روكبان: المؤتمر التاسع فرصة لتفعيل اختيارات الحزب التنظيمية وتأهيل مختلف تنظيماته عديشان: على عاتقنا جميعا مسؤوليات جسام لكي يكون الحزب دائما في الموعد تنفيذا لمقررات الدورة 13 للجنة المركزية التي أعطت الانطلاقة الفعلية لتحضير المؤتمر الوطني التاسع لحزب التقدم والاشتراكية المزمع عقده في بحر السنة الجارية، وتطبيقا للبرنامج الوطني الذي سطره الديوان السياسي وخاصة ما يتعلق منه بأنشطة التنظيمات الحزبية القاعدية، قام عضوا الديوان السياسي رشيد روكبان ومصطفى عديشان بعقد اجتماعين بكل من اقليمي ميدلت والراشدية يومي 23 و24 يناير 2014. وقال رشيد روكبان في هذين اللقاءين بأن الدورة الثالثة عشرة للجنة المركزية، التي انعقدت في شهر دجنبر من السنة الماضية، قد تدارست الوضع العام بالبلاد، في أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحددت مهاما للحزب في المرحلة الراهنة، وتم الإعلان فيها عن إطلاق عملية التحضير الفعلي للمؤتمر الوطني التاسع. المؤتمر الوطني التاسع للتقدم والاشتراكية يمكن اعتباره مؤتمرا دوريا وعاديا، يقول روكبان، من حيث البرمجة الزمنية، لكنه بالتأكيد، سيكون مناسبة مواتية من جهة تدقيق وإثراء أطروحات الحزب وبرنامجه، بما يلزم من تقييم موضوعي وقراءة نقدية، في ضوء المستجدات الحاصلة منذ المؤتمر الوطني الثامن المنعقد في ماي 2010. ومن جهة ثانية سيوفر الحدث فرصا لتفعيل اختيارات الحزب التنظيمية وتأهيل مختلف التنظيمات الحزبية والمنظمات والفضاءات التابعة أو الموازية، إذ أن المؤتمر سينكب على دراسة أنجع السبل ووضع الأولويات التنظيمية الملائمة لتمكين الحزب من التوفيق في سعيه إلى بناء مستقبله انطلاقا من مساره التاريخي الطويل، وذلك على أساس أن التنظيم ليس غاية في حد ذاتها، بل هو وسيلة لمقاربة الواقع في تعقيداته وحركيته، ولمد الجسور مع المحيط المجتمعي للحزب، كما أنه أداة للتوظيف العقلاني والأمثل للموارد وللجهود، قصد تحقيق الأهداف المرسومة، والمتمثلة في خدمة المشروع المجتمعي للحزب، وسيمكن الشروع في التحضير لهذا المؤتمر مناسبات متعددة للوقوف على أهم المشاريع وبرامج العمل التي يتعين بلورتها بهدف الرفع من أداء هيئات الحزب وتنظيماته المختلفة، وتجويد آليات التنسيق الداخلية، إضافة إلى تحديد الأوراش الأساسية التي ينبغي الانكباب عليها، تحضيرا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. من جهته، قال المصطفى عديشان، بأن الحزب، وفي غمرة الاحتفالات بالذكرى السبعين لتأسيسه، يدعو كل المناضلات والمناضلين أخذ العبرة من هذا الثبات القوي والصمود على خطه النضالي، رغم شتى صنوف الاضطهاد والقمع والملاحقات والمضايقات، إبان الاستعمار وبعد الاستقلال، بفضل أجيال من المناضلات والمناضلين، مشددا على أن مناضلات ومناضلي الحزب مطالبون بالوفاء، في إطار التجديد الخلاق، لما راكمه التقدم والاشتراكية من رصيد نضالي وفكري مكنه من الحفاظ على توجهه الوطني المتجذر، وكفاحه المستميت عن وحدة الحوزة الترابية للمغرب وسيادته الوطنية، وتشبثه بالعمل الجماهيري في إطار احترام ثوابت البلاد ومؤسساتها، وفي مقدمتها المؤسسة الملكية، كمؤسسة دستورية ديموقراطية واجتماعية، مؤسسة فاعلة ومصلحة. وأضاف عديشان بأن حزب التقدم والاشتراكية «يعود له قصب السبق والريادة في الدعوة إلى جيل جديد من الإصلاحات والأوراش الكبرى، وعلى عاتقنا اليوم مسؤولية جسيمة في إنجاح تجربة الحكومة الحالية حتى نترجم هذه الأفكار على أرض الواقع». وأوضح عديشان بأن الحزب مطالب بأن يمتلك القدرة الفعلية على التأثير أكثر، وأن يكون لتأثيره السياسي ما يلائم من امتداد تنظيمي، مما يستوجب الحرص على توسيع دائرة التواجد التنظيمي محليا وجهويا يوازي تزايد الاشعاع السياسي وطنيا، الأمر الذي يستلزم، خاصة في أفق الانتخابات المقبلة التي سيرتهن بنتائجها، ولا شك، مآل التجربة الحكومية الحالية، والعمل على تقوية الحزب، وتأهيله، والرفع من مستوى أدائه، بما يجعلنا قادرين ليس فقط على إنتاج الأفكار وإنما متمكنين أيضا من أدوات تحويل أفكارنا إلى تقدم واقتراحاتنا إلى عمل ملموس، على اعتبار التقدم والاشتراكية حزب تقدمي ديموقراطي يساري واشتراكي، اختار أسلوب النضال الديمقراطي، رابطا، ربطا جدليا، بين الدفاع عن القضية الوطنية الأولى واستكمال مهام المسلسل الديمقراطي، والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتوفير مستلزمات الاستقرار كأفق سياسي يتعين استثماره لإنجاز ما كانت البلاد ولا تزال في حاجة إليه من إصلاحات جذرية وأوراش كبرى. إن الرهانات كبيرة، يضيف عديشان، وعلى عاتق جميع الرفيقات والرفاق مسؤوليات جسيمة، تستوجب بذل أقصى الجهود، واستنفار كل الطاقات، واستنهاض الهمم» من أجل أن يكون الحزب في الموعد مع الدلالات الرمزية للذكرى السبعين لتأسيسه وفي مستوى مواصلة الرسالة التي طوقنا بها الرعيل الأول من المناضلات والمناضلات، وأجيالهم المتلاحقة». بعد ذلك انخرط الحاضرات والحاضرون، في جو حماسي، في مناقشة الأرضية التي طرحها عضوا المكتب السياسي رشيد روكبان ومصطفى عديشان، وعبروا عن استعدادهم الجماعي لإنجاح كل محطات التحضير للمؤتمر التاسع، مثلما عبروا عن إدانتهم، بشكل قوي، للاعتداء الهمجي الذي تعرض له الأمين العام والوفد المرافق له بمدينة أسا.