إن كان عهدنا هو النضال، فإننا ولا زلنا على درب النضال سائرون. ولن تثنينا عن الطريق لا الضرائب ولا الدسائس ولا أي شيء من هذا القبيل، وما على الدولة المغربية إلا أن تجمع كلابها وتحكم عقالها. لأنها مهما نبحت ومهما هاجمت فلن تنال من لحمنا ودمائنا شيئا. وإن كانت الوقفة الاحتجاجية أمام مديرية الضرائب بمدينة الحسيمة شهر مارس الماضي قد بعثرت أوراق إدارة الضرائب بالحسيمة ومعها الإدارة الجهوية بالناضور، فإننا ولعدم وجود أي مبادرة لحل المشكل فبالأحرى البحث عن المجرمين وتقديمهم للعدالة، سنعود مرة أخرى وبقوة لنندد بشدة بالتزوير والانتحال الذي مس شخصيتنا في مقابل صمت مريب اتخذته الإدارة المعنية إزاء المشكل. حتى أداة الجريمة "التصاريح المزورة" لم تقدمها إلى المحكمة الإدارية بفاس لأن الكشف عن هذه التصاريح الضريبية المزورة هو مفتاح الجريمة، وسيسقط القناع عن المجرمين المتورطين في هذا الملف. بل إن غياب الإدارة الضريبية عن جلسات المحكمة يبرهن بالملموس على تورطها في الفضيحة. وهم يراهنون على الوقت لإيقاف الدعوى وحل المشكل. لكن هيهات هيهات فإننا عائدون بقوة ومنا الذلة، وما على "إدارة الفضائح المغربية" إلا ستر رأسها بريشها لأن سوأتها بانت للعيان وبخاصة سوءة المدير الحالي الغارق في المشاكل مع الملزمين حتى أذنيه، وبات يبحث ليل نهار عن مخرج من الورطة التي سقط فيها؛ ورطة لم يضرب لها أي حساب. وإن كان المشكل المتعلق بالجمعوية ّأمينة أكروح وهو نفسه مشكل التصاريح الضريبية المزورة بخط واحد وقلم واحد وتاريخ واحد ويد واحدة وإمضاء واحد... قد تم حله وديا بدون أي إجراءات أخرى، فان مشكلنا نحن لن يحل بالطريقة نفسها لأن دخول الحمام ليس كخروجه كما يقول المثل الشعبي، وإن كان الغرض من تلفيق المشكل هو ثنينا عن الكتابة وقتل الدودة الزائدة في فمي، والتي تفضح وتعري جرائم المجرمين. فهم حقا واهون فمبدؤنا هو النضال ودرب النضال مليء الأشواك وهذه حقيقة نؤمن بها منذ وجودنا على البسيطة. وسنستمر في الكتابة رغم كل شيء سنكتب عن عصابة أيت بوعياش وعن هموم الريف والحكم الذاتي للريف ولصوص الظلام... وكل شيء ولا خطوط حمراء توقف مسيرة قلمنا. لأن إيماننا قوي جدا بأن كل ما يمكن أن يأخذه المرء من هذه الدنيا هو الشرف والكرامة والمساهمة في إثراء الأدب الإنساني العالمي. وما دون هذا فمصيره مزبلة التاريخ وهو مصير من يتعلق به أيضا.