برز مؤخرا الاهتمام بما يعرف بالطب البديل أو ما يسميه البعض بالطب المكمل حتى انه لم يعد غريبا أن تعترف به بعض الجهات الصحية والتعليمية والخدماتية ويصبح من ضمن التخصصات التي يحال إليها المريض من قبل الطبيب المعالج . فما هو الطب البديل ؟ وهل هو قادر على مواجهة الطب الحديث ؟ وما هي أكثر الأعشاب الطبية استخداما في علاج المرضى ؟
تُباع حالياً في أسواق العطارة وصْفات وخلطات عشبية لعلاج أمراض معينة تبيّن بعد استعمالها تسببها بأمراض ومضاعفات صحية خطيرة، كالتسمم وأمراض الكبد والقلب والدم، وغيرها؛ ما أثار الكثير من علامات الاستفهام عن دور الجهات المعنية بمراقبة هذه المتاجر.
حول ما يدور في محال العطارين وأسواق التداوي بالأعشاب والخلطات الغريبة والخطيرة، التي تُباع دون رقيب أو حسيب، يدور التحقيق الآتي:
عن تجربتها مع الطب البديل تقول أم سلمى "ربة منزل " كنت أعاني بكثرة من تساقط الشعر، خاصة بعد إنجابي طفلي الأول، ولم تنفع معي الأدوية والعلاجات؛ فقررت اللجوء إلى الأعشاب، واشتريت من أحد العطارين خلطة بثلاث مئة درهم لمنع تساقط الشعر، ولم تكن الخلطة تحتوي على أي ملصق يبيّن مكوناتها ولا كيفية استعمالها، وبعد أسبوع من الاستعمال المتكرر لهذه الزيوت فوجئت بتقصف شعري وسقوطه، وبأنني وقعت ضحية احتيال".
أما عبد العزيز بدراني - موظف جماعي- فيحكي معاناته مع الأعشاب الطبيعية بعد أن أعيته المراجعات المستمرة في العيادات الطبية؛ لذا توجه للمعالجة الشعبية لمعاناته التعب المزمن، ودفع أربع مئة درهم قيمة الكشف و خلطة أعشاب لمدة أسبوعين، غير أن الأمر لم ينفع، على حد وصفه.
ويطالب الجهات المعنية بمراقبة الأسواق والقبض على من يمارسون عملية النصب والاسترزاق، ويعرضون حياة المواطنين للخطر.
ومن جانبه يؤكد الصيدلي خالد الفتاح " أن الأعشاب ليس لها مفعول في علاج الأمراض الصعبة والمزمنة، مبيناً أن المجتمعات العربية لا تتعمق في معرفة فوائدها؛ فالعطارون يستغلون حاجة الناس إلى العلاج، ويقدمون لهم مجموعة من الأعشاب والنباتات لا يوجد لها أي مفعول يُذكر بعد استعمالها.
ويختلف مختص في التداوي بالأعشاب مع رؤية الصيدلي، مؤكداً أن العلاج بالأعشاب مفيد ومكمل لعلاج الكثير من الأمراض، ويمكن التداوي بالأعشاب مع استعمال الأدوية الحديثة، غير أن ضررها أكثر من نفعها إذا أُخذت بطرق عشوائية وربما تسبّب أضراراً كثيرة وقاتلة؛ لأنها تساعد على نمو البكتيريا، والسوق مليء بالجهلة.
وحول حقيقة ما يتردد من أن هناك تجاوزات تحدث من بعض العطارين في خداع الناس يقول للجريدة "أبو حكيم"، وهو صاحب متجر عطارة شهيرة، وخبير في الأعشاب والنباتات الطبية: "نحن لا نشكك في الطب البديل أو طب الأعشاب؛ فهو حقيقة، لكن المشكلة تكمن في طريقة استخدمه وفي من يصفه".
ويؤكد أبو حكيم أن هناك "نصباً" كبيراً على المواطنين، ورغم ذلك فالإقبال الحالي على محال العطارة والأعشاب كبيرٌ جداً، ويفوق الوصف، خاصة من النساء، فربما تُستعمل هذه الأعشاب من قِبل من يجهل فاعليتها؛ فيكون ضررها أكثر من نفعها؛ لأن هناك بعض الأعشاب إذا أُكثر من تناولها تكون مضاعفاتها وخيمة على الصحة، خاصة أنها تسبِّب الفشل الكلوي.
وعن سبب لجوء الناس للتداوي بالأعشاب يقول العطار "اعراب سليمان" يلجأ كثير من المرضى للأعشاب عندما يصابون بالأمراض التي يعجز عنها الطب، كمرضى السرطان والإيدز والبواسير والعقم، وبعض الأمراض الأخرى؛ ما يوقعهم في فخ الدجالين والمشعوذين والعاطلين عن العمل، الذين يستغلون حالتهم الصحية ورغبتهم في الشفاء، ويبيعون لهم الوصفات العشبية غالية الثمن في أغلب الأحيان.
