سأل الله في البدء أن يقينا من السقم، فكل من تطأ رجلاه أرضية المركز الصحي اليتيم بالمدينة إنما يأتي رغما عن أنفه مريضا كان أم زائرا، فمن قطع المسافات الطويلة، إلى ترك الأشغال الكثيرة، ومن صرف الأموال إلى غيرها من الأمور التي تجعل معنويات كل مقبل على هذه المؤسسة الصحية تحت الصفر تجعله لا يرى نصب عينيه إلا الحاجة التي قدم من أجلها، فيصدم بمعاناة قد تتجاوز عنده محنة المرض و ألمه و ضيق ذات يده ... فمشاكل القطاع الصحي بالمدينة ، والذي لا يخرج عن السياق العام لوضع شامل ومكتسح لمختلف ربوع الوطن العليل , يمثل أبرز مؤشر على ضراوة منطق الإقصاء والتهميش الذي تعاني منه المنطقة ففي زمن ترفع فيه شعارات التنمية البشرية نجد عشرات الآلاف من الساكنة محرومة من أبسط الخدمات الصحية ولا مجال للحديث عن الرعاية الصحية ولا عن طب التخصصات … فالمركز يعيش ظروف عمل جد متدنية من المدخل الرئيسي للمركز الصحي إلى قاعة العلاجات كما أن المركز الجماعي اليتيم بالمدينة ينطق عن نفسه وهو غارق في الهشاشة وغياب الوسائل والموارد البشرية الضرورية وانعدام المداومة الطبية وضعف بل وغياب بنيات الاستقبال اللازمة.
فبالرغم من الشكايات العديدة و التنديدات المسترسلة من ساكنة المدينة و من فاعلين جمعويين و حقوقيين وجهت أكثر من مرة إلى كل المتداخلين في القطاع بضرورة التعجيل باحدات مستشفى إقليمي في المستوى المطلوب يتماشى و النمو الديموغرافي الذي تشهده المدينة مع تزويد المنطقة بالتخصصات الطبية المطلوبة وبوسائل وآليات العلاج والاستشفاء المختلفة…
إلا أن كل ذلك لم يغير في الأمر شيئا و ظلت دار لقمان على حالها , فحتى المندوب الإقليمي لم يكلف نفسه عناء زيارة المركز و الاطلاع على المشاكل التي يتخبط فيها !...