إن الحديث عن الدخول المدرسي سواء بنيابة إقليمالجديدة بصفة خاصة أو بجهة دكالة عبدة عامة حديث لا يختلف عن سابقيه من السنوات، كما هو الحال بالنسبة لمقرر الدخول المدرسي لكل سنة الذي لا يختلف عن القررات السابقة و التي ركزت فيه و بشكل اساسي على تأمين الزمن المدرسي و زمن التعلم باعتباره الهاجس الوحيد الذي شغل بال الوزارة .. في الوقت الذي يحتاج فيه التعليم لسياسة تقاربية تشاركية تجعل رجل التعليم و التلميذ فوق كل اعتبار، فهناك غياب لتصورات حقيقية للاصلاح بهذا القطاع بجهة دكالة عبدة إلا من بعض الرتوشات و المساحيق التي يزيد من لمعانها بعض المحسوبين على جسم الصحافة و الفعل النقابي اللذان تحولا إلى مجال للاسترزاق و قضاء مآربهم و مآرب ذويهم و لعل القائمة طويلة إذا ما تم سردها ممن استفادوا و من ينتظر منهم ، فإذا كانت الدولة لا تحسن إلا سياسة الرقيع البرمجاتية محولة القطاع لحقل تجارب و بقرة حلوب تذر الملايير من الدراهم لمن يتحملون وزره، فإن أكاديمة جهة دكالة عبدة بنياباتها لا تزيد هذا الترقيع إلا ترقيعا حتى صار التعليم بها كذاك الثوب المثقوب من كل ناحية، و نحن هنا لا نرمي بشكايتنا عما آل إليه التعليم بنيابة الجديدة و لكن انطلاقا من عدد من اللقاءات التي جمعتنا بعدد من التلاميذ و أولياء الأمور و الاساتذة و المديرين و المتتبعين للشأن التعليمي بالإقليم بصفة خاصة و الجهة بصفة عامة، و رغم ان لكل منهم شكواه الخاصة تبقى الشكالية في حد ذاتها واحدة و الحلول الممكنة واحدة بعيدة عن أي ترقيع، فالتلميذ يشتكي اساتذته بعدم الأداء و الاقتصار على الساعات المؤدى عنها و بأثمان باتث ترهق كاهل الاسر، ناهيك عن الزبونية و المحسوبية التي باتت تنخر جسم هذا القطاع بالإقليم و تفد فيه الثقة من خلال رفع معدلات بعض المستويات سيما السنة الثانية بكالوريا بقصد ولوج مؤسسات معينة ، و لعل ما استقبلته نيابة التعليم بالجديدة أواخر السنة الدراسية الماضية من شكايات في هذا الموضوع لخير دليل علما انها لم تقم باي إجراء في حق من يتلاعبون بقدرات تلامتذنا و يفقدونهم الثقة في أنفسهم و تعليمهم لتبقى الطبقة المغلوب على أمرها هي التي تؤدي الثمن دائما، أما الأساتذة فيشتكون تلامذتهم بعدم الانتباه و التركيز و باللامبالاة و العنف و التهرب من المسؤولية ، أما المديرين فيشتكون ضعف البنية التحتية لمؤسساتهم و قلة الموارد البشرية خاصة بسلك التعليم الابتدائي في ظل تراكمات إدارية و تربوية ، اما النيابة فحجتها في كل هذا هي صعوبة تدبير قطاع من هذا الحجم في ظل محدودية الإمكانات، علما أن الميزانية المرصودة لكل أكاديمة بالمملكة تعد بالملايير ناهيك عن الشراكات و المساعدات و غيرها من الموارد التي تصب في قطاع التعليم . و إذا ما تمعنا في لغة المسؤول الجهوي عن التربية و التكوين بجهة دكالة عبدة أو المسؤولة المكلفة عنه بإقليمالجديدة و هما يتحدثان عما تم تحقيقه و التدابير العملية التي اتخذوها للموسم الدراسي 2011-2012 فإننا لن نستغرب إذا ما وجدناه