كانت كمية الأمطار المحدودة، التي تساقطت 10 دقائق، ظهر الجمعة الماضي، كافية لفضح هشاشة البنيات التحتية الأساسية، شبكة الصرف الصحي، وشبكة الماء الصالح للشرب، في عاصمة دكالة. وجاءت تلك الأمطار لتدق ناقوس الخطر، وتنبه المسؤولين والقائمين على الشأن المحلي، من سلطات محلية ومنتخبين جماعيين، وممثلي الأمة تحت قبة البرلمان، وكذا، الهيئات التي تعنى بالبيئة، إلى استفحال التدهور الإيكولوجي، سيما مع اقتراب فصل الشتاء. وأغرقت 10 دقائق من التساقطات، رغم قلة كميتها، العديد من شوارع وأحياء الجديدة، في برك مائية، إذ لم تجد طريقها إلى قنوات الصرف الصحي، بعد أن تعذر الأمر، في ظل عملية تعبيد بعض شوارع المدينة (شارع محمد السادس، وشارع نابل، والشارع المؤدي إلى الحي البرتغالي)، التي جرت على قدم وساق، في وقت قياسي، خلال شهر غشت الماضي، لتهيئ حلبة سباق السيارات "الرالي"، على شرف البطل بناني. أشغال اتسمت بالعشوائية والارتجالية، أتت على أهم شوارع المدينة، وعلى شبكة الصرف الصحي، إذ سوت الرصيف بالطريق، ولم يعد ممكنا التمييز بين الممرين، الخاص بالراجلين، والخاص بسائقي العربات. كما أقبر الإسفلت (الكودرون) بالوعات شبكة الصرف الصحي. ووقع كذلك ضغط قوي على قناة الصرف التي أقيمت، أخيرا، بمحاذاة وحدة سياحية، التي تصرف حمولتها في شاطئ المدينة (دوفيل بلاج). حيث تفجرت قبل نقطة مصبها في المحيط الأطلسي، متسببة في تدفق المياه العادمة، وانبعاث روائح كريهة، اكتسحت شاطئ المدينة، الذي حصل لأول مرة في تاريخه على اللواء الأزرق. وكاد انفجار قناة من شبكة الربط بالماء الصالح للشرب، في الرصيف، بشارع الزرقطوني (بوشريط)، صباح السبت الماضي، أن يتسبب في كارثة بجميع المقاييس، لو أن النازلة وقعت مساء، أو وسط الأسبوع، حيث اهتزت الأرض فجأة، بقوة تدفق المياه المحملة بقطع "الزليج"، والتي لم تصادف لحسن الحظ المارة والراجلين. وغرق شارع الزرقطوني والمحلات التجارية في برك مائية، أتت على سلعتهم، وعرقلت حركات السير والجولان، ما استدعى قطع الماء على العديد من الأحياء السكنية، لعدة ساعات، لإجراء الإصلاحات، التي شابها التذبذب والارتجالية.