انتزع "بيدوفيل" مغربي يتحدر من تراب إقليم طاطا، "النجومية واللقب العالمي" من الشاذ الإسباني (دانييل غالفان فين)، بعد أن ظل الأخير يحتفظ به، دون منازع، منذ حوالي سنتين. لقب استحقه العجوز الإسباني (63 سنة) عن جدارة، وذلك بالنظر إلى طبيعة الأفعال الإجرامية واللاأخلاقية الدنيئة، التي ارتكبها، وكذا، طبيعة ضحاياه الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و15 سنة. ضحايا يجسدون البراءة "الطفلية" في أسمى تجلياتها. فرغم أن عدد الضحايا الذين صرح بهم، أو الذين أقر بالاعتداء عليهم جنسيا، ودنس أجسادهم وشرفهم، لم يتعد الأربعة (4)، على خلاف نظيره الإسباني (11 ضحية)، فإن الشاذ المغربي (23 سنة)، ابن المنطقة الجنوبية-الشرقية، استطاع أن يدخل موسوعة "غينيس" من بابها الواسع، لاعتبارات "نوعية"، أهمها كونه مارس شذوذه الجنسي على 3 أشقاء صغار، يتحدرون من أسرة واحدة، وكونه كان يتلذذ ب"سادية"، بجسدي صغيرين، لم يقفلا بعد ربيعهما الثاني. حيث مازالت أماهما ترضعانهما من ثدييها، وتلفانهما بالحفاظات "لي كوش". صغيران هما البراءة والقداسة بعينها. صغيران لا يقدران بعد لا على أخذ توازنهما، وهما يحاولان الوقوف منتصبين على أقدامهما، ولا على أن يجيدا النطق وترديد أولى الكلمات التي يلتقطها سمعهما وقلبهما وذاكرتهما، من قبيل "ما" (ماما)، و"با" (بابا)، أو تلك العبارة المؤثرة "حاحا"، التي وظفها أحدهما بتلقائية، لوصف آلام شديدة في مؤخرته، لحظة هتك عرضه، والذي (الرضيع) لم يشفع له حتى أنينه، من بطش الوحش الآدمي، الذي كان يتمتع بفحولته البهيمية.
الضحايا الأربعة هم بالمناسبة (إ.)، عمره 18 شهرا، و3 أشقاء (ع.) و(ص.) و(س.). أعمارهم على التوالي أقل من سنتين، و3 سنوات، و7 سنوات و3 أشهر.
الجاني كان يشتغل مساعدا في محل تجاري معد لبيع المواد الغذائية في عاصمة دكالة. وقد كانت زوجة التاجر من اكتشفت صدفة، على الساعة الثامنة والنصف من ليلة ال15 شتنبر 2013، نازلة الاعتداء الجنسي على فلذة كبدها (ع.)، المزداد شهر أكتوبر 2011. وكانت سارعت لتوها إلى أدراج المنزل، الذي يأويها وأفراد أسرتها، لاستطلاع أمر الأنين الذي كان يصدره رضيعها. وما أن أشعلت المصباح، حتى تفاجأت بالجاني وهو يضع طفلها فوق حجره، بعد أن نزع عنه سرواله. وما كان منه في ردة فعل متسرعة إلا أن دفع الصغير إلى أمه، وشرع في إسدال قميصه، فيما بقي قضيبه منتصبا، يرفع تلابيب القميص. فأخذت الأم المصدومة تصرخ في وجه المعتدي، الذي ارتبك، وظل صامتا كالحجر، ثم أدار ظهره، وغادر المكان مسرعا. لحظتها، قامت الأم بتفحص فخدي ابنها ومؤخرته. إذ اكتشفت احمرارا في دبره، وقطعا من قطن الحفاظة (لي كوش) مغمورا بداخل مؤخرته. وعندما استفسرت رضيعها عن موقع الآلام، أجابها ببراءة : "حاحا"، وأشار بأصبعه إلى عورته.
الجاني التحق لتوه بالمتجر. وعن قصد، لم يثر مشغله الموضوع معه، مخافة أن يلوذ بالفرار إلى وجهة مجهولة. حيث التحق خلسة بمصالح أمن الجديدة، وأبلغ عن النازلة. وقد انتقل فريق أمني من المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، إلى الدكان المستهدف بالتدخل، وعمل على إيقاف الجاني، واقتياده إلى مقر المصلحة الأمنية، بعد أن واجهته الضابطة القضائية لدى فرقة الأخلاق العامة بالأفعال المنسوبة إليه، والتي أقر تلقائيا بارتكابها.
