في كل مرة يحل فيها موسم الصيف بمدينة الجديدة، إلا و يعاني أهلها و سكانها من ابتزاز و عجرفة بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة، كل ذلك يقع أمام مرأى و مسمع من المسؤولين و المشرفين على القطاع . لقد أصبح المواطن الجديدي يشتكي من التجاوزات المستمرة لبعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة خلال فصل الصيف، بالإضافة الى المواقف المزعجة الكثيرة التي أصبح يتعرض لها، دون أن ننسى الكلمات التي يسمعها يوميا: "كلا لا أستطيع الذهاب إلى تلك المنطقة"، أو "سأذهب إلى المكان الفلاني و بعدها أوصلك"، أو من قبيل "أشترط 20 درهما لأوصلك الى الحي الصناعي ..." و كلمات أخرى مختلفة. انها ممارسات لا أخلاقية وغير مواطِنة لبعض سائقي هذه الطاكسيات، ورغم التضامن الذي يبديه المغاربة مع هذه الفئة من المهنيين كلما تعلق الأمر بالدفاع عن حقوقهم وتحسين وضعيتهم الاجتماعية، فإن بعض السائقين يقابلون هذا التضامن بجحود كبير. فلماذا يرفضون نقل 3 أشخاص من الأسرة الواحدة إلى وجهتهم، ويعبرون من أمام صفوف المواطنين، دون أن يتوقفوا للقيام بواجب نقلهم إلى وجهاتهم؟ و لماذا يرفعون تسعيرة النقل دون الرجوع إلى القانون؟ أما أمام محطات المسافرين و القطار فحدث و لا حرج ، فإن الجحود يصل في بعض الأحيان إلى حد الابتزاز. فهذه سيدة من سكان مدينة الجديدة تقول أنها مدت يدها إلى باب الطاكسي، رغبة في الصعود، فوجدته مقفلا، فطلبت من السائق أخذها إلى الوجهة التي تقصدها، فطلب منها تأدية ضعف الثمن الحقيقي، و لما استفسرت عن السبب، أمرها أن تعد الخطوات و " تبدل ساعة باخرى"، قبل أن يفقد أعصابه فيسمعها ما لم تسمعه قط في حياتها, وهذه سيدة أخرى في الخمسين سنة من عمرها، تحمل بين يديها حقيبة قرب محطة المسافرين بشارع محمد الخامس، بعد إلقاءها التحية ، سألت السائق بأدب "واش ولدي تديني للسعادة 3 "، لم يتأخر طويلا ليأتي الجواب بسرعة البرق " لا الوالدة أنا حدي البرانس او الملاح ما غاديش تما " ليأتي الرد حاملا علامات استفهام كثيرة "واحنا ولدي نبقاو هنا مليوحين ما نمشيوش" ، لم يعر السائق لحديث السيدة وانطلق سريعا للبحث عن زبون آخر، و ما أكثرهم في فصل الصيف. نفس السيناريو يتكرر في هذه الايام العصيبة، عدد من الزبناء ، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الصبر وتجرع مرارة الخيبة، بعد أن ارتسمت على وجهوهم علامات الاستنكار من تصرفات السائقين الذين أصبح همهم الأول والأخير جمع "الروسيتة ". هي محنة عدد من المواطنين فكلما رغبوا في ركوب "طاكسي صغير" إلا وكانت المعاناة مضاعفة، فسائقو الطاكسيات أصبحت لهم قوانينهم الخاصة، يحددون خطوط السير على هواهم ، ليجد المواطن صعوبة في الوصول إلى وجهته، وتزداد الأمور تعقيدا حين يريد الزبون الوصول إلى مناطق بعيدة من مركز المدينة ، وذلك لرفض بعض السائقين هذه الوجهة بدعوى الازدحام. السائقون يمنحون الأسبقية للزبناء الذين يقضون عطلتهم الصيفية بالجديدة طمعا في سخاء أكثر ، أما إذا فرضت عليك الظروف التأخر ليلا بالمناطق البعيدة عن مركز المدينة، فإن مدة حصولك على سيارة الأجرة ستتأخر، كما أن المعاناة تزداد إذا كنت مرفوقا بأحد الأطفال، وهو الأمر الذي يؤكد أن خدمات سيارات الأجرة تعرف تدهورا مستمرا ، على المشرفين على القطاع تصحيحه بدل سياسة التجاهل واللامبالاة . هذه واحدة من الأمثال الكثيرة التي يتعرض لها سكان مدينة الجديدة خلال كل موسم صيفي، على أيدي بعض سائقي التاكسي الذين يبحثون فقط على " الهمزة " ولا يهمهم الاخلاق أو القيم أو القوانين المنظمة للمهنة.