقوله ( ان المنطقة الممتدة طولا شمالاوجنوبا من حديثة على دجلة الى عبادان والممتدة شرقا وغربا من القادسية الى حلوان فيكون السائر من تكريت على النهاية الشمالية للعراق الى عبادان وهي على النهايةالجنوبية منه على شكل تقويس الحد الشرقي بمسافة شهر تكون منطقة جغرافية واحدة) .
وذكر الرحالة والاديب الفارسي ( ناصر خسرو) الذي كان قد زار مدينة عبادان وحل فيها في منتصف القرن الحادي عشرللميلاد بانه راى جبايتهاقد دفعت الى بيت مال البصرة.
ففي اوائل القرن السابع عشر وتحديدا في عام 1604 زارالرحالةالبرتغالي ( بيدرو تاسكيرا)المنطقة الواقعةعلى شط العرب وذكر انهاكانت تتالف من امارة عربية مستقلة عن الاتراك والفرس يحكمها اميرها ( مبارك بن عبدالمطلب ).
كما زار الاحواز عام 1620 الرحالة الفرنسي ( (تافرنييه)الذي اعتبر مدن الحويزةوالفلاحية (الدورق) وششتر ودسبول (دزفول) والخليفة ورامز من ضواحي البصرة.
وفي عام1625 زارحوض نهرالدجيل ( كارون) الرحالة الايطالي (بياترود يلافالاى فيلا)وذكر وجود امارة عربيةلها سيطرة تامة على منطقة حوض نهر كارون وشط العرب يحكمها اميرها( منصور بن مطلب ).
وذكر الرحالة الدينماركي ( كريستيان نيبور) الذي كان قد زار الاحواز عام 1772 ( ان العرب هم الذين يمتلكون جميع السواحل البحرية للقسم الشرقي من الخليج العربي) ويضيف ايضا قائلا ان ( عربستان مستقلة عن بلاد فارس وان لاهلها لسان العرب وعاداتهم وانهم يتعشقون الحرية الى درجة قصوى شان اخوانهم في البادية ) .
ويذكر الباحث الامريكي(لونكريك) ان امارة الحويزة امتدت غربا بحيث شملت منطقة القرنة وشط العرب وكانت تفرض الضرائب على الملاحة النهرية.
واعتبرالمؤرخ الامريكي الدكتور ( دونالدولبريري) ان اراضي الاحواز ( عربستان) هي امتداد طبيعي للسهل المنخفض الموجود في العراق .
ويقول الباحث البريطاني ( لايارد) في رسالته الموجهة عام1841 الى السفارة البريطانية في اسطنبول عاصمة السلطة العثمانية ( ان قبائل البختياريين تنزل على بعد قليل من اقليم عربستان في جنوبي العراق وان المحمرة وعشائر كصب تؤلف امتدادا للعراق لامن ناحيةالوضع الجغرافي فقط بل كذلك من حيث عروبة الاقليم وان اهل عربستان هم عرب خلص.
كما ان المعتمد السياسي البريطاني( ارنولدولسن ) قد ذكر في كتابه ( جنوب غربي فارس ) بان ( عربستان تختلف عن ايران اختلاف المانيا عن اسبانيا ).
فالاحواز من العراق هي كالنمسا من المانيا... و( المحمرة ) من (البصرة ) كمحافظة( الانبار) العراقية من محافظة ( دير الزور ) السورية وتماثل طبيعة مدنها مع مدن جنوبي العراق كتماثل طبيعة المدن والقصبات الواقعة على جانبي الحدود المصطنعة بين سوريا ولبنان التي يستحيل ايضا التمييز بينها اوبين بعضها البعض من كافةالوجوه وجميع النواحي .
فسكان – الاحواز – العرب هم من نفس القبائل اوالعشائر العربية العريقة التي لها امتداداتها في جنوبي العراق وشبه الجزيرة العربية وكذلك العكس لكونها القبائل اوالعشائر العربية ذاتها.
