تعرف آزمور فوضى عارمة يعجز اللسان عن وصفها، تظهر تجلياتها و بكل تركيز في الشارع الرئيسي بالمدينة،شارع محمد الخامس، حيث تدهورت الأمور منذ بداية أشغال إصلاح شبكة التطهير السائل بالمدينة. قبل بداية هذه الأشغال كان احتلال الشارع من طرف الباعة المتجولين و بائعي السمك جد محدود و تتم السيطرة عليه من حين لآخر، لكن مع بداية الأشغال أصبح هذا الشارع يشبه شوارع المدن السورية المهدمة مع فارق بسيط و هو وجود باعة من مختلف الأنواع و المشارب يفترشون الأرض و يختبئون وراء أكوام التراب التي نتجت عن عملية الحفر البطيئة جدا و المستفزة جدا لمشاعر الناس، المارة و أصحاب المحلات المتواجدة بالشارع.
ما يثير الانتباه هو تزايد أعداد الباعة، منهم المتجول بعربته و منهم من يفترش الأرض في اطمئنان تام يبيع بضاعته من خضر و فواكه و يرمي الأزبال جانبا، و منهم من يبيع السمك ويرمي شوائبه النتنة أمام دكاكين البقالة و الجزارة، ليشترك الكل في خلطة عجيبة تقدم للمواطن الازموري لتقززه و تنفره و تهدم الذكريات الجميلة التي يحملها بكل حنين لمدينة آزمور العتيقة الجميلة النظيفة التي أسس بها أول مجلس بلدي سنة1917 و كانت دوما نموذجا للحضارة في أبسط وأنظف مظاهرها، لتذكره كذلك بزمن التردي، زمن يجب أن نختار فيه بين أن نقبل إصلاح شبكة التطهيرالسائل مع ما يرافقها من فوضى و عفن و أزبال وروائح كريهة وغبار، أو أن تظل شبكة التطهير السائل على ما هي عليه و ما يرافق ذلك كذلك من فياضانات وعفن وروائح نتنة و فوضى. فالاختيار جد سهل خصوصا لمن يتحمل مسؤولية تدبير شؤون المدينة و لكنه يسكن بعيدا عنها.
إن بطئ أشغال إصلاح شبكة التطهير السائل هو من شجع الباعة المتجولين و غير المتجولين على احتلال الملك العام و رمي الازبال أينما اتفق، لكن المكتب المسير للمجلس البلدي و السلطة المحلية يتحملون المسؤولية المباشرة عن ذلك لأن السكوت عن هذه الفوضى هو في أقل تقدير تشجيع عليها، و السكوت عن احتلال الملك العام يشجع على المزيد من الاحتلال، فمثلا تم احتلال موقف السيارات أمام السوق البلدي بنفس الشارع و يتم استعماله كمقهى منذ مدة، كما تم احتلال درب القشلة منذ زمن بعيد، و يبقى الوضع على ما هو عليه حتى يتحمل كل مسؤوليته، منتخبين و سلطة محلية.
لقد تم إدراج هذا الموضوع، تدهور الشارع العام، كنقطة في جدول أعمال دورة أبريل للمجلس البلدي ليوم الخميس 18 ابريل، و ينتظر السكان ما سيقوله كل طرف في هذا الصدد، و يبقى الوضع على ما هو عليه حتى تصبح كرامة المواطن أهم من ...بل الأهم.