لم يكن يعتقد الشاب سعيد، الذي أوقفته دورية أمنية أمام باب منزله بحي كدية بن إدريس، بعد منتصف ليلة الجمعة الماضية، أن اعتقاله، سيتسبب في وفاة والدته داخل المستشفى بعد إصابتها بأزمة قلبية مفاجئة أثناء وجودها أمام مصلحة الديمومة للاستفسار عن وضع ابنها المعتقل. وتعود تفاصيل الواقعة الأليمة، حسب مصادر مقربة من عائلة الشاب سعيد، إلى ما بعد منتصف تلك الليلة، عندما وقع شجار بين شخصين قرب مقهى متواجدة بإقامة البشرى بالجديدة، وهو الشجار الذي استدعى حضور دورية أمنية الى عين المكان قبل أن تكتشف أن الشجار قد تم فضه وانصرف الجميع إلى حال سبيله، ولم تجد عناصر الدورية وقتها الا الشاب سعيد واقفا أمام باب منزله لتقوم بتوقيفه من اجل استفساره عن سبب وجوده في مكان الحادث، ورغم أن الشاب حاول إقناع العناصر الأمنية بأنه خرج لتوه من المنزل بعدما أثار فضوله الشجار الذي وقع قبالة الفيلا التي يقطن بها مع عائلته، لكن الدورية الأمنية، وحتى لا تعود خالية الوفاض، أسرّت على توقيفه ونقله إلى مصلحة الديمومة عبر سيارة الأمن من أجل التحقق من الهوية بعدما شكّكت في أنه كان مخمورا. و على الرغم من تدخل والديه المسنيين واللذان خرجا لتوهما من المنزل حيث توسلا الى رجال الأمن مطالبين بإخلاء سبيله، لكن دون جدوى.
لكن الخبر المفاجئ الذي ستتلقاه عائلة سعيد، هي اللحظة التي التحقت فيها والدته بمصلحة الديمومة للاستفسار عن مصير ابنها قبل أن تُفاجئ بأن الابن سيتم وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بتهمة السكر وتهمة أخرى تتعلق بحمل السلاح الأبيض وأن الابن سيتم إحالته على المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية لتعميق البحث. في هذه الأثناء ستصاب الأم بنوبة قلبية ليتم نقلها عبر سيارة العائلة الى المستشفى لتلقى ربها داخل قسم المستعجلات.
وبعد أن تطورت الأمور بشكل متسارع، ستقرر النيابة العامة في صباح اليوم الموالي (السبت) إخلاء سيبل الشاب الذي تحولت فرحته بخروجه من الاعتقال الاحتياطي الى صدمة وهو يشاهد خيمة للعزاء أمام باب المنزل لتلقي العزاء في وفاة أمه.
وحيث أن الشاب سعيد لم ينف أو يؤكد أنه كان مخمورا ليلة اعتقاله، وهو ما يؤكد فرضية أنه كان مخمورا، لكنه نفى لزملائه نفيا قاطعا ان يكون قد حمل سلاحا أبيضا، واعتبرها تهمة باطلة لا أساس لها من الصحة، وأنها كانت محاولة لتبرير اعتقاله تلك الليلة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، وحتى وان افترضنا أن الدورية الامنية قد طبقت القانون بحذافيره، ماذا اقترف هذا الشاب من فعل استحق اعتقاله ؟ هل اعتدى على احد ؟؟ وهل كان يعربد في الشارع ؟؟ وهل اعترض سبيل المارة ؟ وهل تقدم أحدهم بشكاية ضده ؟
وماذا عن المئات من المخمورين الذي كانوا يعاقرون الخمر تلك الليلة داخل عشرات الحانات والملاهي الليلة المتواجدة بعاصمة دكالة ؟؟ هل تم توقيفهم أيضا رهن الاعتقال الاحتياطي ؟؟