اغرورقت عيناي بالدموع ،فانهمرت على وجنتاي تعبيرا صادقا بعد مشاهدتي للفيلم التربوي (الخاوا) ،حاولت مسحها استحياء من جيراني لكني فوجئت بعموم الحالة على الحضور. الكل في وضعية انفعال عاطفي تام وسكون يخيم على المكان يبين الانغماس الكلي و الشامل للحضور في أحداث الشريط ، أحداث بنيت انطلاقا من الواقع السياسي المرير للحدود المغربية الجزائرية و حالة التوتر التي تعيشها و التي تفرق بين العائلات،الأخوة و الأحبة من الشعبين المغربي و الجزائري. العنوان عربون محبة مهدى من منتج الشريط (الخاوا) أي الإخوة أو الأخوة إلى الشعبين المغربي و الجزائري و عبرهما إلى كل شعوب دول المغرب العربي، هذه الأخوة شرط لازم لسكان الخط الوهمي بين المغرب و الجزائر مهما أقيمت الحواجز و افتعلت الصراعات . اللمسة التربوية و الرمزية للشريط تعتمد على أخوة و محبة طفلين|متعلمين تتجاهل و تتجاوز الحدود الوهمية و الصراعات السياسية و عالم الكبار لتعيش الأحداث اليومية من أكل و شرب و ارتياد المدرسة و لعب ولهو....ببساطة و عفوية. براءة العلاقة العادية والطبيعية بين طفلي الجهتين تغتال بشكل وحشي من طرف ضابط جزائري دون سبب أو مبرر منطقي عدا التزمت و الحقد المجاني. التزام الطفل لصديقه المغتال (عمر)بالمحبة الدائمة و عدم النسيان يحيلنا على ديمومة أواصر الأخوة و المحبة و استمرار علاقة الجوار مهما افتعلت النزاعات و اختلقت الصراعات. كل ذلك يدور وسط مناظر طبيعية خلابة تبهر الألباب من جماعة عين الصفا و موسيقى ساحرة تأسر النفوس. الشريط قصة ،سيناريو و حوار و إخراج الفنان القدير خالد اسلي، إدارة إنتاج الأستاذ محمد قريش ،تصوير و مونتاج الياس يحياوي و مساعدة فؤاد بالي . التشخيص تم من طرف الطفلين المفاجئة :محمد برابح و عماد لغريريز ،حجرية عمارة،يوسف بوزغبة،عبد القادر نوري،محمد مرضي،قاسم حوري،بنيونس مربوح،فؤاد البالي،مريم انكادي،امين لحميدي و غيرهم... هذا الشريط استطاع أن يكسر حاجز الصمت و السكون الفني للنخبة الفنية التربوية و يؤسس لسنة مشاركة مؤسسات و نيابات الجهة الشرقية و فعلا و بعد حصوله على جائزة أحسن سيناريو في فيلم (هدر) لموسم 2009 بفاس ، يشارك الفنان خالد اسلي هذا الموسم بإنجازه الجديد ليبرز كفاءات ، قدرات و تقنيات كامنة لديه خاصة و انه الأستاذ ابن الميدان ، المعتز بانتمائه للحقل التربوي. نتمنى للشريط التربوي (الخاوا) الفوز و النجاح الباهر و للأستاذ خالد اسلي و الفريق العامل معه المزيد من التميز بالانتاجات الفنية التربوية الراقية و الفوز و الامتياز في كل الانجازات ، وما ذلك بعزيز على همم الرجال.