رشيد روكبان: المشاركة المتميزة والفاعلة لوزراء الحزب ضمن التحالف الحكومي عملت على إخراج روزنامة من القرارات والإصلاحات الجريئة والجوهرية خدمة للمصلحة العامة مصطفى عديشان: الحكومة الحالية ساهمت بالخصوص في استقرار البلاد وتفاعلت باستمرار مع الشعب ترأس أحمد بنسالم عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية والكاتب الجهوي لجهة طنجةتطوان، يوم الجمعة 31 يناير المنصرم، فعاليات أشغال المجلس الإقليمي لتطوان الذي أطر أشغاله عضوا الديوان السياسي رشيد روكبان والمصطفى عديشان، بمعية النائب البرلماني عن دائرة تطوان محمد العربي أحنين، وبحضور عدد هام من مستشارات ومستشاري الحزب ورؤساء الجماعات وكافة مكونات المجلس الإقليمي. وقال عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ورئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب رشيد روكبان، في هذا اللقاء، أن اللجنة المركزية للحزب لما قررت المشاركة في الحكومة، ربطت تجاوبها المبدئي والإيجابي، بضرورة وضع برنامج حكومي تعاقدي بين مكونات الأغلبية، مخبرا بأنه قد تمت صياغته بشكل تشاركي، وضمن مقاربة مواصلة بناء مشروع المجتمع الديمقراطي الحداثي، القائم على العدالة الاجتماعية والمساواة، وعلى تعزيز الحريات الفردية والجماعية وتعزيز حقوق المرأة، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والثقافية والبيئية، وغيرها من الثوابت الكبرى التي ينبني عليها المشروع المجتمعي الذي طالما ناضل من أجله الحزب، إلى جانب قوى ديمقراطية أخرى. وأضاف المتدخل بأن بلادنا تواجه تحديات كثيرة، منها، قضية استكمال وحدة التراب الوطني، وصعوبة الوضعية الاقتصادية والاجتماعية نتيجة الأزمة العالمية، في ظل الانتقال السياسي المعقد غداة الحراك الاجتماعي المرتبط بكيفية أو بأخرى بسياق الربيع الديمقراطي، وغداة مصادقة الأمة على دستور جديد ومجدد، وهو سياق ما زال يبحث لنفسه عن نوع من التوافق لوضع كل القوانين التنظيمية المنفذة للدستور الجديد الذي مكن من توسيع مجالات الحريات العامة وحقوق الإنسان، والمساواة والمناصفة وحقوق الأطفال، وكل ذلك جاء معززا بمقتضيات لتعزيز الحكامة الجيدة. وأوضح روكبان أن المشاركة المتميزة والفاعلة لوزراء الحزب ضمن التحالف الحكومي، عملت على إخراج روزنامة من القرارات والإصلاحات الجريئة والجوهرية التي تصب في المصلحة العامة وبخاصة الفئات الهشة والمستضعفة، مذكرا بجزء منها خاصة تفعيل مشروع السكن الخاص بالطبقة المتوسطة بعروض مناسبة، وقانون التعويض عن فقدان الشغل، والتخفيض من ثمن العديد من الأدوية، ووضع استراتيجية وطنية للثقافة تساهم في التنمية الشاملة للبلاد. وقال رشيد روكبان بأن المؤتمر المقبل للحزب سيكون فرصة سانحة لتقديم الحصيلة الشمولية لمشاركة الحزب في الحكومة، وللأدوار التي يقوم بها الحزب في ميدان التشريع والمراقبة، وتدقيق المواقف من قضايا كبرى كإصلاح نظام التقاعد ونظام المقاصة وغيرها. وأضاف روكبان أن المشاركة الوازنة للحزب في الحكومة لها تأثير إيجابي على مضامين وتوجهات هذه التجربة، بما يتجاوب مع تطلعات الشعب المغربي، ومع المطالب الإصلاحية المعبر عنها خلال الحراك الاجتماعي الواسع الذي شهدته بلادنا، والذي تستمر بعض تجلياته حتى الآن. وقام هذا الإسهام على وضع ميثاق للأغلبية الحكومية بمرتكزاته الأربعة: التشارك في العمل، والفعالية في الإنجاز، والشفافية في التدبير، والتضامن في المسؤولية، وذلك في سياق العمل على تفعيل مقتضيات الدستور الجديد في اتجاه تحقيق مزيد من الإصلاحات وبناء الدولة الديموقراطية، دولة القانون والحرية والمواطنة والعدالة والتعاضد والتضامن بين كافة فئات الشعب وجهات الوطن لتحقيق مزيد من التقدم والتنمية. وعلاقة بموضوع المشاركة الحزبية في الحكومة، أكد مصطفى عديشان عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، بأن الحكومة الحالية ساهمت بالخصوص في استقرار البلاد وتفاعلت