ونظرا للتماثل الجغرافي والديمغرافي ولتشابه انماط ومناحي الحياة واوجه النشاط الاقتصادي والصلات الاجتماعية والاقتصادية القوية والمتنيةوالترابط الشديد بين اقليم الاحواز وجنوبي العراق وبشكل يستحيل التمييز بين المنطقتين اللتين ذات طبيعة واحدة اذ كان يتم انتقال السكان والبضائع بينهمابكل يسرو وسهولة وسلاسة دون اية موانع او عوائق اوصعوبات ولغاية وقوعها تحت براثن الاحتلال الفارسي اوالسيطرة الايرانية عام.1925
فالمسافر من ( البصرة) الى ( المحمرة )اوغيرها من مدن وقصبات وقرى الاحواز اوبالعكس كان لايجد في الطريق اية موانع اوعوائق او حواجز اوقيود تحول دون ذلك وكان الامر كان بنفس الدرجة من اليسر و السهولة والسلاسة بالنسبة للمسافر من جهة واطراف (ميسان ) باتجاه ( الحويزة) او (الفلاحية )او غيرهماوبالعكس ايضا ...
وكانت اعدادا كبيرة من سكان الاحواز يؤمون منطقة البصرة وغيرها للعمل في البساتين وجمع التموروجني المحاصيل ايام المواسم اوالاشتغال كعمال في المكابس ثم يعودون بعد ذلك الى بيوتهم في الطرف الاخر اي في الضفة الشرقية من شط العرب كما كانت هناك اعداد كبيرة ايضا من سكان البصرة من الذين يتوجهون الىمنطقة حوض الكارون ويعبرون الى الضفة الشرقية من شط العرب لزراعة الحبوب كالحنطة والشعير او العمل في مجال الدياسة والتحميل ثم يرجعون الى بيوتهم واهليهم .
وكانت ملكية اكثر من ربع بساتين البصرة تعود الى الشيخ خزعل ال جاسب – امير المحمرة الذي كان احد المرشحين لتولى عرش العراق الذي انسحب لصالح( السيد ) وهو(الامير فيصل ابن الملك حسين) .
هذا وان الامر قد اختلف جذريا على اثر الاحتلال الفارسي لامارة الاحواز العربية فقد نشا وضع خاص جديد يختلف كليا عن الاوضاع السابقة فقد اصبحت العشائر العربية مقمسمة بين ضفتي شط العرب واتخذت سلطات الاحتلال الفارسي اجراءات قاسية وترتبيات شديدة وتدابيرصارمة اضافة القيود التي فرضتهاعلى شعب الاحواز لمنع تنقل السكانوالبضائع كما كان يجري في السابق بين ضفتي شط العرب في محاولة يائسة لقطع اواصر العلاقات والصلات الحية التي لاتنقطع ولن تنقطع ابدا بين ابناء الشعب الواحد مهما كانت اجراءات سلطات الاحتلال الفارسية الغاشمة...
فالزائر للاحواز العربية سيجد فيها نفس القيم والمثل والمشاعرالعربية و الاعراف والتقاليد والعادات القبلية والعشائرية سواء كانت في المناسبات الدينية اوالاعياد او في حالات الزواج والوفاة او في مواسم زراعة الارض او الحصاد وجني المحاصيل و في طريقة اعداد الطعام والماكولات وفي استقبال واكرام الضيف وحتىفي طريقة تقديم القهوة العربية مثلما سيجدها لدى فلاحي ومزراعي جنوب العراق كما سيجد الفلاحين والمزراعين في حوض نهر الدجيل (الكارون) انهم صورة طبق الاصل للفلاحين والمزارعين على ضفاف انهر جنوبي العراق فلايسمع منهم الا نفس الاحاديث والامثال العراقية ولايشرب لديهم غير القهوة العربية ذاتها في دواوين الشيوخ ومضايف الوجهاء ومنازل وبيوت الشعر المنتشرة هناوهناك من مناطق الاقليم .
ثانيا- من الناحية التاريخية :- يؤكد المؤرخون القدماء والجدد ارتباط تاريخ – الاحواز- ارتباطا وثيقا بتاريخ العراق عبر العصور التاريخيةالمختلفة.
سكن – الاحواز – العيلاميون والسومريون والاكديون وغيرهم ...
ودلت الحفريات والتنقيبات الاثرية عن اكتشاف الاثار والنقوش السومرية والاكدية والبابلية في هذا الاقليم اسوة بجنوب العراق .
يعود وجود العرب تاريخيا في حوض نهر الدجيل ( كارون) اودلتا شط العرب الى وجودهم في جنوبي العراق وشبه الجزيرة العربية...
فعرب الاحواز ينتمون في اصولهم القديمةوالحديثة الى تلك القبائل اوالعشائر العربية التي خرجت من شبه الجزيرة العربية منذ زمن بعيد جدا و يغوص بقوة في اعماق التاريخ اي قبل ميلاد المسيح( عليه السلام) بعهود طويلة واستقرت في هذه البقعة الجغرافيةقبل بعثة الرسول الاعظم( صلى الله عليه وسلم ) وقبل البدء بنشرالدعوة الاسلاميةوبعده وقد عززت الفتوحات العربيةالاسلامية خلال الفترة (628- 640) التي اندفعت نحو الشرق مثل هذا الوجود العربي ومن خلال التاكيد لاحقا على وحدة الهوية الديمغرافية والجغرافية والثقافية والحضارية...
