"سنقتص منك ومن عائلتك ومن أي شخص عزيز عليك، إن لم يكن اليوم، فبعد أن تترك العمل" هكذا هدد المستوطنون "أهود براك" وزير الأمن الإسرائيلي، وكأنهم يقولون له: إن نجوت أنت فلن نغفر لأفراد أسرتك من بعدك، إياك أن تطبق قرار تجميد البناء في المستوطنات. وقد أدرك المستوطنون الغاصبون تأثير هذا التهديد على وزير الحرب، وعلى المستويات العسكرية التي ستطبق أي قرار تجميد مؤقت للاستيطان، وانعكاس هذا التهديد على الجنود الذين أعلنوا شبه تمرد على أي قرار حكومي بإخلاء للمستوطنين. تلك كانت رسائل يهود يعتقدون بالباطل أن فلسطين أرض أجدادهم، فوجهوا رسائل مغتصب متشدد إلى مغتصب آخر أكثر تشددا، يحذرونه من خطورة الخطوات الدبلوماسية على المعتقد اليهودي، الذي يرى في أرض إسرائيل كاملة ملكاً لليهود، أعطاها إياهم الرب، ويزعمون أن الضفة الغربية هي صلب أرض بني إسرائيل، ولا مجال للتساهل، أو التفاوض، أو التفكير في خلع مستوطن في أرض الأجداد. نحن الفلسطينيين أصحاب الأرض، ونحن أحق من اليهود في توجيه رسائل التهديد هذه، وطباعة نسخ منها، وتوزيعها، وقراءتها على قيادتنا السياسية في غزة ورام الله كل صباح، نحن الفلسطينيين من يجب عليهم أن يعلقوا هذا التهديد على ضوء القمر، وأن يجعلوه شعارهم الذي يتدلي من نوافذ الريح، وأن يكتبوا على قبة الصخرة في القدس: أيها المسئول الفلسطيني في غزة ورام الله؛ احذر التفريط بفلسطين، إياك والاعتراف بدولة إسرائيل، إياك ومحاربة المقاومة، إياك والخضوع للضغوط الدولية، إياك والتنسيق الأمني، سنقتص منك ومن كل أهلك، سنقبض على روح ذريتك، سنلعن ذكرك، سنذبح بسكين الكرامة كل من رضع حليب المذلة، سنطارد أبناءك في القارات الخمس، سنقتلع جذرك، وسننبش قبرك، ونذروا عظامك النتنة في رياح الخيانة، إياك أيها الفلسطيني الاطمئنان للمرحلة، إياك أن تجالس أعداءنا، إياك أن تساوم، إياك أن تتخلى عن ذرة تراب، إياك، فلن ننسى، ولن نغفر. أيها المسئول الفلسطيني في غزة ورام الله، خذ عيوننا، وأولادنا، وحياتنا، دس على أضلاعنا واعبر، ما دمت تتمسك بحقوقنا السياسية كاملة، ولا تفرط بذرة تراب من فلسطين.