العالم كله يحتفل يحتفل... جميل أن يخصص العالم بأكمله احتفالا بالأرض ويطبل ويزمرفي يوم واحد أو أيام قليلة لهذه المناسبة وتقام الاحتفالات على مختلف الأشكال والألوان وتصرف ميزانيات بالملايين بل بالمليارات وكان أولى أن تصرف تلك الأموال الطائلة في مشاريع عملية على الأرض يستفيد منها فقراء العالم دولا وأفرادا في ما هو أجدى وأفيد في مجال البيئة نفسه كأن ينظف ويعالج المحيط الموبوء ان ماء أو تربة أو هواء والذي يعيش فيه هؤلاء فليست المستنقعات ولا المزابل ولا المياه الملوثة ببعيدة عن هؤلاء هذا اذا كان العالم جادا في القضاء على تلك الآفات الظاهرة للعيان وأجمل منه أن يكون ذلك الاحتفال في سائر الأيام باتباع استراتيجية محددة شاملة معروف مبدؤها ومنتهاها من طرف الجميع وبمشاركة الجميع دون اقصاء أو تهميش ودون استعلاء من بعض الدول التي ترى في قيادتها للعالم أمرا محسوما لايقبل النقاش أو المراجعة.والغريب في الأمر هو أن المتسبب الحقيقي في افساد الأرض وتحويلها الى جرم لا يطاق هو تلك الدول المتزعمة لتلك الدعاوي بل تلك الاحتفالات وذلك لابعاد الشبهات وأصابع الاتهام.فالنفايات الخطيرة والتلوث في غالب الأحوال يكون مصدره الدول الصناعية بالدرجة الأولى . والسؤال المطروح هو الى متى نحتفل بهذه الأيام دون طرح الأسئلة الجوهرية والتي من شأنها الدفع بالعالم وبسكان الأرض الى حياة أفضل ومحيط سليم جدير بالحياة؟