التأكيد على أن نجاح التجربة الحكومية الحالية يقتضي مزيدا من الالتفاف على الملفات الأساسية احتضن المقر الجديد لحزب التقدم و الاشتراكية، بتارة، أولى أنشطته الداخلية، السبت، حيث استضاف اللقاء الجهوي التواصلي الذي نظمه الفرع الإقليمي، والذي يدخل في إطار اللقاءات الجهوية تحضيرا للدورة العاشرة للجنة المركزية المزمع عقدها يوم السبت 13 ابريل 2013. و قد أشرف على تأطير هذا اللقاء الرفيقان سعيد فكاك ومصطفى عديشان، عضوا الديوان السياسي للحزب، كما أشرف على تسييره الرفيق رضوان زريول الكاتب الأول لفرع تازة، وحضره عدد من مسؤولي الفروع المحلية والإقليمية بالجهة، وكذا ممثلو المنظمات الموازية والقطاعات السوسيو مهنية فضلا عن المنتخبين . و شكلت المناسبة فرصة لمناضلي الحزب بالجهة من أجل التداول في جل قضايا الوضع الوطني العام في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذا الوضعية التنظيمية للحزب على المستوى الجهوي. أرضية النقاش الأولية التي بسطها سعيد الفكاك، تناول فيها أهم ملامح الوضع الوطني العام، وأهم الرهانات التي ينتظرها الشعب المغربي من الطبقة السياسية و من الحكومة خصوصا التحديات المفروض رفعها. و لم تفته الفرصة للإشادة بالتجربة المغربية الفريدة والمتميزة في التعاطي الذكي مع رياح التغيير التي تهب على المنطقة. و في ذات السياق أشار الفكاك، الذي يشغل أيضا مهمة رئيس ديوان وزير الصحة، إلى ما يكتسيه نجاح التجربة الحكومية الحالية من أهمية قصوى بالنسبة لوطننا وبالنسبة للمستقبل. و هذا ما يقتضي مزيدا من الالتفاف حول البرنامج الحكومي من قبل الأغلبية و مزيدا من الانكباب على الملفات الأساسية ذات الأولوية مثل إصلاح صندوق المقاصة و صناديق التقاعد ورفع نسب النمو والبحث عن سبل كفيلة لتحريك الآلة الاقتصادية والإنتاجية و تحسين ظروف عيش المواطنات والمواطنين. كما شدد عضو الديوان السياسي على الأدوار والوظائف الأساسية التي ينبغي على المعارضة الوطنية و على الإعلام و باقي الفاعلين غير الحكوميين، أن يلعبوها من أجل الارتقاء بحياتنا السياسية نحو مراتب أسمى . الرفيق المصطفى عديشان، الذي اختار أن تكون مداخلته بعد مداخلات باقي الرفاق الحاضرين، جدد التأكيد على أولويات الحكومة والحزب وعلى التحديات الجسيمة المطروحة على الساحة الوطنية، و هي تحديات تتطلب بالضرورة أداة سياسية قوية عصرية وفعالة، و هو ما يعكف على ترسيخه حزب التقدم والاشتراكية سواء على مستوى الفكر أوالممارسة . كما لم يفت الرفيق عديشان التطرق لمسألة التواصل الحزبي الداخلى و ميكانيزمات التفاعل بين المناضلات و المناضلين في مختلف مواقع فعلهم الحكومية أو البرلمانية أو التنظيمية أو المدنية و غيرها، من أجل التواصل الإيجابي وتوحيد الرؤية في مختلف الواجهات النضالية. اللقاء كان مناسبة سانحة للرفاق بالجهة حيث أعطوا، عبر مداخلات نوعية ومتباينة من حيث مجالات اهتمامها، وجهات نظرهم في كل القضايا المعروضة للنقاش، مما سمح لمؤطري اللقاء بفرصة التفاعل في أفق التئام الدورة المقبلة للجنة المركزية لاستكمال مراحل التداول والتشاور في ذات القضايا.