تبقى الشواطئ المرتع المفضل والمكان الأكثر استقطابا للرواد خلال فصل الصيف، غير أن حلول شهر رمضان الكريم وتزامنه مع موسم الصيف أربك عادات حركة المصطافين الذين يكون البحر وجهتم المفضلة وبالتالي اضحى رواده مجبرين على تأجيل متعة استمتاعهم ببرودة مياه البحر إلى وقت لاحق الجديدة التي تتوفر على عدد كبير من الشواطئ ومن بينها دوفيل بلاج الذي يعتبر من بين أبرز الشواطئ المحلية إضافة الى منتجع سيدي بوزيد الأجمل محليا بل ووطنيا يمكن للسائح أو الزائر أو المقيم أن يلاحظ هذا التغيير الكبير خاصة أثناء الجزء الأول من اليوم فمن الساعات الأولى الى الزوال يكون الشاطئ شبه مهجور فإستثناءات قليلة هي التي تصادفك بالشاطئ في ساعات الصباح الأولى إما الأطفال الصغار الغير الصائمين أو هواة الصيد بالقصبة التي أصبح شاطئ الجديدة يعج بهم من دوفيل بلاج الى حدود مدخل منتجع سيدي بوزيد ومن هناك الى مخرج مركز مولاي عبد الله أمغار إلا أن البعض يلجأ الى وسائل ممنوعة كإستعمال الشباك التي يحضر إستعمالها أيضا في الصيد في أعماق البحار فأحرى الشواطئ فيما يعمد البعض الى الغطس مع إستعمال بنادق صيد الأسماك ووسائل أخرى منها المشروع ومنها الممنوع خاصة في الأماكن الغير المحروسة قرب مولاي عبد الله والجرف وسيدي موسى إلا أن أغلبية من الصيادين، يمارسون هذه الهواية طمعا في التغلب على طول مدة الصيام في هذه الأيام الصيفية القائضة وليس من أجل التجارة كما يعمد العديد منهم وتبقى هاته البلية الممتعة تزجية للوقت وحاجزا لتفادي المشاذات اليومية والمشاحنات التي تجر المواطن الى متاهات مخافر الشرطة وردهات المحاكم هي التي تندلع أحيانا لإتفه الأسباب ويبقى الصيد بالقصبة،في شهر رمضان من بين وسائل الترفيه والاستجمام، كما يكون ذو طعم مختلف عن باقي الأيام العادية حيث تمضي الصباحات في هدوء تام ينتظر فيه الصيادين ما سيجود به البحر عليهم حيث لايكسر صمتهم سوى صوت الأمواج أو إستعدادات أعداد كبيرة من الشباب الذي اعتادت أن تحج إلى الشواطئ بعد الزوال لتمارس شغب كرة القدم وهو الجهد البدني الوحيد الذي يقوم به هؤلاء الشباب قبل الإفطار واستئناف أنشطتهم الاعتيادية خاصة وأن رمضان تزامن مع العطلة الصيفية كما أن الشاطئ يعرف حركة ذؤوبة مساء جراء الأعداد الكبيرة من ممارسي هواية المشي والجري الخفيف أما ليلا فتشهد المقاهي المتواجدة على طول الشواطئ نشاطا إستثنائيا حيث تجهد في تنظيم سهرات موسيقية وتقديم عروض ترفيهية أخرى، علها تعوض ما خسرته بالنهار، والتي تلقى إقبالا كبيرا من لدن الشباب الذين لا يغادرون المكان إلا في ساعات متأخرة خاصة تلك المتواجدة بمنتجع سيدي بوزيد السياحي إلا أن هذه المتعة الليلية تكون مكلفة أحيانا جراء شجع بعض أرباب المقاهي الذين لاينتظرون إلا فصل الصيف من أجل تعويض خسارتهم وهو ماعاينته الإتحاد الإشتراكي إذ يصل ثمن التذكرة في بعض الأحيان الى 100 درهم مما يشكل عبئا على الأسر المغربية التي تتحمل عناء هاته المصاريف الإضافية وتتحمل الأسر التي ترداد الشاطئ نهارا أيضا مصاريف إضافية إعتاد بعض الشباب تقديمها كخدمات أضحت شبه إجبارية في الشاطئ فكراء شمسية يكلف 40 درهما ومائدة ب20 درهما، وكرسي ب10 دراهم، مما يشكل عبئا على ميزانية المصطافين الذين يبحثون فقط عن فضاء نقيا للراحة، خاصة وأن شاطئ الجديدة في كامل رونقه بعد حصوله على اللواء الأزرق ،راحة لا يكدرها سوى وجود بعض الأوساخ هنا وهناك، خاصة مع نهاية اليوم بسبب السلوكيات غير الحضارية لبعض رواد الشواطئ ولتأمين شاطئ الجديدة عملت قيادة الوقاية المدنية على اتخاذ جملة من التدابير لحراسة المصطافين منذ فاتح يونيو الماضي حيث تمت تعبئة مايناهز 60 حارس إنقاذ وبعتاد لوجيستيكي جيد يضم دراجتين بحريتين (جيت سكي)، ودراجة رباعية الدفع و قارب سريع، إلى جانب تسخير سيارة إسعاف خاصة بالشاطئ وهي التدابير التي مكنت هذه السنة من التقليص من حجم الخسائر، إذ أن مصالح الوقاية المدنية لم تسجل، لحد الآن، أية حالة غرق بالشاطئ بإستثناء تقديم بعض الإسعافات الأولية لبعض المصطافين الذين إعترضتهم بعض الصعوبات أثناء السباحة خاصة في رمضان ولاتقتصر الأجواء على ماذكرناه سابقا بل يعمد سكان ومصطافي مدينة الجديدة الى إبتكار أشكال جديدة للأستمتاع بصيفهم، وتحويل ليل المدينة الى طقس خاص في أجواء رمضانية إحتفالية ذات نكهة خاصة