ويتابع: "على سبيل المثال يتم عن جهل معالجة مرضى السكر بخلطة تتجاوز 500 درهم ، وهي خليط من 20 عشبة، طعمها مُرّ، وتسبِّب حالات غيبوبة وتسمم وارتفاع نسبة السكر، كذلك توصف الأعشاب والزيوت والخلطات التي يُقال إنها تعالج أمراض الروماتيزم والتهاب الأعصاب وارتفاع ضغط الدم بأكثر من 300 درهم ، وهي زيوت عادية مخلوطة بأعشاب فواحة تسبب الحساسية.
أما آلام العضلات والشيخوخة المبكرة وعلاج تساقط الشعر والتنحيف وفاتح الشهية وتبييض الوجه والعناية بالجسم فتباع الخلطات باكثر من 500 درهم معبأة في أكياس بلاستيكية، لا تُعرف مصادرها ولا مكوناتها". يقول "محمد ع " عطار 65 سنة لا بد أن يكون العطار على معرفة بعلم الأعشاب الطبيةوفي الوقت الراهن بدأ العشب يأخذ اهتمام الناس والإقبال عليه بنسبة 60% ويضيف أنه حتى الآن لا توجد مراكز كبيرة فى المغرب مقارنة بالخارج مثل ما يوجد فىامريكا والهند ودول الخليج ومن الأعشاب التى يتم الإقبال عليها الزنجبيل، العسل ، وحبة البركة، ويضيف أن 70% ممن يقبلون على شراء الأعشاب الطبية وان أكثر الأعشاب يقبلون عليها الزنجبيل واللبان المسكر ،و حبة البركة ولا توجد آثار جانبية ومفعولها أسرع من المواد الكيمائية التي في الصيدليةوان الأقبال على الأعشاب الطبية لا يتعدى 50% من الناس وفى الوقت الراهن الإقبال عليها قليل وليس كثير وافضل استخدام الاعشاب الطبية على المواد الكيمائية لأن ليس لها آثار جانبية أو مضاعفات التى نجدها لمن يستخدم المواد الكيمائية، ويؤكد كذلك وجود دخلاء على هذه المهنة، ارتكبوا أخطاء كثيرة في حق الناس؛ لذا تجب معاقبتهم ووقف نشاطهم.
يضيف " حسن السوسي" مختص في العلاج بالحجامة : يوجد في الجسم أربع عشر موضعا منها الكتفين ، الساقين ‘وسط الزراعين ، العروقبين ونسبة الاقبال لاتتعدي 7% من إقبال الناس نظرا لما انتشر من طب حديث فلم يعد احد يقبل لاستخدام هذة النوعية من العلاج وموضحاً لنا أن السوق مليء بالجهلة والدجالين الذين يعملون بلا ضمير، ويفتحون محلات بالتواطؤ مع مسؤولين ؛ ليبيعوا الأعشاب المضرة بالصحة، ويقول "لو زرتَ مستودعاتهم التي يستخدمونها لخلط الأعشاب لرأيت البكتيريا والقاذورات والحشرات وفضلات الفئران تختلط أحياناً مع الأعشاب التي يقدمونها للناس".
ويضيف ايضا : "ما يحدث هو هدر للأموال والصحة والوقت على شيء لا يفيد؛ فتخيل أن الحنظل يوصف للنساء، بينما هو مسبب للإجهاض، وكذلك حصا اللبان والقرفة والشمر توصف كمُدرات للبول، وهي معروفة لوقف إدرار البول، وتسبب مشاكل للقلب".
لكن بعض من يعمل في هذا المجال له رأي مختلف، إذ تقول خبيرة الأعشاب المغربية المعروفة "أم عبد الله: "ورثت هذه المهنة عن والدتي -رحمها الله- وهي معروفة في عائلاتنا منذ أجيال، وأقوم بالعلاج الشعبي واستخدام الأعشاب لمختلف الأمراض".
وتتابع: "أستطيع علاج أمراض الحريم ونزيف الرحم والعقم والعين والحسد وإرهاق ما بعد الولادة، وغيرها كثير"، وعن مصدر الأعشاب التي تبيعها أكدت أنها تقوم بقطفها من الصحراء وفق فصول السنة، ثم تقوم بغسلها وتجفيفها.
وتبيّن أم عبد الله أن لكل داء دواء طبيعياً؛ فالأعشاب فيها بركة أكثر من الحبوب والأدوية، وعلاج النساء يختلف عن الرجال الذين لهم علاج وأعشاب خاصة بهم.