باستمرار مع الشعب، مشيرا إلى المقاييس المعتمدة في الترافع على هذا الطرح، منها نجاحها في الانتخابات التشريعية الجزئية الأخيرة، وتحضيرها للمخطط التشريعي، وإنصاف المرأة، ومحاربة العنف ضد النساء والأطفال، على الرغم من أن عملها، يتعرض لعدة مظاهر التشويش، مؤكدا أن حزب التقدم والاشتراكية يدافع على ضرورة العمل على إنجاح تجربة الحكومة الحالية، من أجل إحداث قطيعة نهائية إزاء ما قد يكون البعض لا يزال يحن إليه من أشكال الهيمنة والتحكم في الحياة السياسية والتدخل في استقلالية القرار الحزبي. ودعا المتحدث إلى ضرورة العمل على تقوية الجبهة الداخلية ومحاربة الأفكار والسلوكات المتطرفة من أي جهة كانت. وتطرق عديشان لما اقترحه الحزب من حلول لتجاوز الأزمة الحالية، وهي الورقة التي عنونها ب «البديل التقدمي لمواجهة الأزمة»، التي تتطرق إلى تشجيع الاستثمار، وتوسيع الوعاء الضريبي، والإصلاح الجبائي، وضمان تغطية اجتماعية أفضل، وتطبيق الضريبة على الفلاحين الكبار، والدفاع عن القدرة الشرائية، وتدقيق مسؤوليات كل من الأغلبية الحكومية والمعارضة وقوى اليسار، وإنعاش الاقتصاد والنهوض بالاستثمار والتوازنات الماكرو اقتصادية، وتقويم عجز الميزانية وإصلاح نظام المقاصة وإصلاح أنظمة التقاعد. وأضاف عديشان، وهو المكلف بالتنظيم وحياة الحزب بالمكتب السياسي، أن من أهداف اجتماعات المجالس الاقليمية المنعقدة على الصعيد الوطني، تقوية وتوسيع الصفوف والاستعداد للمؤتمر الوطني التاسع الذي سينعقد أيام 30 و31 يونيو و1 يونيو2014، والتعبئة للاستحقاقات الانتخابية القادمة، مؤكدا على ضرورة تعبئة مناضلات ومناضلي الحزب في الإقليم، لكي يستعدوا، على جميع المستويات، للمشاركة الفعالة في التحضير للمؤتمر. واستعرض بعد ذلك معطيات أولية حول التحضيرات على المستوى المركزي التي انطلقت بناء على مقررات اللجنة المركزية في اجتماع دورتها الأخيرة، خلال شهر دجنبر الماضي، حاثا كافة أعضاء وعضوات الحزب على المزيد من الاجتهاد التنظيمي بهدف توسيع دائرة الانخراط في الحزب واستغلال الظرف الإيجابي لتعاطف مئات الآلاف من الشعب المغربي مع الحزب والذي كشفت عنه فعاليات الاحتفاء بالذكرى 70 لتأسيس الحزب. كما تناول الكلمة في هذا اللقاء الرفيق محمد العربي أحنين النائب البرلماني عن دائرة تطوان، مؤكدا على أهمية التواصل الحزبي بين القاعدة والقيادة التي ما فتئت تبذل جهودا قصوى منذ المؤتمر الأخير، لتجعل من هذا التواصل سنة حميدة بعيدة عن الموسميات، مما يدل على حيوية الحياة الحزبية التي تتزامن مع حيوية العمل اليومي الذي تقوم به مستشارات ومستشارو الحزب على مستوى اقليمتطوان، وكذا رؤساء الجماعات الذين يسهرون على التواصل الدائم مع الساكنة وفعاليات المجتمع المدني في إطار سياسة القرب التي أبدعها الحزب منذ زمن، مستحضرين كل المعطيات والمستجدات الحزبية، ومعبرين عن استعداد الجميع لإنجاح المؤتمر الوطني التاسع. من جهته تناول الكلمة الرفيق عبد الرحمان كريكش باسم رؤساء الجماعات باقليمتطوان، الذي جدد افتخاره بالانتماء للحزب منذ الانتخابات الجماعية الماضية، على الرغم من المضايقات ومحاولات التشويش التي تعرض لها الرؤساء، لكن القناعة بالدفاع عن أفكار ومباديء الحزب كانتا من العوامل الأساسية التي دفعت العديد من المستشارات والمستشارين ورؤساء الجماعات إلى اختيار حزب الأفكار والمباديء والحريات والمبادرات. اللقاء أيضا كان مناسبة للرفيق محمد شقور قيدوم حزب التقدم والاشتراكية وعضو اللجنة المركزية، الذي رغم وضعه الصحي ومرضه أبى إلى أن يساهم بكلمة توجيهية، لبحث الجميع على الالتفاف حول القواسم المشتركة للحزب ونبذ كل الخلافات التي تكسر المسيرة الحزبية. وبعد نقاش عميق من قبل المتدخلات والمتدخلين، خلص اجتماع المجلس الاقليميلتطوان إلى وضع برنامج إعدادي للمؤتمر الوطني التاسع، انسجاما كذلك مع خلاصات اجتماع المجلس الجهوي الذي سبق لجهة طنجةتطوان أن عقدته سابقا.