لا تصلح الطريقة الكلية القاضية بتدريس القراءة عن طريق الكل إلى الجزء لصغار، ملزمين بتذليل صعوبات كبيرة ،و كثيرة قد لا يدركها كل من هم أكبر منهم، وفي طليعتها، طبيعة عدم قدرتهم على القراءة، و عجزهم الطبيعي الأولي عن الكتابة ،و صعوبة التمرن على أخذ الأقلام بين الأصابع للكتابة بها، و صعوبة استعمال الدفاتر، و صعوبة الكتابة في السطور ، و صعوبة الانتقال من مؤسسة الأسرة، و من عالم قيم الأهل، و الأقارب،و الحب الفطري، و الحرية ،و المرح إلى مؤسسات التعليم العمومي التي يقتضي الانتماء إليها التقيد بوقت الدخول إليها ، و الخروج منها ،و التعلم في الفصول الدراسية بمساعدة معلمين، و معلمات يعتبرون غرباء عليهم في بداية ولوجهم الفتي، الهش لهذا العالم الجديد، الصارم،و مع أن عددا من الدول ألغت اعتماد هذه الطريقة القرائية ،معتبرة أنها مسؤولة عن تدني المستوى القرائي للناشئة،وعادت إلى تعليم القراءة انطلاقا من الحروف - فرنسا نموذجا- فلا زال معمولا بها بعيوبها ،و أضرارها ، في مدارسنا المغربية العمومية،و تصحيحا لهذا الوضع، و دعما لمدرسة النجاح المقررة ،و إنجاحا للإصلاح المنشود،و إنقاذا لمدرستنا العمومية مما من شأنه أن يساهم، مجددا، في تكرار فشل أسوأ ،و أقبح من الفشل المعترف به من طرف الجميع فما المانع من يتم تقرير تدريس مادة القراءة للمستجدين بكتاب إقرأ للشيخ أحمد بوكماخ المغربي،رحمه الله تعالى ،و مؤلف إقرأ أحسن، و افهم للعالم الميداني العظيم هونري ترونشار الفرنسي ، اللذين لا يوجد، مع الأسف الشديد، أحسن منهما ،من حيث تضمنهما لمواد علمية هادفة ، سهلة، و بسيطة، و متدرجة ، ومراعية لقدرات الصغار،و أعمارهم، و واعية بكل الصعوبات التعليمية الأولية، ومثبة على أرض الواقع، و الحجة الدامغة، الصامدة، قدرتها على إكساب رموز استمرار الأمة مهارات، و باقي كفايات القراءة، و التعبيرين الشفهي، و الكتابيين السليمين ؟