وتشدّد أم عبد الله على أن هناك تجار جهلة دخلوا المهنة، وهم لا يعرفون شيئاً، وأضروا الناس كثيراً. للصيادلة رأي
يقول " محمد مرزوق " طبيب صيدلي ان بديل الكمياويات الأعشاب الطبية فتوجد بعض الحالات التي لاتفيد الأعشاب الطبية فبتالي يتم اللجوء استخدام المواد الكيميائية فمثلا مريض لدية ضغط عالي فيلجا الي استخدام المواد الكيماوية لان مفعولها أسرع وأضاف ان توجد اشياء اخري للطب البديل مثل الإبر الصينية وهي تستخدم لتسكين الألم وامتحان العقول و تضيف " ايمان نصري " صيدلانية قائلة ان الأعشاب الطبية مفيدة لأي مريض ولكن المواد الكيماوية أفضل ومفعولها اسرع في علاج المرضي علي الاعشاب الطبيعية وتؤكد ان نسبة قليلة ممن يستخدم الاعشاب لانها لم تصل الي مرحلة يمكن الناس يستخدمونها مثل استخدام المواد الكيمائية في الصيدليات… ان الطب البديل لا يمكن استخدامه فى كل الاوقات و الا يجب استخدامه على الاطفال الصغار وتقول ايضا ان الاعشاب الطبية ليس لديها آثار جانبية ولكن مفعولها بطئ مقارنة بالمواد الكميائية مفعولها أسرع وتشير كذلك ان استخدام الاعشاب الطبية أحيانا تكون نافعة للأمراض المزمنة وأيضا الابر الصينية ولكن ندر استخدامها فى الوقت الراهن وأفضل ان تكون الأعشاب الطبية تخرج من مصدر موثوق منه وبطريقة صحيحة وترى ان المواد الكيميائية هى الأكثر آمنا وموثوق منها
آراء الأطباء
يقول " عبد الحفيظ " وهو طبيب أطفال: انى أفضل استخدام الأعشاب الطبية على استخدام المواد الكيميائية لأنها آمنة بينما المواد الكيميائية لها أثار جانبية وتؤخذ فترة علاج أطول وأحيانا تكون الأعشاب الطبيعية اقل فائدة من المواد الكيميائية ونحن نميل إلى كتابة الأدوية الكميائية بالإضافة إلى الأعشاب الطبيعية التي تستلزم في بعض الأمور والشرط الاساسى هى معرفة كمية الأعشاب التي تعطى حتى لا تتعدى الجرعة الزائدة ويضيف ان الأعشاب الطبية لها مكوناتها وتفيد المرضى ولكن أحيانا لا تفيد مع مرضى السكر والضغط والقلب فليست الأعشاب الطبية كلها تساعد على علاج المرضى وتوجد بعض حالات تجعلنا نستعين بالمواد الكيميائية التي توجد فى الصيدلية ولابد ان تكون للأعشاب الطبية مواصفاتها وتركيبة الخلطة حتى تكون مصدر ثقة بين الناس
اتحاد العشابين بالمغرب يدعو لمحاربة 'المشعوذين'
يبدو أن السيل وصل الزبى باتحاد العشابين بالمغرب، من فرط متابعة أعضائه لتناسل محلات بيع الأعشاب وتوالي إعلان أصحابها قدرتهم على علاج أخطر الأمراض وأقبحها، اعتمادا على وصفات أساسها أعشاب ونباتات، في إطار ما يسمونه بالطب البديل.حركت ظاهرة "التداوي بالأعشاب"، الاتحاد لرفع مذكرة مطلبية، إلى الجهات المعنية، سيما وزارة الصحة والأمانة العامة للحكومة، لحثها على توفير أرضية قانونية، لسد الفراغ الحاصل بخصوص التداوي بالأعشاب في المغرب، وبالتالي تنظيم المهنة من خلال حصرها على العشابين المدربين والمراكمين للتجربة والخبرة في مجال الأعشاب، لتفادي الأضرار بصحة المواطنين، وتعريض صحتهم للخطر بواسطة التسممات الناتجة عن استعمال الأعشاب السامة.ويعد لحسن أفيدي، رئيس اتحاد العشابين بالمغرب، أحد العاملين في مجال التداوي بالأعشاب، الذي يناصر فكرة تقنين المهنة، وحصر لائحة العاملين فيها على المختصين والمدربين في المجال، من خلال تدخل وزارة الصحة بإحصاء العشابين والتحقيق في أحقيتهم بمزاولة هذه المهنة والتقيد بشروط العمل فيها، للضرب على يد كل، من وصفهم، بالمتطفلين.ويبني لحسن أفيدي فكرته هذه على أن مجموعة مهمة من ما يصفهم ب"الدخلاء" على ميدان التداوي بالأعشاب الطبيعية، يخلطون ما بين التداوي والعلاج والشعوذة، الشيء الذي يتسبب في تسمم عدد من المواطنين بواسطة الأعشاب، لسوء التعامل معها واستعمالها أو لسوء اختيار الجزء الصالح منها.وبناء على ذلك، يطالب لحسن أفيدي، الذي يحوز عضوية في الاتحاد العالمي والمجلس الأعلى والبحوث لطب الأعشاب، من وزارة الصحة ضبط لائحة بأسماء العشابين ومنحهم رخصة مزاولة هذه المهنة وضمان انضمامهم إلى إطار جمعوي، سيما في إطار اتحاد العشابين بالمغرب، ومنحهم شواهد تبين جدارتهم بالعمل في المجال بناء على تجربتهم، لتيسير مراقبة عملهم.