وساهمت هذه القبائل القاطنة في اقليم الاحواز العربي في الفتوحات الاسلامية .
في فترة الفتح الاسلامي عام 640 وفي عهد الخليفة الثاني الشهيد عمر ابن الخطاب ( رضي الله عنه ) حرر العرب المسلمون خلال الفترة (14- 20) هجرية المشرق العربي وبضمنه - الاحواز - التي ا كانت تتبع ولاية البصرة حينا ثم ولاية البحرين حينا اخر و مستقلة بذاتها وخاصة في العهود الاسلامية المتاخرة حينا ثالثا ...
ففي فترات العهدين الاموي والعباسي وعندما كان العراق وايران اقليمين متمايزين لكل واحد منهما مقوماته الذاتية وخصوصيته الديمغرافيةوحدوده الاقليمية والادارية كانت – الاحواز –بطبيعة الحال ضمن اقليم العراق العربي .
شكلت الاحواز مع البصرة منطقة خراجيةواحدة في مختلف العصور الاسلامية ثم كانتا تشكلان مع بعضهما وحدة ادارية واحدة في العهد العثماني .
هذا وقد مرت – الاحواز – بنفس الادوار التاريخية التي مرت بها ولاية البصرة وتعرضت كباقي اجزاء المنطقة العربية الى هزات سياسية عنيفة اذتقاذفتها او تجاذبتها حركات الخوارج والقرامطة والزنج ولكنها بالرغم من هذه الاحداث والغزوات الخارجيةفقد بقيت جزء من الكيان العربي الاسلامي الذي لم يكن يعرف الحدود السياسية بمعناها الحالي او كما هوعليه الحال في الوقت الحاضر وانها اصبحت مع بقية الاقاليم العربية الاخرى جزء من وحدة ( سياسية – دينية) متماسكة تحت الحكم العربي الاسلامي واستمرت احوال الاقليم على هذا المنوال حتي جاءت غزوة التتار .
ونتيجة الضعف الذي اصاب الدولة العباسية التي فقدت سيطرتها على الاقاليم البعيدة عن المركز و تفككت اوصالها كدولة مركزية التي اصبحت في اواخرالعهد العباسي مجرد سلطة اسمية فقط لااكثر ولااقل ..
وعلى اثر سقوط بغداد عام 1258 م على ايدي المغول فقد ظهرت كيانات سياسية صغيرة في مختلف تلك الاقاليم والتي كانت تختفي بعد فترة لتقوم اخرى محلها او بدلا عنها وهكذا ....الخ.
هذا وبعد فترة قامت او تعاقبت على الظهور عدة امارات عربية في – الاحواز- ولامجال هنا لذكر تفاصيل عنها وهذه الامارات هي :-
1- امارة الحويزة ( امارة المشعشعين)- التي تاسست عام عام1469
2- امارةبني كعب- التي تاسست عام1690
3- امارة بني صعب – التي تاسست عام 1720
4- امارة بني كثير – التي تاسست عام1748
5- امارة المحمرة التي تاسست عام 1832
وخلال الفترة من عام1517 وحتى عام 1847 كانت (الاحواز) تخضع للسيادة الاسمية اوالسلطة الرمزيةللدولة العثمانية عن طريق ارتباطها بولاية البصرة احيانا وتستقل استقلالا تاما في ادارة شؤونها كما ذكرنا في غالب الاحيان ولكنها كانت وعلى امتداد تاريخها في نزاع مستمر وخصومة دائمة مع الدولة الصفوية ولكنها بقيت في الواقع وبشكل فعلي خارج نطاق نفوذ القوتين الكبيرتين العثمانية والصفوية متمتعة باستقلالها في ظل تلك الامارات الا ان صلاتها وعلاقاتها كانت اوثق بالدولة العثمانية منها بالدولة الصفوية التي تاسست عام 1501والتي كانت بتدخلاتها الفجة في شؤون الاحواز الداخليةواثارة النزاعات معها واعداد وشن الحروب عليها من خلال الحملات العسكرية لاحتلالها واخضاعها لها بهدف ابتلاعهاوضمها اليها وصولا الى موانيء الخليج العربي.
