هذه الرسالة كتبها الزميل الصحفي عز الدين العماري في جريدة الرأي الحر، ننشرها بقليل من التصرف. وهي تدخل ضمن مقالات تهتم بتدبير الشأن المحلي، وسبل علاج الخلل الذي تسببت فيه الارتجالية، والعمل بدون حرفية ومهنية، والغيرة على هذه المدينة العريقة . اسمح لي السيد المدير الجهوي للثقافة بوجدة أن أقتحم عليك صمتك وأنت الذي عرفت " من أين تؤكل الكتف"، حين قطعت كل علاقاتك مع وسائل الإعلام. رغم أن السبب الرئيسي في عدم تواصلك وانزوائك هو أنه ليس لديك ما تتواصل به. فأنت مسؤول عن الثقافة ، لكن السؤال الذي لست مرغما على الجواب عن مآل مؤسسات الوضع الثقافي وبرامجه، وكذا مدى انخراطكم في المشاريع الكبرى التي دشنتها الدولة للنهوض بالثقافة. لقد كان المشهد الثقافي حبلا بالعطاءات والابداعات في السنوات الماضية، وربما لم تكن آنداك قد وطئت أقدامك بعد مدينة وجدة. السيد القندوسي : هناك العديد من المسؤولين الذين لا تربطهم بوظائفهم أي رابطة، فلا هم يفقهون في طبيعة عملهم ، ولا هم تركوا أطر وموظفي إداراتهم من أهل الدراية والحل والعقد يساعدونهم على آداء مهماتهم ... لا هم لهم إلا انتظار آخر الشهر لتسلم رواتبهم. السيد القندوسي ، سأكون جاحدا إن أنكرت عليك اطلاعك على تاريخ الوضع الثقافي بوجدة، وسأكون كاذبا إن قلت أنك غير ملم به. غير أن الكل أصبح يتساءل عن هذا التردي وعوامل هذا العزوف، لا سيما منذ أن تحملت مسؤولية المديرية الجهوية ... تراجع خطير كل سنة أصبح يهدد الثقافة ويقف سدا منيعا أمام المبدعين، وهذا ناتج عن خيارات غريبة عن الهم الثقافي، ولا تستجيب للأسئلة القادرة على جعل الابداع في قلب عملية التنمية البشرية، فما بالك بسياسة الحرمان والتهميش في طل غياب رؤية استراتيجية واضحة جعلت الجهة الشرقية غير قادرة على خلخلة الأنماط المتقادمة والمتهالكة، وغير قادرة على تأهيل طاقاتها وتجديدها. أليس حريا بكم وبإدارتكم وضع منظور استراتيجي لسياسة ثقافة جهوية تدشن مخططا متكاملا يغني المشهد ويدعمه بنيات التأطير بإخضاعها لشروط علمية ووسائل تتجاوز الوضع الحالي ... السيد القندوسي ، إن دولة الحق والقانون، والشفافية تفرض ضرورة الاعلان عن الميزانيات الخاصة بالمسرح والتي تخصصها الوزارة المعنية، بالاضافة إلى الافصاح عن الدعم المرصد من طرف المؤسسات والمجالس المنتخبة والسلطات المحلية، دعم يرصد للجمعيات والفرق وكل المبدعين . لقد تم تشييد المركب الثقافي الوحيد بتلك المواصفات ، جزء كبير منه خصص لمساحات اسمنتية، ومحيط ما زالت الأزبال تحاصره ... وهل هناك في العالم مسرح في الهواء الطلق شيد بالقرب من طرق تعج بالسيارات ... وما هو سبب غيابكم عن اللقاء الوطني الخاص بافتتاح الموسم الوطني للمسرح 13 أكتوبر 2009 ... فلولا النقابة المغربية لمحترفي المسرح بالجهة الشرقية التي بادرت إلى افتتاح هذا الموسم لسجل الجميع غياب مديريتكم بالمطلق. وما هي أ سباب وخلفيات إقبار المجلس الجهوي للثقافة الذي تأسس على عهد الوالي حمدي ... فهل ما زالت التوصيات المشتركو بين وزارتي الداخلية والثقافة برفوف مديريتكم، ألم يكن هدف هذه الشراكة هو الدعوة إلى إحداث صناديق جهوية خاصة بالمسرح. ألم تعد الجهة الشرقية تلد الشعراء والكتاب والمبدعين ؟ أليس دوركم هو التنقيب عن هذه الطاقات الابداعية ؟ إن دوركم يتجاوز بكثير إلقاء آيات الثناء والمدح وتنشيط اللقاءات ... وحتى لا نقول شيئا آخر . فما رأيك بمسؤول همه الوحيد حشر نفسه في كل شادة وفادة، واصطحاب معه آل بيته وعشيرته إلى كل اللقاءات توقيع عز الدين عماري