يبدو أن السيل وصل الزبى باتحاد العشابين بالمغرب، من فرط متابعة أعضائه لتناسل محلات بيع الأعشاب وتوالي إعلان أصحابها قدرتهم على علاج أخطر الأمراض وأقبحها، اعتمادا على وصفات أساسها أعشاب ونباتات، في إطار ما يسمونه بالطب البديل. لحسن أفيدي رئيس اتحاد العشابين بالمغرب (أ ف ب) حركت ظاهرة "التداوي بالأعشاب"، الاتحاد لرفع مذكرة مطلبية، إلى الجهات المعنية، سيما وزارة الصحة والأمانة العامة للحكومة، لحثها على توفير أرضية قانونية، لسد الفراغ الحاصل بخصوص التداوي بالأعشاب في المغرب، وبالتالي تنظيم المهنة من خلال حصرها على العشابين المدربين والمراكمين للتجربة والخبرة في مجال الأعشاب، لتفادي الأضرار بصحة المواطنين، وتعريض صحتهم للخطر بواسطة التسممات الناتجة عن استعمال الأعشاب السامة. ويعد لحسن أفيدي، رئيس اتحاد العشابين بالمغرب، أحد العاملين في مجال التداوي بالأعشاب، الذي يناصر فكرة تقنين المهنة، وحصر لائحة العاملين فيها على المختصين والمدربين في المجال، من خلال تدخل وزارة الصحة بإحصاء العشابين والتحقيق في أحقيتهم بمزاولة هذه المهنة والتقيد بشروط العمل فيها، للضرب على يد كل، من وصفهم، بالمتطفلين. ويبني لحسن أفيدي فكرته هذه على أن مجموعة مهمة من ما يصفهم ب"الدخلاء" على ميدان التداوي بالأعشاب الطبيعية، يخلطون ما بين التداوي والعلاج والشعوذة، الشيء الذي يتسبب في تسمم عدد من المواطنين بواسطة الأعشاب، لسوء التعامل معها واستعمالها أو لسوء اختيار الجزء الصالح منها. وبناء على ذلك، يطالب لحسن أفيدي، الذي يحوز عضوية في الاتحاد العالمي والمجلس الأعلى والبحوث لطب الأعشاب، من وزارة الصحة ضبط لائحة بأسماء العشابين ومنحهم رخصة مزاولة هذه المهنة وضمان انضمامهم إلى إطار جمعوي، سيما في إطار اتحاد العشابين بالمغرب، ومنحهم شواهد تبين جدارتهم بالعمل في المجال بناء على تجربتهم، لتيسير مراقبة عملهم. تداوي علمي بالأعشاب أوضح لحسن أفيدي، الذي يحوز درجة خبير طب الأعشاب من طرف الاتحاد المذكور، بناء على ما تحدث به ل"المغربية"، أن العشابة المنضويين إلى الاتحاد، يعملون وفق معايير دقيقة، من خلال احترام الوضعية الصحية للمريض، الراغب في التداوي بالأعشاب، إذ تطلب منه نتائج التحاليل البيولوجية التي تبين الجوانب الدقيقة لحقيقة المرض الذي يشكو منه، كما يجري التعاون مع الأطباء المتخصصين في كل نوع مرضي يشكو منه الزبون، ليكون العشاب على بينة من أمره بخصوص نوع الأعشاب التي سيصفها للمريض الذي أمامه. كما تجري مراجعة والاطلاع على جميع الوصفات الطبية المقدمة للمريض ولائحة الأدوية التي خضع ويخضع إليها، لتكوين فكرة شاملة عن المرض الذي يشكو منه والتوصل إلى العلاج البديل الذي سيساعده على الشفاء، وذلك بالتنسيق مع الطبيب المعالج. وأكد لحسن أفيدي وجود مجموعة كبيرة من الأعشاب الطبيعية التي يجب أن تخضع إلى تحاليل دقيقة، للتأكد من خلوها من أي مادة سامة، مشيرا إلى استعانته بمكتب الدراسات والأبحاث العمومية، لإخضاع عدد من أنواع الأعشاب الطبية التي يعمل للتأكد من صلاحيتها للاستعمال الآدمي دون تعريض المرضى لتسممات أو مضاعفات مرضية. وأسهب أفيدي في الحديث عن أن التعامل مع الأعشاب الطبية، دقيق للغاية، إذ توجد بعض الأعشاب التي تتوفر على أجزاء سامة وأجزاء قابلة للأكل، إضافة إلى اختلاف شروط قطفها، إذ هناك من يجب إزالتها قبل طلوع الشمس، بينما أخرى في أوقات مختلفة من اليوم، إلى جانب اختلاف شروط تخزين كل منها، مبينا أن أفضل طريقة للتخزين تكون في أوعية من الزجاج الملائم. غش وتدليس حذر لحسن أفيدي من الوقوع في التدليس والتعرض لتسممات دوائية أو غذائية، بسبب توفر السوق المغربية على عدد من المنتوجات، التي يدعي أصحابها أنها طبيعية وتفيد في علاج عدد من الأمراض أو في تحضير وجبات طبيعية. ومن هذه المواد، ما يطلق عليه بعض باعة الأعشاب ب "السمن البلدي"، بينما هو خلاف ذلك، مكون من شحمة الجمل والزبدة المصنعة، تترك لتختمر لبعض الوقت، كي تعطي رائحة تشبه رائحة السمن الأصيل، مؤكدا احتواءه على العديد من الميكروبات التي تهدد صحة المستعمل وتعرضه للتسمم. ودعا لحسن أفيدي إلى محاربة باعة الحشرات الميتة، مثل "الدبانة الهندية" و"بلهدهود" و"فرد الخيل" و"الحرطونة" و"البوية"، لأن من شأن استعمالها أن يتسبب في تسمم الناس وتهديد حياتهم بالموت.