" إننا نعيش في ظل حصار أكبر مما تعرفه أراضي قطاع غزة نتيجة الحيف و الجور الذي امتد لسنوات في حقنا ضاعت معه مجهوداتنا بدون فائدة و راحت أرواح بريئة تحت عجلات قطارات هذه السكة التي فصلت عائلاتنا و أبناء عمنا إلى قسمين حتى المدرسة اضطررنا لإخراج أبنائنا منه خوفا عليهم من هذا الخطر الكامن بين ظهرانينا صباحا مساء فإذا كنا قد أعطينا أراضينا من أجل المصلحة العامة فنحن لا نطالب اليوم إلا بأحد حقوقنا و هو معبر الأمان " . أمام صرخة هذه المرأة التي تنحدر من إحدى الدواوير التي حكم عليها بالتقسمة في ظل سكة حديدية و مطالبتها بوضع ممر، نقول أنه قد يشهد الجميع بما تم تحقيقه على مستوى البنية التحتية للسكك الحديدية و اللوجستيكية على مستوى الخط الرابط بين مدينة الدارالبيضاء و مدينة الجديدة في محاولة من إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية لتقريب المسافة و فك إشكالية النقل التي كانت تورق بال العديد من المواطنين يهاتين الواجهتين ، لكن حتى نكون أقرب إلى الصواب و ملامسة الجوانب السلبية التي مازالت تشكل حالة نشاز بين الإدارة و بعض النقط بهذا الإقليم و التي خلفت على إثرها عدد من الحوادث التي راحت ضحيتها مجموعة من الأرواح البريئة إضافة إلى المواشي و الدواب على حد سواء جراء عبورها لهذه السكة سيما ببعض النقط السوداء التي سبق ما مرة من الإشارة إليها و التي مازالت للأسف إدارة السكك الحديدية تتجاهل مطالب ساكنتها.
و لعل دوار الهواشمة التابع لجماعة سيدي علي بن حمدوش يعتبر حالة خاصة بين كل هذه النطق فبعد أن قسمته السكة الحديدية لشطرين بات على ساكنته عبورها ليل نهار من أجل قضاء مآربهم أو للتنقل لأداء فريضة الصلاة في المسجد أو التوجه للمدرسة أمر محتوم على الكل بما فيهم الأطفال و الكبار و حتى النساء من أجل جلب الماء ، الأمر الذي جعلهم يكاتبون في العديد من المناسبات الجهات المعنية و ينظمون وقفات احتجاجية من أجل إنصافهم و رفع الضرر عنهم بفتح معبر استعجالي بهذه النقطة تفاديا لأي حادث مأساوي جديد كما هو الحال بمجموعة من النقط التي تم إنشاء معابر و ممرات بها ، مع العلم أن إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدة قد سبق أن واعدتهم بهذا الأمر لكنها لم تف بما وعدت في الوقت الذي قامت بإنجاز ممرين على نفس الخط بكل من دوار البكارة و دوار اولاد حبي و تم الإجهاز على حق ساكنة الهواشمة بعد أن قامت بوضع معداتها و خيامها لانطلاق الأشغال لكن كما يقال " باتوا ما صبحوا " و انتقل المشروع لوجهة أخرى في تحد و تجاهل تام لمطلب طال عليه الزمن و كأن ساكنة هذا الدوار ليسوا من طينة البشر أو من جنس المغاربة ليس لهم حقوق كباقي خلق الله بهذه الأرض العزيزة زد على ذلك الغياب المطبق و التام لممثل الساكنة في المجلس القروي و الذي حسب تصريحات بعض المواطنين أن الكلام المعسول الداعي للدفاع عن مصالحهم قد راح وولى و هذا حال كل من يمر من هذا الطريق.
رغم الوقفات التي سبق أن نظموها على مشارف السكة الحديدية منذ 2009 و التي عرفت تقاطرا لساكنة الدوار من كل المشارب و الأعمار في صرخة واحدة " نريد ممرا " و من التصريحات التي سجلناها ما أورده السيد عبد الله " إننا نحن هنا نعاني من حصار طال لسنوات خلف وراءه مجموعة ضحايا على مستوى البشر و الدواب ، إننا نعتبرها عنصرية في حقنا و ميزا طبقيا إذ لا يعقل أن يقسم دوار لشطرين بواسطة السكة الحديدية دون أن يضع المكتب الوطني للسكك الحديدية ممرا خاصا للساكنة و دوابها و آلياتها باعتبار أن جل المرافق الضرورية توجد في الجزء الثاني من الدوار الذي على يمين الطريق الوطنية رقم 1 بين البيضاء و الجديدة من مدرسة و مسجد و دكاكين و غيرها من المرافق الضرورية " فيما اعتبر السيد محمد أن الممر واجب و قانوني من قبل المكتب الوطني للسكك الحديدية لأنه سبق أن قامت بمحاولة فتحه لكن عادت مجددا و قامت بإغلاقه " هذ الشي بزاف و صبرنا بزاف واش محلفين علينا واش حنا ماشي مغاربة راها الحكرة هذه " في الوقت الذي صاحت فيه إحدى السيدات المتجمهرات و التي كانت أختها ضحية هذه السكة " أنا بعد اختي ماتت هنا و ما لقاو ما يجمعو فيها و شحال من واحد و حتى البهايم و الكرارس اللهم إن هذا منكر ، راه اولادنا خرجناهم من المدرسة على مسبة هذه السكة " مما جعل نسبة الهر المدرسي ترتفع بهذا الدوار و تزداد معاناة الجميع في ظل هذا الحصار على حد تعبيرهم سيما أمام أي مصاب جلل تطلب معه تنقل الجنازة إلى المقبرة التي في الزاوية الثانية من السكة الحديدية الأمر الذي يستوجب قطع مسافة خمس كيلومترات من أجل العبور خوفا من مفاجأة القطار لهم .
لقد كان دوار الهواشمة فيما مضى من الزمن القريب قبل وضع السكة الحديدية جزء لا يتجزأ تتوسطه طريق مازالت معالمها شاهدة لليوم توصل الساكنة للطريق الوطنية و تسهل المرور للضفة الثانية له و تم وعدهم من قبل إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية بوضع المعبر و جاءوا ب " التوفنة " و نصبوا الخيام لكن بقدرة قادر " باتوا ما صبحوا" . لقد تطرق هؤلاء الناس إلى المشكلة التي تعترضهم في حياتهم اليومية من جراء عدم تواجد ممر خاص بهم للتواصل مع الجهة المقابلة التي هي في نفس الوقت جزء لا يتجزأ من الدوار نفسه يضم كل المرافق الضرورية التي يستوجب التنقل غليها كل صباح مساء و لا يقف الأمر عند هذا الحد بل هناك إشكال آخر بات يهدد مستقبل الفلاحة بهذه المنطقة بحكم ما تتوفر عليه من فلاحة تسويقية للخارج من قبل مستثمرين وضعوا أموالهم لإنتاج مواد من المفروض تصدريها للخارج لكن لصعوبة مرور الشاحنات من الحجم الكبير 15 متر لنقل المنتوجات الفلاحية فإنهم باتوا يخالون على ما وضعوا فيه جهدهم و مالهم إن يتحول لسراب .