كلما تم تنظيم مهرجان جوهرة في مدينة الجديدة تطفو على الساحة حرب الأرقام بين من يسعى اىى تضخيمها لإعطاء الانطباع أن المهرجان كان ناجحا و بين من يحاول تحجيمها لتأكيد أن المهرجان لم يف بكل وعوده و بين من يمارس التقية خوفا أن يدخله البعض في باب كل ما من شأنه . و الموضوعية و الشفافة ينبغي ان تكون لغة المرحلة فحضور عدد كبير من المتفرجين ليس مقياسا موضوعيا و دامغا لنجاح المهرجان و متابعة المهرجان من طرف عدد أقل لا يعني بالضرورة فشلا ذريعا ، لان التقييم ينبغي أن يزاوج بين الكمي و النوعي . و بعيدا عن لغة الأرقام ينبغي طرح مجموعة من الأسئلة الجدية من قبيل ما هي القيمة المضافة التي حققها هذا المهرجان في كل نسخه لمدينة تتوق إلى احتلال مكانة اقتصادية و ثقافية تليق بماضيها المجيد و مساهمتها في صناعة تاريخ المغرب و تشكيل تمفصلاته الحاسمة ؟ و لماذا لم تبرمج في إطار فعاليات هذا المهرجان أنشطة إشعاعية و موائد مستديرة للتعريف بالقيمة التاريخية و الطبيعية و الاقتصادية لهذه المدينة المتشبعة بالقيم الأصيلة و المنفتحة على أسئلة الحداثة بدل التركيز على الغناء الشرقي و تهميش التراث الشعبي و الشفهي الذي يميز ذاكرة المدينة و الإقليم ؟ كان مفيدا أن تكون روتانا ضمن المحتضنين لنسخة مهرجان جوهرة لسنة 2012 لكن كان الأفيد أن نستغل الفرصة للتعريف بالإقليم و إمكاناته و تاريخه و ثقافته للفت انتباه المستثمرين و السياح و حثهم على المجيء من خلال وصلات إشهارية حول مدينة الجديدة في قنواتها ذات الانتشار الواسع في اتفاقية الشراكة الموقعة معها ، و بالتالي كان على البعض الابتعاد عن الجانب الاستعراضي من اتفاقية الشراكة و التركيز على ما يقدم القيمة المضافة لمدينة تتوفر على كل مقومات التنمية البشرية . من حق الشباب ان يستفيد من الترفيه و من تهذيب الذوق لكن المدخل لتحقيق ذلك لا ينبغي ان يبقى مناسباتيا من خلال هذا المهرجان أو هذا الموسم ، و لكن من خلال برامج يطغى عليها الطابع الاستراتيجي و ليس اللحظي من خلال دور الشباب و الأندية الرياضية و الجمعيات و التظاهرات الإشعاعية و الثقافية الجادة .