اعترفت الدولتان العثمانية والصفوية في معاهدة الحدود التي عقدت بينهما عام 1821 بالسيادة العربية على منطقة حوض شط العرب التي تركت برمتها ضمن العراق . .
وقد جاءت معاهدة ارضروم الثانية الموقعة بين الدولتين العثمانية والصفوية بتاريخ 31/اايار – مايس/1847 مجحفة بحق العراق ارضا وشعبا حيث تضمنت المادة الثانية منها على مايلي :-
( تتعهدالحكومة الايرانية بالتخلي عن جميع الاراضي المنخفظة للحكومةالعثمانية – اي الاراضي الكائنة في القسم الغربي من منطقة زهاب – وتتعهد الحكومة العثمانية بالتخلي عن القسم الشرقي – اي جميع الاراضي الجبلية – للحكومة الايرانية من المنطقة المذكورة بما في ذلك وادي كرند .
وتتنازل الحكومة الايرانية عن كل مالديها من ادعاءات في مدينة السليمانية ومنطقتها وتتعهد تعهدا رسميا بان لاتتدخل في سيادة الحكومة العثمانية على تلك المنطقة اوتتجاوز عليها .
وتعترف الحكومة العثمانية بصورة رسمية بسيادة الحكومة الايرانية التامة على مدينة المحمرة وميناءها وجزيرة خضر والمرسى والاراضي الواقعة على الضفة الشرقية – اي الضفة اليسرى من شط العرب - التي تحت تصرف عشائر معترف تابعة لايران وفضلا عن ذلك فللمراكب الايرانية حق الملاحة في شط العرب بحرية تامة وذلك من كل مصب شط العرب في البحر الى نقطة اتصال حدود الطرفين).
هذه المعاهدة الغيرمشروعة والتي جاءت مجحفة بحق العراق ارضا وشعبا والتي تنازلت الدولة العثمانية بموجبها عن اراضي عراقية في المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية وبالمقابل حصلت ايران على مكاسب جغرافيةاستراتيجية هامة وبالاخص الاراضي العراقية الواقعة شرقي شط العرب المتمثلة تقريبا كامل اراضي( اقليم الاحواز) وعلى هذا النحو :-
اولا:- تنازلت الدولة العثمانية لايران عن اراضي عراقية جديدة اضافة الى تنازلاتها في معاهدات سابقة عن الاراضي العراقية الواقعة شرق ماكانت تطلق عليها ( ولاية شهرزور)والمتمثلة بالاجزاء الشرقية من( اقليم كردستان) اى ماتسمى الان ب(كردستان ايران)والتي تتماثل مع ( كردستان العراق) من كافة الوجوه وجميع النواحي وتشكلان معا وحدة طبيعية واحدة من الناحيتين الجغرافية والديمغرافية اي اقليما واحدا هو ( اقليم كردستان ).
ثانيا- : تنازلت الدولةالعثمانية لايران عن اراضي عراقية جديدة اضافة الى تنازلاتها في معاهدات سابقة عن الاراضي العراقية الواقعة في المنطقة الوسطى شرق (ولاية بغداد) القديمةالامر الذي احدث تقعرا في هذه المنطقة من الحدود العراقية – الايرانية بحيث تسهل على ايران اختراق الخاصرة العراقية وتمكنها من شطرالعراق الى شطرين بل وتدفعه الىحشد المزيد من القوات العسكرية وتعطيلها دون ان يتم استخدامها او زجها في القتال بشكل فعال مما يحول دون توزيعها تعزيزا لجبهات القتال في القواطع المختلفة
ثالثا - :- تنازلت الدولةالعثمانية عمليا لايران عن كامل اراضي (اقليم الاحواز) من خلال الاعتراف بسيادتها التامة على مدينة المحمرة ومينائها وكذلك الاجزاء الشرقية من الاراضي العراقية الواقعة على الضفة الشرقية ( الضفة اليسرى)من شط العرب اذاما اعتبرنا الاجزاء الغربية من اقليم الاحواز والمتمثلة بمنطقتي محافظتي البصرة وميسان وماحولهما تقع ضمن كيان العراق الحالي.
