منذ مدة ليست باليسيرة كثر الحمير والبغال بمدينة الجديدة ، إلى الدرجة التي يخيل للإنسان أنها لربما مدينة هندية تتجول فيها الدواب بكل الحرية الممكنة وبالخصوص بشوارع أضحت معروفة كالمؤدي إلى محطة القطار وبطريق المطار وببلاطو وغيرها . هذه الحمير والبغال تدرك جيدا أن قواد المقاطعات الست لن يلحقوا بها أذى يذكر ، ليس لأنهم هنود يؤمنون بتناسخ الأرواح وتقديس الحيوان ، ولكن لأنهم أي القواد يدركون أنه لايجد نفعا أن نأمر بحجز حمار أوبغل بالمحجز البلدي ، لأنه لا يتوفر بميزانية البلدية ضلع لإطعام الحمير والبغال المسلوبة الحرية ، وإن كان ذلك يحيلنا على مجلس بلدي سير المدينة في السبعينات وتضمن حسابه الإداري مبلغ 26 مليون سنتيم ثمن إطعام بغل محجوز لمدة سنة ، حتى أصبحت من الأمور التي يتندر بها الناس بهذه المدينة وكأن البغل لم يكن نزيلا بالفوريان ولكن بفندق من 5 نجوم ، ولحسن حظ المجلس آنذاك أنه لم يكن هناك مجلس جهوي للحسابات وإلا لكان البغل أطاح برؤوس عديدة .
لكنني لم أقتنع بأن استقالة القواد من محاربة الحمير والبغال هو سبب تكاثرها بالمدينة ، ما دفعني أن أتعامل مع هذا الموضوع بسوء نية ، قادتني فعلا إلى حقيقة طريفة ، مفادها أن أشخاصا قادهم ذكاؤهم إلى التفكير في خلق وكالات تجارية لكراء الحمير والبغال وطبعا بدون ترخيص وبدون بتانتا وبدون سجل تجاري ، هي تقوم أساسا على التوفر على قطيع من الرامة من حمير وبغال منتشرة بالهواء الطلق تأكل من بركاصات المدينة مالذ لها وطاب ، وموضوعة رهن إشارة كل من يريد كراءها لغرض جر عربة أوماشابه ذلك بمبلغ 50 درهم من الساعة 8 صباحا إلى 6 مساء شرط ترك بطاقته الوطنية ضمانة وعليه طعام الدابة وشرابها .
هذه الوكالات الحميرية مدرة للدخل وأخاف أن يقود ذلك إلى تكاثرها بتراب هذه المدينة ، وحتما ذلك سيحرك آليات مصالح الضرائب لمحاربة التملص الحميري عفوا الضريبي وقد يدفع ذلك المجالس مستقبلا لصياغة كنانيش تحملات منظمة لهذه الوكالات الجديدة .