وعندما حاصره المحققون بسيل من الأسئلة، اعترف بكونه اعتدى جنسيا على الرضيع (ع.)، ومارس الشذوذ على شقيقتيه (ص.) و(س.)، البالغتين 3 سنوات، و7 سنوات و3 أشهر. كما اعترف بهتك عرض الرضيع (إ.)، عمره 18 شهرا، وهو بالمناسبة ابن شريك التاجر، مشغل "الوحش الآدمي".
وكانت زوجة التاجر لاحظت في الفترة الأخيرة، تغيرا واضحا في حركية وحيوية أبنائها الثلاثة، الذين أصبحوا كثيري الانزواء والانطواء. وقد ساورتها شكوك بكون التعب السبب في ذلك. ما حدا بها إلى تتبع تحركاتهم وحركاتهم، إلى أن سمعت، ليلة النازلة، صغيرها يئن من شدة الآلام في مؤخرته، والذي كان ينبعث من أدراج المنزل(...).
وعند اكتشافها ما حل بصغيرها (ع.)، استفسرت الأم صغيرتيها (ص.) و(س.). وعرفت منهما أنهما تعرضتا بدورهما لهتك عرضهما. وكان الجاني ينفرد بكل واحدة من الاثنتين على حدا، في سطح المحل التجاري (السدة)، الذي يديره زوجها. وكان يضعها أمامه، ويخرج قلمه، ويمرره بين فخديها.
أما والدة (إ.)، فقد لاحظت كذلك، في الفترة الأخيرة، تغيرا في الحالة النفسية لصغيرها، وفي حيويته وحركيته. ما بات مصدر قلق بالنسبة لها وشرك حياتها، سيما بعد أن أصبح الابن كثير الانزواء والانطواء، وكثير العصبية والبكاء. وقد عزى الأبوان ذلك إلى احمرار في مؤخرة فلذة كبدهما. إن الجاني مازال في ريعان شبابه (23 سنة)، وقد يعود ويعاود ارتكاب جرائمه البشعة، وبشكل أبشع، في حال ما إذا رأفت به عدالة الأرض، وعدالة القضاء، ولم تكن من ثمة العقوبة التي يستحقها، مشددة ... ولما لا الإعدام، أو على الأقل السجن المؤبد، على غرار أحكام جرائم الاغتصاب، التي تصدرها محاكم الهند، حتى يكون الجاني أو الجناة عبرة لغيرهم، ولمن لا يعتبر ؟!!
هذا، فرغم كون الحكم الزجري، قد يكون رادعا، فإنه لن ينتزع صغارا في عمر الزهور، من مخالب كابوس مرعب، سيظل يلازمهم مدى الحياة، سيما أن مؤسسات الدولة وأجهزتها لم تكلف نفسها عناء إحالة الضحايا على العلاج، سيما العلاج النفسي و"بسيكوترابيك" (...).
إن قضية الصبية الأربعة، المغتصبين في شرفهم، وفي طفولتهم وبراءتهم، لم تحرك بالمناسبة ساكنا في قلوب بعض من يدعون أنفسهم حداثيين، وقوى حية، وفعاليات مجتمعية(...).
لقد جاءت هذه النازلة الأخلاقية، لتزيل اللثام عن زيف الخطابات الفضفاضة والجوفاء، التي يتبناها بعض الوصوليين، وبعض الجمعيات البوتفليقية لعقوق الإنسان، والذين يركبون على الأحداث المفتعلة، ويؤججون نيرانها، ويحاولون فرض وصايتهم وهيمنتهم على "الآخر". أحداث مفتعلة، باتت محط تقاطع خلفيات ومزايدات أشخاص، يتحدون في كل ما هو مخالف للإجماع الوطني، ويركبون أي حدث، من أجل تصريف رسائلهم "السياسوية".
إن الخلاصة الآنية والملحة، التي يمكن استنتاجها، تكمن في حرص بعض الوجوه المعروفة بمواقفها "السياسوية" المتطرفة، والخارجة عن الإجماع الوطني، على تسجيل حضورها وتواجدها في بعض "الملفات والقضايا". ما يسمح بتكوين قناعة، مؤداها أن ثمة رغبات مبطنة ومبيتة، لتحريف بعض النقاشات العمومية، وإسباغها بطابع "سياسوي" صرف!!