عديشان: التقدم والاشتراكية يسعى دائما إلى تطوير هياكله في اتجاه المزيد من مأسسة العلاقات الداخلية والهيكلية روكبان: حزبنا يعمل لكي تكون الإصلاحات المنشودة بعيدة عن الإجراءات التقشفية التي تمس بالقدرة الشرائية للجماهير الشعبية برئاسة المهدي خالد عضو اللجنة المركزية والكاتب الإقليمي، احتضن مقر حزب التقدم والاشتراكية بأزمور يوم الجمعة الماضي فعاليات اجتماع المجلس الإقليمي بالجديدة تحت إشراف عضوي المكتب السياسي روكبان رشيد والمصطفى عديشان، وذلك في إطار البرنامج الوطني الذي سطره الديوان السياسي بغية تنزيل مقررات الدورة 13 للجنة المركزية، والتي أعطت الانطلاقة للتحضير للمؤتمر الوطني التاسع المزمع عقده في بحر السنة الجارية. وفي معرض بسطه لما عرفته البلاد من تحولات مهمة وخاصة في الحقل السياسي، وما كرسته الوثيقة الدستورية من إيجابيات، قال العضو القيادي للتقدم والاشتراكية مصطفى عديشان، أنه في ظل استمرار تداعيات الأزمة الاقتصادية، سيظل التقدم والاشتراكية يناضل من أجل تحسين واقع حال الساكنة، مشيرا إلى ما يعرفه الوضع الاقتصادي الحالي هو نتاج اختيارات عامة سادت البلاد منذ بداية الاستقلال واعتمدت على الليبرالية والفوضى الاقتصادية، مما كان له السبب الرئيسي والمباشر للأزمة المجتمعية التي ما زالت تعرفها البلاد. واستحضارا للدور الذي يقوم به الحزب، قال عديشان بأن لجنة الوثيقة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تشتغل وتتدارس الأوضاع، تجتهد لتقديم مشروع منتوج يقترح بديلا مدققا وشموليا وواقعيا وقابلا للتحقيق، يتضمنه البرنامج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بتفصيل كامل في ربط جدلي بين المتطلبات التنموية والحاجيات الاجتماعية، وبكافة أبعاده الإنسانية والبيئية والتكنولوجية ومقومات الحداثة والعصرنة. وقال عديشان بأن التقدم والاشتراكية يسعى دائما إلى تطوير هياكله في اتجاه المزيد من مأسسة العلاقات الداخلية والهيكلية للمسؤوليات الحزبية بدءا من مهام الخلية والفرع المحلي إلى مهام الأمانة العامة، وذلك في أفق تطوير حزب المؤسسات الذي يكرسه قانونه الأساسي الذي يحدد لكل هيئة مجال اشتغالها، في إطار الآلية التدبيرية النظرية، أي مفهوم الديمقراطية الداخلية وتطويرها، سعيا للإجابة على السؤال الأساسي : أي أداة حزبية يحتاج إليها التقدم والاشتراكية في المرحلة الراهنة لمواجهة كل التحديات التي تعترض البناء الداخلي للحزب؟ وما العمل من أجل توفير هذه الأداة، وإيجاد الصيغ الملائمة لاستخدامها بما يلزم من نجاعة وفعالية؟ وإيلاء اهتمام خاص لما يتصل بضرورة تحريك التنظيمات القطاعية الحزبية، لاسيما العاملة منها في أوساط الشباب والنساء. من جهة أخرى، قال رشيد روكبان رئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب وعضو المكتب السياسي بأن القرارات الجريئة التي اتخذتها الحكومة، والتي أتاحت تهدئة الأوضاع الاجتماعية، وتطلبت اعتمادات مالية كبيرة، في ظل وضعية اقتصادية هشة متأثرة بمحيطها الدولي والجهوي، ما تزال بالنسبة للساكنة غير كافية ما دام أن المواطن لا يشعر بها بشكل مباشر، وبالتالي فإن التقدم والاشتراكية يعمل من أن أجل أن تكون الإصلاحات المنشودة بعيدة عن الإجراءات التقشفية التي تمس بالقدرة الشرائية للجماهير الشعبية، لأن الأمر يستدعي العمل وفق تصور شمولي يمزج بين بعث الروح في الاقتصاد الوطني، وتحريك الاستثمار، وخلق فرص الشغل، وتحسين الحكامة، ومعالجة الأوضاع الاجتماعية، من جهة، وبين الحفاظ على التوازنات المالية الأساسية وعلى استقلال القرار الاقتصادي الوطني في إطار التحكم في النفقات العمومية، من جهة ثانية، و الحفاظ على التراكمات الايجابية، و تفادي أي اجراء يمكن أن يشكل تراجعا عن المكتسبات الديموقراطية أو الحريات أو أي مس بالمكتسبات الاجتماعية. إن حزب التقدم والاشتراكية، يضيف روكبان، وهو يقدم باستمرار تصوره وحكمه على إيجابيات التجربة الحكومية ونواقصها، والرهانات التي تخدم المصلحة العليا للبلاد والعباد، إنما يوجه بذلك رسائل لكل المناضلات والمناضلين، تتطلب من كل مكونات الحزب استخلاص العبر منها، بغية مواصلة العمل النضالي وإبداع آليات وأدوات لتأهيل وتقوية الهياكل والتنظيمات الحزبية، وتطوير أشكال التواصل مع الجماهير والمجتمع، على أساس برامج نضالية، فعالة، تستمد مقوماتها من فلسفة العقود البرامج الموقعة بين المكتب السياسي والهيئات الإقليمية، قائمة على الحضور الميداني الدائم والالتزام، والصدق، في خضم ما تتطلبه عملية انطلاق تنظيم المؤتمر لوطني التاسع من دينامية وحيوية. وأضاف روكبان بأن المغرب في حاجة ماسة اليوم الى استقراره والى جو سياسي طبيعي من أجل العمل على تنزيل مضامين الدستور الجديد، موضحا أن ما يحرص عليه الحزب من داخل الحكومة وخارجها، وما يقوم به الفريق البرلماني من أعمال، مؤكدا أن الحزب سيظل الصوت الدائم للمطالب المشروعة للجماهير الشعبية التواقة إلى الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، كما يعمل من أجل إنجاح التجربة الحكومية الحالية للوصول إلى الأهداف المنشودة. اللقاء أيضا عرف مساهمة عضو اللجنة المركزية والكاتب الجهوي جعفر خملاش، الذي ذكر بالكرونولوجية النضالية للجهة والأهداف التي تحققت بالحصول على ثلاث مقاعد برلمانية، مشيدا بكل الأعمال النضالية التي قام بها الجميع، وتظافر الجهود واستحضار المصلحة العليا للحزب، موجها نداءه للجميع الحفاظ على هذه الروح وعلى المستوى المتقدم للتعبئة من أجل تحقيق الأهداف الجديدة المسطرة، ألا وهي المساهمة بشكل إيجابي في إنجاح محطة المؤتمر الوطني التاسع المقبل، والاستعداد لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.