نسخة طبق الأصل لما سلف من السنوات ليس بجهة دكالة عبدة فحسب بل على صعيد كل الأكاديميات لا تختلف إلا من حيث الترتيب و بعض الأرقام بحسب عدد التلاميذ و المؤسسات بكل جهة نجد أن الجهة تمثل الاستثناء و القدوة في تفعيل البرنامج الاستعجالي الجهوي و أن نسبة النجاح و الأجرأة فاقت 90 بالمائة على كل المستويات من خلال توسيع القدرات الاستعابية للمدارس و الثانويات الإعدادية منها و التأهيلية متناسين نسبة الاكتظاظ و قلة الموارد البشرية و التجهيزات الضرورية اقلها السبورات و الطاولات، مقلصين من نسب الهدر المدرسي بأرقام لا يعلم القائمون على الشأن التعليمي كيف تصاغ و لا كيف تنجز، أما عن تكافئ الفرص فحدث و لا حرج سيما في توزيع نقط المراقبة المستمرة بالثانوي و الساعات الإضافية الإجبارية و قاعات الإعلاميات و الأنشطة التربوية و اللقاءات التربوية و .... لقد وصل عدد المؤسسات التعليمة بالجهة نحو 747 مؤسسة أي بفارق 27 مؤسسة إضافية عن الموسم الفارط لكن ما هو عدد الحجرات الدراسية و عدد الأساتذة و عدد التلاميذ في كل فصل، فيما هناك مؤسسات حديثة لم تعرف بعد إتمام عمليات البناء و التجهيز كما هو الحال بآزمور ، أما على مستوى دعم التعليم سواء بالقرى أو الحضر فهو عملية وطنية عرفتها كل الجهات بالمملكة و خصصت لها الدولة أموالا طائلة من مال الشعب كعملية مليون محفظة و الزي المدرسي و منح برناج تيسير و الكتب المدرسية التي يمكن لنا الحديث عنها باستقلالية لما فيها و ما عليها ، أما على مستوى اللقاءات التكوينية و التي خصصت لها ميزانية باهضة سواء في تغذيتها أو تعويضاتها فإنها لم تنتج شيئا و لعل تطبيق الإدماج و المشاكل التي واجهها لخير دليل و كل المستفيدين منها لا هم استفادوا ولا هم تعوضوا بل لازمهم فقر معرفة و فقر تغذية و بهذا هم شاهدين إلى يوم الدين. إن قطاع التربية و التعليم سواء بجهة دكالة أو عبدة أو بمختلف ربوع المملكة في حاجة ماسة إلى مناهج حقيقية تتماشى و مستوى التلاميذ بدون إفراط أو تفريط من خلال المواد و المراجع التي يبقى بعضها بدون جدوى، في حاجة إلى معالجة النقص الحاصل في الموارد البشرية حتى ينخفض العبء على الأساتذة و ينخفض بالتالي عدد التلاميذ بالاقسام الدراسية التي وصل في بعضها لقرابة الستين ضاربين بذلك ما نصت عليه المذكرة الوزارة 60 المحددة العدد في أربعين و في اقصى الحدود 45 ، في حاجة إلى انطلاق عملية الإطعام المدرسي مع انطلاقة الموسم الدراسي مع تحسين جودته و تحسين دخل الساهرين عليه، في حاجة لداخليات في المستوى ن في حاجة إلى تكثيف للأمسطة الموازية و تشجيع القائمين عليها، في حاجة لتوافق في استعمالات الزمن تتماشى و و باقي الاسلاك في عدد ساعات العمل و الايام، في حاجة إلى توفير الأمن التربوي في محيط المؤسسات التعليمية سيما الإعدادية منها و التأهيلية درءا لتسرب ما من شأنه خلخلة المنظومة التعليمة و يهدد فلذات أكبادنا، في حاجة لسياسة تقاربية و تشاركية سيما في حقل التعيينات و التكليفات . محمد الصفى