أحال المحققون لدى الفرقة الترابية للدرك الملكي في أزمور، 4 مجرمين، على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف في الجديدة، على خلفية "تكوين عصابة إجرامية، والسرقة الموصوفة بالسلاح الأبيض، وتزوير صفائح معدنية لعربة مسروقة". فيما لازال البحث جاريا في حق عنصرين إجراميين آخرين، صدرت في حقهما مذكرتا توقيف، عممتها على الصعيد الوطني، الفرقة الترابية في أزمور، التابعة لسرية الدرك الملكي في الجديدة. وحسب وقائع النازلة الإجرامية، فإن عنصرين من العصابة، كانا انتقلا، الأحد 14 يوليوز 2013، إلى دوار خاضع للنفوذ الترابي لإقليمسيدي بنور. حيث اتصلا بصاحب عربة فلاحية من نوع "بيك أب"، وطلبا منه أن يسديا لهما خدمة، مقابل أجر، لكنه اعتذر عن عدم القيام بالمطلوب، بعد أن راوده الشك في أمرهما ونواياهما. وفي اليوم الموالي (الاثنين)، اتصل به عنصر إجرامي آخر، استطاع بدهائه، أن يوقع به في شراكه. حيث طلب منه الانتقال معه إلى دوار بتراب إقليمالجديدة، بغاية نفل أثاث منزلي، إلى ضواحي مدينة سيدي بنور. لم يتردد صاحب سيارة "بيك أب" في قبول العرض، سيما بعد أن وعده "الزبون" بمبلغ مغري.
انطلقت السيارة لتوها صوب الوجهة المحددة، بعد أن أخذ الزبون مكانه على المقعد الأمامي. وبعد أن قطع السائق مسافة طويلة، طلب منه مرافقه أن يعرج على مسلك وعر، خارج الطريق المعبدة، موهما إياه أنهما باتا يقتربان من الدوار الذي يقصدانه. وكان هاتفه النقال لا يفارق طيلة الوقت، أذنه، وكان يتحدث إلى مخاطبه بكلام مشفر. وعلى بعد بضعة كيلومترات، صادفت السارة في طريقها شخصا واقفا، فأشار "الزبون" للسائق بالتوقف، وأخذه معهما، مدعيا أنه من كان طلب منه الانتظار، لمساعدته على حمل الأثاث المنزلي. وما أن انطلق السائق، حتى وجد شخصا آخر في الانتظار، على المسلك الوعر، بتراب جماعة "أولاد رحمون"، الذي كان خاليا من المارة. وهذه المرة، أرغمه مرافقاه على التوقف، تحت طائلة السلاح الأبيض. حيث أمسكا بلباسه، وألقيا به إلى خارج العربة، بعد أن أبدى مقاومة. فانهالوا عليه بالضرب والتعنيف، مستعملين سكاكين من الحجم الكبير. وفتشوا جيوبه، وسلبوه مبلغ 50 ألف درهم، كان بحوزته، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى وجهة مجهولة، على متن عربة "بيك أب"، وسيارة خفيفة من نوع "مرسيدس"، كان سائقها بدوره في انتظارهم، في مسرح الجريمة.
وعندما استرجع قواه ووعيه، قصد المعتدى عليه مقر الفرقة الترابية للدرك الملكي في مركز أحد أولاد افرج. حيث أطلع قائد الدرك على وقائع النازلة الإجرامية. وتشكل في الحين فريق دركي، هرع على متن دورية محمولة، إلى الدوار المستهدف، حيث وقعت جريمة الاعتداء والسرقة. وتبين أن المكان المبلغ عنه يخضع لنفوذ الدرك الملكي في مدينة أزمور. وبرفقة المتدخلين الدركيين من أحد أولاد افرج، التحق الضحية لتوه بمركز الدرك في مدينة أزمور، حيث سجل شكاية في الموضوع، من آجل الاختصاص الترابي. إذ فتح بشأنها المحققون بحثا، وتلقوا إفادة الضحية، الذي أدلى بأوصاف وملامح الجناة الذين "تبخروا في الطبيعة".
وإثر التحريات الميدانية التي باشرها المحققون، تحت الإشراف الفعلي للعقيد (كولونيل) عبد المجيد ملكوني، قائد القيادة الجهوية للدرك الملكي في الجديدة، والقبطان أنور أمان، قائد سرية الدرك الملكي في الجديدة، توصلوا إلى كون عربة من نوع "بيك أب"، تتردد ليلا، خلال الأيام الأخيرة، على شاطئ بونعايم (16 كيلومترا شمال أزمور)، لسرقة الرمال. وقادت الأبحاث المحققين إلى خيط رفيع، وهو بالمناسبة صاحب منزل في دوار "المساعدة"، كائن بنفوذ درك أزمور. وعند استفساره، أنكر جملة وتفصيلا علاقته بالنازلة الإجرامية، وبمنفذيها المنتسبين للعصابة. لكن عند محاصرته باستفسارات وأسئلة محرجة، لم يجد بدا من الاعتراف بكونه، كان يسرق الرمال الشاطئية ليلا، ويعمد إلى بيعها إلى صاحب عربة فلاحية من نوع "بيك أب"، أدلى باسمه، وعنوان سكناه في تجمع سكني، يعرف بدوار "الدابوزية"، على بعد بضعة كيلومترات.
فانتقل فريق دركي إلى الدوار المستهدف بالتدخل. وعند استفسار صاحب المنزل المبلغ عنه، أنكر الأفعال المنسوبة إليه، وأنكر امتلاكه لعربة من نوع "بيك أب". لكن إنكاره تمت مواجهته بالضحية الذي جرى استقدامه. وعند استقدام سارق الرمال، تعرف على الشخص الذي بلغ عنه، والذي يتحدر من دوار "الدابوزية"، ولم يكن بالمناسبة سوى صهره. وكان سارق الرمال على علم بنازلة السرقة الموصوفة، والاعتداء بالسلاح الأبيض، والتزوير في الصفائح المعدنية للعربة المسروقة، التي تورط فيها صهره. وأجرت الضابطة القضائية تفتيشا هم منزل الأخير، ضبطت على إثره العربة المسروقة، التي كانت تحمل صفائح معدنية مزورة.
وعقب الاعترافات التلقائية، والأدلة المادية الدامغة، أوقف رجال الدرك الملكي المجرمين الثلاثة، وجرى من ثمة إيداعهم تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل البحث معهم، وإحالتهم على الوكيل العام. وأبانت التحريات أن المجرم الذي كان يحتفظ لنفسه بعربة "بيك أب"، كان اتصل ب"طولوري"، يتوفر على محل في مركز اثنين شتوكة (15 كيلومترا شمال أزمور). إذ أخبره أنه يرعب في تغيير معالم ومواصفات السيارة المسروقة، وكذا، صباغتها بلون مغاير، حتى لا يتم التعرف عليها. ولتسهيل المامورية عليه، زوده بصفائح عربة، كان بصدد إعادة طلائها، حتى يتسنى له إحضارها إلى محله. وأوقفت الضابطة القضائية العنصر الإجرامي الرابع "الطولوري" (الصانع). فيما أصدرت مذكرتي بحث وتوقيف، جرى تعميمهما على المصالح الدركية والشرطية في المغرب، في حق سائق سيارة "مرسديس"، وشريك آخر، اللذين يوجدان في حالة فرار.