المصطفى عديشان: حزب التقدم والاشتراكية و بفضل كفاحه وصموده أصبح يشكل رقما أساسيا لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية الوطنية رشيد روكبان : المؤتمر الوطني التاسع محطة لمسائلة الذات الفردية والجماعية لمناضلي الحزب وكذا تقييم تجربة الحزب بين المؤتمرين
في إطار برنامج اللقاءات التواصلية المبرمجة من طرف الديوان السياسي لحزب التقدم و الاشتراكية، و تنفيذا لمقررات الدورة 13 للجنة المركزية، انعقد بمقر الحزب بآزمور اجتماعا للمجلس الإقليمي للجديدة يوم الجمعة 14 فبراير 2014 . و قد أشرف على تأطير هذا اللقاء كل من الرفيقين المصطفى عديشان عضو الديوان السياسي و رشيد روكبان عضو الديوان السياسي و رئيس الفريق البرلماني للتقدم و الديمقراطية، بحضور الكاتب الجهوي جعفر خملاش و الكاتب الإقليمي خالد المهدي و كتاب فروع الحزب و المنسق الجهوي لمنظمة الطلائع أطفال المغرب و عدد من مناضلي الحزب بالإقليم.
و بعد الكلمة التوجيهية للكاتب الإقليمي حول ظروف هذا اللقاء و داوعيه التنظيمية و السياسية على المستوى الإقليمي و الوطني، استهل الرفيق المصطفى عديشان مداخلته حول أهم المحطات التي شهدها حزب التقدم و الاشتراكية عبر مسار سبعين سنة مؤكدا أن حزب التقدم والاشتراكية الذي عرف سلفا بالحزب الشيوعي المغربي ظل طيلة مساره التاريخي مناضلا متصديا لكل التحديات و الصعاب التي تواجه البلاد على مستوى استقراره أو حريته و استقلاله من كل دخيل أجنبي و كذا إلى جانب الشعب المغربي سيما الفئات المسحوقة و التي في حاجة إلى اهتمام و عناية و تحسين للمستوى المعيشي، مؤكدا على أن حزب التقدم والاشتراكية و بفضل كفاحه وصموده هذا أصبح يشكل رقما أساسيا لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية الوطنية، و أن الدور الأساسي الذي يؤديه الحزب اليوم من داخل هذه التجربة الحكومية، يروم الحفاظ على التراكمات الايجابية، و تفادي أي اجراء يمكن أن يشكل تراجعا عن المكتسبات الديموقراطية أو الحريات أو أي مس بالمكتسبات الاجتماعية، منوها بالدور الهام للتقدم والاشتراكية في الوقوف ضد كل المحاولات الهادفة إلى عرقلة مسار الحكومة، أو محاولة خلخلتها، دون أن يمنعه ذلك من الدعوة، في ظل الأوضاع الصعبة السائدة، إلى ضرورة أن تبقى الحكومة بناءة تجاه المعارضة، فتضعها أمام مسؤولياتها في البحث عن توافقات عريضة بالنسبة لقضايا جوهرية من قبيل القوانين التنظيمية ذات الصلة بتفعيل المقتضيات الدستورية الجديدة، والاصلاحات الكبرى المتعلقة، على سبيل المثال، بأنظمة التقاعد وصندوق المقاصة،مضيفا في خضم عرضه أهم عناصر التحضير للمؤتمر التاسع حيث أعطى معطيات أولية حول أهم التحضيرات على المستوى المركزي التي انطلقت، بناء على مقررات اللجنة المركزية في اجتماع دورتها الأخيرة، خلال شهر دجنبر الماضي، محفزا كافة أعضاء وعضوات الحزب على المزيد من الاجتهاد التنظيمي بهدف توسيع دائرة الانخراط في الحزب واستغلال الظرف الإيجابي لتعاطف مئات الآلاف من الشعب المغربي مع الحزب والذي كشفت عنه فعاليات الاحتفاء بالذكرى 70 لتأسيس الحزب.
كما أشار إلى الجوانب الإيجابية لقرار مشاركة الحزب في الحكومة الحالية، في نسختيها الأولى والثانية. ودعا الحاضرين إلى فتح نقاش حقيقي مع المواطنين حول أوراش الإصلاح الكبرى التي فتحتها الأغلبية الحكومية الحالية واتخاذ ما يمكن من المبادرات الفردية أو الجماعية لتحسين جودة الإصلاح، مؤكدا وبقوة على أن الحزب سيبقى ملتزما، من موقعه في الحكومة، بالدفاع عن مصالح الشعب المغربي، خاصة الفئات الإجتماعية التي تعاني الفقر والهشاشة، علما أن البعد الاجتماعي يبقى حاضرا وبقوة في مبادرات الحزب الحكومية وأن الحزب لن يتوانى أبدا في الإعلان عن رفضه لكل إجراء حكومي يمس كرامة وعيش المواطنين.
أما الرفيق رشيد روكبان فقد انصبت كلمته حول دور إقليمالجديدة في هذه التعبئة باعتبار إقليمالجديدة برهن كذا مرة على التزاماته القوية صوب إشعاع حقيقي للحزب على المستوى الوطني مشيرا إلى النتائج الجد إيجابية التي حققها على مستوى الانتخابات التشريعية الأخيرة و دوره الفاعل من خلال منظماته الموازية كمنظمة الطلائع أطفال المغرب التي تحظى بشعبية كبيرة من خلال ما تقوم به من أنشطة على كافة المستويات، و هو ما يعكس حسب قوله أن حزب التقدم والاشتراكية يعمل داخل القطاعات التي يدبرها برأسمال ل المصداقية والانصهار الفعلي مع حاجيات المجتمع المغربي، معتبرا أن المؤتمر الوطني للحزب الذي سينعقد أواخر شهر ماي يعتبر محطة لمسائلة الذات الفردية والجماعية لمناضلي الحزب وكذا تقييم تجربة الحزب بين المؤتمرين، إضافة إلى كونه لحظة لتحيل المجتمع سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ومناسبة لإنتاج أفكار وبرامج جديدة تساهم فى تقدم البلاد.مشيرا أن مسلسل الإصلاح من منظور البرنامج الحكومي لا يجوز أن يقوم على إجراءات تقشفية تمس بالقدرة الشرائية للجماهير الشعبية، لأن الأمر يستدعي العمل وفق تصور شمولي يمزج بين بعث الروح في الاقتصاد الوطني، وتحريك الاستثمار، وخلق فرص الشغل، وتحسين الحكامة، ومعالجة الأوضاع الاجتماعية، من جهة، وبين الحفاظ على التوازنات المالية الأساسية وعلى استقلال القرار الاقتصادي الوطني في إطار التحكم في النفقات العمومية، من جهة ثانية.
و في الأخير و بعد نقاش مستفيض انتهى اللقاء بضرورة لم الصفوف من أجل إنجاح محطة المؤتمر التاسع للحزب و فتح باب الحوار و النقاش حول كل القضايا التي تهم الشعب من خلال لقاءات مفتوحة داخل كل المقرات من أجل تقريب الرؤى حتى يكون المؤتمر التاسع مؤتمر كافة المواطنين المغاربة.