أثارت عملية بناء قنوات للصرف الصحي تابعة للمطعم الأمريكي "ماكدونالدز" وتفريغها في شاطئ "دوفيل بلاج" بالجديدة، جدلا واسعا لدى الرأي العام المحلي. ففي الوقت لذي استبشرت فيه ساكنة الجديدة بناء مطعم عالمي من حجم "ماكدونالدوز"والذي من شانه أن يرفع من مستوى البنيات التحتية التي تشجع على الرفع من مستوى السياحة بعاصمة دكالة، تفاجئ العديد من المواطنين وهم يلجون شاطئ "دوفيل بلاج" أن هذا المطعم الذي كانوا يرجون منه خيرا، في استقطاب العشرات من اليد العاملة من أبناء المدينة، يقوم حاليا وعلى بعد أيام قليلة من افتتاحه أمام العموم، بربط قنوات الصرف الصحي بشاطئ الجديدة، الذي يلجه الآلاف من الزوار والسياح في صيف كلّ سنة.
وبغضّ النظر إن كانت الشركة قد أخذت بعين الاعتبار أن مياه الصرف الصحي الخاصة بالمطعم سيتم معالجتها مسبقا وفقا لقوانين البيئة المعمول بها، الا أن تفريغها في شاطئ يؤمه المصطافين والسباحين سيشكل بلا شك ضربة قوية لقطاع السياحة الموسمية بالجديدة.
وحيث أن أي مشروع كيفما كان نوعه، دائما ما يكون هدفه الربح المادي بالدرجة الاولى، فكيف سيقوم إذن هذا المطعم الامريكي باقناع السياح والمصطافين بالسباحة في هذا الشاطئ ؟ ونحن نعلم جيّدا أن المواطن المغربي لم يعد يثق أبدا، سواء بالشركات التي تسعى إلى الربح، ولا حتى السلطات التي رخصت لذلك.
وحيث ان المنطقة التي تم عليها انجاز المشروع لا تتوفر بعد على شبكة للتطهير السائل على غرار العديد من التجزئات السكنية المتواجدة على طول طريق الدارالبيضاء، فلا نستبعد يوما ما، أن تقوم تجزئة "كاليفورنيا" الراقية بطلب إلى السلطات المدينة من أجل انجاز مشروع مماثل لتفريخ مياه الصرف الصحي في شاطئ الجديدة، وهي التي لا تبعد عنه الا أمتارا قليلة، علما أن سكان "كاليفورنيا" مازالوا الى حدود اليوم، يستعملون حفرا تقليدية لتصريف مياه الصرف الصحي (La fosse septique).
فما رأي السلطة المحلية وما رأي جمعيات المجتمع المدني والرأي العام المحلي وكل من يدّعي أنه له غيرة على هذه المدينة ؟