الصمت مرض يصيب الرجال أكثر من النساء ، بين علم الاجتماع سابقا أن الصمت من سمات الزوجة خصوصا في المجتمعات الريفية ،حيث الزوج سيد البيت و اذا تحدث فهو صاحب الكلمة الأخيرة ، و الطاعة تكون على الزوجة والأولاد ، لكن مع تطور الحياة ووصول وسائل الاعلام المسموعة و المقروءة و المرئية الى مختلف المجتمعات ، تناقصت تلك الصورة تدريجيا ، و أصبح الزوج هو الذي يتحلى بالصمت في أحيان كثيرة . حتى أن تغيير مظهر الزوجة و شكل البيت و أنواع الطعام لا يجدي ، و قد تظطر الزوجة الى استعمال الأبناء أو الأقارب كسفراء دائمين بينها وبين زوجها نظرا الى اصابته بمرض " الصمت الزوجي "...عندما يصمت الزوج تقلق الزوجة خصوصا وأن الكلام بالنسبة اليها تعبير عن الاهتمام والشوق ، فيما يستنفذ الرجل طاقة الكلام في ساعات العمل ، و عندما يعود الى البيت يصبح الصمت نوعا من الاسترخاء .ما هي اسباب الصمت بين الأزواج ؟ بعد سنوات الزواج الطويلة يصل الزوجان الى مرحلة من التفاهم من دون حتى استخدام كلمات ، و يشعران أن التعبير عن مشاعرهما ضربا من اللغو و الكلام الفارغ ، فلا داعي الى كلمة رقيقة أو همسة حب أو حديث عن الذكريات الجميلة على أساس أنها مشاعر صبيانية و هما تجاوزا تلك المرحلة . في هذه الحالة " السكوت ليس من ذهب " لأن الحياة الزوجية تصبح هدفا سهلا للملل الذي يؤدي بدوره الى الطلاق .يحاول الزوج تحت وطأة الضغط النفسي و ربما خلال مشاجرة عادية وضع حد لمعاناته الداخلية فيخاطب الزوجة بكلمات جارحة و عبارات قاسية ، و هو بذلك يعبر عن حقيقة مشاعره الدفينة . غالبا لا تحاول الزوجة البحث عن أسباب الأزمة الطارئة بل تستنكر رد فعل الزوج، و مع مرارة الشعور بوجود شرخ في العلاقة تؤثر الصمت كبديل عن قرار أصعب هو الانفصال . لماذا لا يعبر الرجال عن مشاعرهم؟ لأن الرجل كلن و ما يزال المسؤول عن توفير الراحة المادية للعائلة من مسكن وملبس و غذاء ...و يحقق ذاته من خلال الفعل و العمل ، أي من خلا ل اشياء مادية يمكن للجميع رؤيتها و لا حاجة للتحدث فيها ، اذا تكلم اليوم يتمحور حديثه حول زيادة العائدات و المنافسة في العمل .أما بالنسبة الى المرأة فانها المسؤولة عن رعاية المكان و الأسرة و المشاعر ، أي أن مسؤوليتها تتركز في عالم العائلة الداخلي ، الذي تستخلص دورها بذاتها من خلال مدى انسجامه و توافقه .كذلك اكتسبت الخبرة على الأحاديث الخاصة بالمشاعر و التعبير عنها من خلال دردشتها مع الصديقات ، فيما يعتبر ذلك مجالا جديدا على الرجل .و "السكتة الكلامية " التي يصاب بها الأزواج ليست حالة مرضية بل حكمة للهروب من المشاجرات الزوجية . أشارت الدراسات التي أجرتها مجلة "بونتة " الألمانية الى أن تسعا من كل عشرة سيدات يعانين من الصمت و انعدام المشاعر بين الأزواج المرنبطين منذ أكثر من خمس سنوات .تشير الأرقام الى أن 79%من حالات الانفصال تكون بسبب معاناة المرأة من امعدام المشاعر و عدم تعبير الزوج عن عواطفه لها و عدم وجود حوار يربط بينهما . ربط علماء النفس ظاهرة الصمت بين الزوجين ببعض الأمور منها :*ضغط الظروف الاقتصادية التي يقابلها غياب الحلول البديلة * تناقض الآراء بين الزوجين ، يؤثر كل منهما الصمت و عدم التعرض للمواجهة * اخفاء حقيقة معينة ، تصبح لغة الصمت عملية لا شعورية يختفي ورائها أحد الطرفين * عدم اهتمام أحد الطرفين بالآخر ، الكلام وصال لا بد منه بين الزوجين ، و اذا اختفى قد يفهمه أحد الطرفين على أنه عدم اهتمام ، وقد يخضع للتأويل الذي يؤدي الى التوتر و زعزعة المودة و المحبة و الحب بين الطرفين.