وهكذا اخذت الامور منحى خطيرا في معاهدة ارضروم الثانية اذ فرطت الدولة العثمانية بدون مبالاة و تحت تاثيرات الضغوط التي ما رستها بريطانيا عليها بالتنازل عن اراضي عراقية في المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية لصالح ايران التي حصلت اراضي عراقية منحتها مواقع تتمتع بامتيازات استراتيجية هامةحيث كانت بريطانيا دولة وسيطة تتظاهر بالصداقة للدولة العثمانية والوقوف الى جانبها ولكنها كانت تخفي اطماعها ومخططاتها في المنطقةالعربية مقابل روسيا القيصرية التي كانت كدولة وسيطة وصديقة مساندة للدولةالصفوية تحدوهاالرغبة هي الاخرى في الوصول الى المياه الدافئة في منطقة الخليج العربي وذلك من خلال اتمام عقد هذه المعاهدة التي كانت ( ايران) الدولة الرابحة فيها لانها لم تتنازل عن شىء سوى عن مطالبها اللامشروعة باراضي ليست لها اصلا ولاتعود ملكيتها اليها بل هي من ضمن اراضي ولاية العراق التي كانت يومئذ تحت السيادة العثمانية.
ونجمت عن تنفيذ هذه المعاهدة مايلي :-
1- الاستحواذ الفارسي على(اقليم الاحواز) والسيطرة التامةعلى شمال واعالى الخليج العربي ومصادرة عراقية وعروبة شط العرب وبالنتيجة مصادرة والغاء الهوية العربية لاقليم الاحواز دون ان تنص معاهدة ارضروم الثانية في مادتها الثانية على تنازل الدولة العثمانية عن كامل اقليم الاحواز سوى مدينة المحمرة ومينائها وجزيرة خضر والمرسى .
2- انتزاع الاجزاء الشرقية الاستراتيجية الهامةاسواء في المنطقة الشمالية اىماتسمى ( كردستان ايران) اوفي المنطقة الوسطى اى الاراضي العراقية الواقعة شرق( ولاية بغداد) القديمةالامر الذي احدث تقعرا في الخاصرة العراقية الذي يشبه التقعر في الخاصرة الالمانية بعد اعادة اقتطاع منطقة ( السوديت) الالمانية والحاقها ثانية الى (جيكوسلوفيا - جيكيا حاليا) بعد هزيمة المانيا في الحرب العالمية الثانية نكاية بالمانيا وخلافا للواقع الجغرافي – الديمغرافي لمنطقة السوديت و التي افرغت من سكانها الالمان الذين ( هجروا)المانيا الديمقراطية وبطريقة لاانسانية تسلل بعضهم هروبا الى المانيالغربية ...... هذا التقعر في الخاصرة العراقية تمنح(ايران) مزية التمكين والسيطرة العسكرية التامة في البر عند نشوب اى نزاع مسلح او قتال سواء في حالتي الهجوم او الدفاع الامر الذي يفقد بالمقابل ( العراق) سرعة وفاعلية التحرك السريع والردالمباشر بالاضافة الى حدوث اختلال في التوازن السكاني للشعب الكردي من خلال تجزئة الوحدة (الجغرافية – الديمغرافية) لاقليم كردستان وفق هذه المعاهدة وبالتالي تاثيرات انعكاساته السلبيةودورها في تعقيد واشكالية حل القضية الكرديةاذ لولا هذه المعاهدة لاحتفظ الشعب الكردي بوحدته الديمغرافية – الجغرافية والحصول على حقوقه القومية التي اعترفت بها بكل ايمان و فخر سلطة البعث في العراق من خلال الدور المحوري البارز الشجاع الذي لعبه الرئيس الشهيد(صدام حسين)عندما كان يتولى موقعه كنائب لرئيس مجلس قيادة الثورة في اقرار صيغة الحكم الذاتي لمنطقة كردستان العراق من خلال بيان 11اذار عام1970 التاريخي والتي تتناسب مع مساحة المنطقة الكردية وحجم اكراد العراق بالنسبة لمجموع مساحة و سكان العراق وليس كماجرى في ظل الاحتلال الامريكي الغاشم باقرار (الفدرالية) في الدستور المشرع امريكيا والتي هي بالتاكيد صيغة مشوهة عرجاء غير سليمة لان (الفدرالية الكردية)لايمكن تطبيقهااستناد الى الحجم الحالي لاكرادالعراق لافتقادها عنصر التوازن المطلوب بين الاقاليم من حيث نسبة السكان ومساحة الارض الذي ينبغي توفره لنجاح اي مشروع فدرالي هوان يكون هناك تناسب في حجم السكان ومساحة الارض بين الاقاليم دون فدرالية (4) ملايين كردي عراقي وضمن مساحة لاتتجاوز سدس مساحة العراق مقابل (20) مليون عربي عراقي وخمسة اسداس الارض العراقية ومن هذا المنطلق فان (الفدرالية الكردية) بصيغتها الشاذة المقترحة او المطبقة والتي لامثيل لها اطلاقا في تطبيقات جميع الدول التي تاخذ بالنظام الفدرالي وهذه الصيغة الشاذة تتجاوز في هيكلها العام حتىالنظام الكونفدرالي لا النظام الفدرالي فحسب والمشروع الكردي بهذا الخصوص لايصلح للعراق ولايناسب اكراده و ان الحل الامثل والمتوازن والمناسب لاكراد العراق في الوقت الحاضر وفي المرحلة الراهنة هو في تطبيق صيغة الحكم الذاتي كما ورد في بيان 11اذارعام1970 الذي اقرته سلطة البعث في العراق والتي تتوافق وتتناسب تمامامع مساحة المنطقة الكردية و حجم اكرادالعراق قياسا الى مجموع مساحة وحجم عرب العراق .
