تخليدا لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد، تنظم جمعيتا "الرسالة للتربية والتخييم" و "أبي شعيب الدكالي للأشخاص المعاقين بأولاد افرج " أياما ثقافية على امتداد عشرة أيام تحت شعار "المغرب بلد الحرية والاستقرار" ابتداء من الثاني والعشرين من الشهر الجاري إلى غاية الواحد من شهر دجنبر. وارتباطا بموضوع الأيام الثقافية، فقد سطر المنظمون برنامجا متنوعا، حصلت الجديدة24 على نسخة منه، يعتزمون من خلاله تنظيم ندوة فكرية بمقر جمعية أبي شعيب الدكالي، وندوة عن المسيرة الخضراء بالثانوية الإعدادية محمد السادس، وصبيحات للأطفال ومسابقات ثقافية وإبداعية بكل من دار الشباب ومقر جمعية الرسالة، وعرض صور عن المسيرة الخضراء وشريط وثائقي بالثانوية الإعدادية المسيرة، إضافة إلى فقرات ثقافية وفنية متنوعة.
وقد أعطيت انطلاقة الأيام الثقافية مساء أمس الجمعة بالقاعة الكبرى لمقر جمعية شعيب الدكالي للأشخاص المعاقين من خلال تنظيم ندوة بعنوان "المسيرة الخضراء معلمة رائعة في سجل الكفاح الوطني"، استهلت بتلاوة آيات بينات من كتاب الله، تلتها محاضرة حول المسيرة الخضراء، أوضح خلالها الأستاذ عبد الجليل الناجي الصلة التاريخية والقانونية بين الصحراء والمملكة المغريبة والسياق الذي أتت فيه المسيرة الخضراء التي دعا لها الملك الحسن الثاني.
قدم بعد ذلك الأستاذ عبد الرحيم مفكير محاضرة استعرض من خلالها السياق التاريخي لجبهة البوليساريو وتحولها من حركة وطنية تحريرية في البداية إلى حركة انفصالية لتصير في النهاية تنظيما إرهابيا، موضحا بعض جوانب معاناة الأطفال والنساء في مخيمات تيندوف جراء الاغتصاب والاعتداءات وغسل الأدمغة، داعيا رجال التعليم بالخصوص والجمعيات الشبابية والثقافية والفنية وهيئات المجتمع المدني عامة إلى إعادة الاعتبار للقضية الوطنية لأن توحد الأمة يقويها، وأي انفصال أو تجزيء للأقليم الجنوبية سيجعل من المغرب بلدا ضعيفا.
وقد شارك في إغناء النقاش عدد من الحاضرين الذين تنوعت مداخلاتهم من حيت التناول، لكنها أجمعت على مغربية الصحراء المتنازع عليها، وضرورة تقوية الجانب الديبلوماسي والسياسي لحل المشكل بشكل نهائي، إلى جانب تكاتف جهود الأحزاب السياسية المغربية وهيئات المجتمع المدني من أجل العمل على تصحيح الوضع. في تصريح للسيد عبد الرحيم مفكير رئيس جمعية أبي شعيب الدكالي للأشخاص المعاقين خصه بجريدة الجديدة24، أوضح أن الأيام الثقافية التي تندرج ضمنها ندوة اليوم تأتي إيمانا من الجمعيتين بأهمية هذا الحدث الوطني -ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال- لكشف اللثام عن قضية أعداء الوحدة الترابية وتربية الجيل على حب الوطن والتمسك بوحدته.
كما أكد السيد معاذ حفري الكاتب العام لجمعية الرسالة للتربية والتخييم بأولاد افرج، أن "المغرب بلد الحرية والاستقرار" اختير كشعار للأيام الثقافية وتم ربطه بقضية الصحراء المغربية لأنه في إطار الاستقرار والحرية يمكن أن للمملكة المغربية ربح قضية الصحراء، موضحا أن الخلاف مع الخصوم وأعداء الوحدة لترابية نابع من مصالح سياسة واجتماعية.