تعتبر ظاهرة حمل السلاح الأبيض من الظواهر القديمة الحديثة ، التي لم تشبع بالدراسة و التحليل في ميدان العلوم الإنسانية ، وهي ظاهرة عرفت في الآونة الأخيرة تطورا جد خطير ، خاصة في أوساط الشباب و المراهقين ، حيث صارت ثقافة العنف منتشرة بشدة بمختلف شوارع الجديدة خصوصا داخل الأحياء الشعبية. و الملاحظ أن هاته الظاهرة لم تعد تقتصر على المجرمين فقط ، بل أصبحت تتخذ طابعا عموميا، عندما طالت حتى الأطفال الصغار ، وذلك راجع لما اصبح يعاينه هؤلاء الأطفال من شجارات داخل أحياءهم و دروبهم ، ليتخذوا نفس المسار وذلك عبر التقليد و التربية او التمثلات العامة التي تحث الذكر على ان يكون عنيفا ، و لا يرضخ لاقرانه.
ان تناول هاته الظاهرة بالذات كعنوان للدراسة و التحليل لم ينشأ من فراغ بقدر القلق و الهواجس التي راودتنا و جعلتنا نفكر و نبحث عن الاسباب الكامنة وراء انتشار هذه الظاهرة و اتخاذها هذا الطابع العام ، علاوة على ما نشاهده و نلاحظه بشكل يومي تقريبا ، من شجارات و جرائم في مختلف الاحياء ، اكثر من ذلك ما ظهر لنا جليا في انتقال هاته الظاهرة الى الوسط المدرسي و التعليمي بشكل مريع ، مما جعلنا نتساءل حول مؤسسات التربية هاته ( الاسرة ، المدرسة ... ) و ما التحولات التي طرأت عليها ؟ ، حتى أصبحنا نلاحظ أن الطابوهات اكتست حلة ما هو عادي ويومي. من ناحية اخرى حاولنا فهم الآليات التي تستخدمها وسائل الضبط الاجتماعي منها الأمني للحد من هاته الظاهرة ، و ما نوع الكيفية التي تستعمل للتعاطي مع مثل هاته الظاهرة ومحاربتها؟.
ولأجل محاربة هذه الظاهرة وتحقيق الانضباط بالشارع العام بالجديدة ، شنت، بداية الاسبوع الجاري، مختلف الدوريات التابعة للأمن الإقليمي بالجديدة، مدعومة بعناصر الفرق الميدانية للدراجيين للشرطة القضائية والأمن العمومي، (شنت) حملات تمشيطية واسعة بمختلف مناطق وأحياء المدينة لاستئصال هذه الظاهرة المشينة.
وقد أسفرت هذه الحملة عن إيقاف العديد من المشتبه فيهم، بعد أن ضبط أغلبهم متلبسين بحيازة السلاح الأبيض بدون سند قانوني والسكر العلني والتخدير. كما تم تنقيط مجموعة من الموقوفين بتنسيق مع المصالح الأمنية المختصة من أجل اعتقال المبحوث عنهم، والمتورطين في قضايا تتعلق بالسرقة تحت التهديد بالعنف بالشارع العام وترويج المخدرات.
من جهة أخرى وارتباطا بالموضوع الأمني أفادت مصادر"الجديدة24"، أن العديد من فعاليات المجتمع المدني تطالب باعادة فتح مخافر للشرطة المتواجدة بمختلف نواحي المدينة، خاصة على مستوى "حي المطار" الذي يعرف رواجا سكنيا مهما، كما تطالب بتكثيف الحملات التمشيطية بمجموعة من المناطق الحساسة التي تحولت إلى بؤر سوداء والتي تعرف انتشار جميع الأشكال الإجرامية بما فيها الاتجار في الممنوعات وحيازة السلاح الأبيض.