3- حصول حالة التقعر في الخاصرة العراقية وخصوصا في المنطقة الوسطى من الحدود العراقية شرقا الامر الذي يمنح ايران مزية التحكم الاستراتيجي وفاعلية تهديد امن وسيادة العراق من خلال سهولة اختراق (الخاصرة العراقية) وبالتالي استهداف العاصمة (بغداد).
وهكذا قررت جهات اجنبية استعمارية كانت لها اطماعها في المنطقة ( بريطانيا من جانب وروسيا القيصرية من جانب اخر) واطراف غير معنية( الدولة العثمانية من جهة والدولة الصفوية من جهة ) بمصالح شعب العراق وبموجب هذه المعاهدة الجائرة التي عقدت نتيجة مفاوضات هذه الاطراف مصير اراضي عراقية بالضد من ارادة شعبه بعربه وكرده وفي منطقة لم تخضع بشكل مستمر وتام في اى وقت من الاوقات لاى من( الدولتين العثمانية والصفوية) سواء كانت شمالا بالنسبة للامارات الكردية في كردستان او جنوبابالنسبة للامارات العربية في (الاحواز) ولكن الامور اخذت منحى خطيرا في معاهدة ارضروم الثانية اذ فرطت الدولة العثمانية بدون مبالاة و تحت تاثيرات الضغوط البريطانية عليها بالتنازل عن اراضي عراقية شمالا وجنوبا اذ كانت بريطانيا دولة وسيطة تقف بالظاهرالى جانب الدولة العثمانية ولكنها كانت تخفي اطماعها ومخططاتها في المنطقةالعربية مقابل روسيا القيصرية التي كانت هي الاخري ترغب في الوصول الى المياه الدافئة في منطقة الخليج العربي كدولة وسيطة تقف الىجانب الدولة الصفوية وذلك من اجل اتمام عقد هذه المعاهدة التي كانت ( ايران) الدولة الرابحة فيها لانها لم تتنازل عن شىء سوى عن مطالبهااللامشروعة باراضي ليست لها اصلا ولاتعود ملكيتها اليها بل هي ضمن اراضي ولاية العراق التي تحت السيادة العثمانية.
فمعاهدة ارضروم الثانية الموقعة بين الطرفين كانت اولى اخطر ثلاث معاهدات نفذت في المشرق العربي ضدامتنا العربية بايادي اجنبيةاستعمارية كانت لبريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية دورها الاساس في صنعها وتنفيذها بالاضافة الى تركيا وايران والثانية كانت معاهدة سايكس – بيكوالموقعة في مايس 1916بين بريطانياوفرنسا لتقاسم المشرق العربي ... فكان(العراق وفلسطين) من حصة بريطانيا و كانت( سورية ولبنان ) من حصةفرنسا والثالثة كانت المعاهدة التركية- الفرنسية الموقعة بين تركيا وفرنسا والتي تولت فرنسا بموجبها سلخ لواء الاسكندرونة من سوريا بالضد من ارادة الشعب العربي السوري وقامت بتسليمه عام1939اجحافا ودون اى وجه حق الى تركيا بموجب تلك المعاهدةالجائرة وذلك نكاية بالسوريين لمطالبتهم بالاستقلال الوطني التام والناجز وانسحاب وجلاء قوات الاستعمار الفرنسى من سوريا ررغم من كون (فرنسا) الدولة المنتدبة على سوريا وفق قرار عصبة الامم والتي من واولى مهامها واهم واجباتها كدولة انتداب وفقا لميثاق عصبة الامم ونظام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.