تتآلف قلوب عباد الرحمن في شهر رمضان بأداء الصلوات في المساجد والمداومة عليها، وحين يسدل الظلام تختلف الوجهات ملتمسة أشجى الأصوات وأعذبها، مبتغية أجر الخشوع وتحصيل التواب.. فتختلط قراءة الإمام بأنين وبكاء المصلين.. وقد تبوءت مدينة الجديدة مكانة بارزة بتشييد المساجد وتزيينها في السنوات الأخيرة، فلا يخلو حي من مسجد كبير ومقرئ بارع. ""المسجد العظيم" أو "المسجد العتيق" ويسمى "مسجد بلحمدونية" من أقدم المساجد وأكبرها، يتخلله بهو كبير تتوسطه "خصة ماء"، قد تزين بهندسة بديعة وسقف من أروع وأجود الخشب.. عمره 182 سنة، وقد تم توسيعه في أحد زيارات الملك الراحل محمد الخامس.. كما أعيد ترميمه سنة 2003، مشيده "بلحمدونية" باشا سابق بالمدينة وهو أول خطيب في المسجد.. لا تجد مكانك إذا تأخرت في صلاة الجمعة وكذلك صلاة التراويح، فموقع المسجد لعب دورا في استقطاب عدد كبير من المصلين بتواجده قرب ساحة لبرانس وشارع بوشريط القلب النابض في المدينة، يتردد عليه في صلاة التراويح أكثر من 5000 مصلي من الرجال تبوء الشباب المكانة الأولى، أما النساء فيصل عددهن إلى الألف، فالجناح المخصص لهن لا يسع إلا ل 250 امرأة ولهذا تم تخصيص جزء لهن من مساحة الرجال في الطابق السفلي قرب البهو. "موقع الجديدة24" التقت السيد "أحمد مدحاني" مؤذن المسجد ورئيس الجمعية الراشدية للتراث المغربي الأصيل بالجديدة في فن المديح والسماع، ومقدم الطريقة الكتانية في نفس المدينة، أخبرنا بأن المسجد يعرف استقطاب المصلين نتيجة أصوات القراء المتميزة، كما أن البهو الكبير الملامس للهواء الطلق يساعد على أداء الصلاة للذين لا يتحملون حرارة الصيف، كما أن المسجد يعرف حركة دائمة في تأطير المصلين والحجاج، كما يحتوي على كتاب قرآني وجناح خاص لمحاربة الأمية ، لكن –يضيف المتحدث- تنقصه بعض الانشطة مثل مسابقات التجويد وأمسيات فن المديح. وللإشارة فالمجلس العلمي بالمدينة نظم حملة للتبرع بالدم في مختلف المساجد بتنسيق مع جمعية المتبرعين بالدم بالجديدة. كما نظم عدة ندوات في مختلف مناسبات رمضان أطرها ثلة من الأساتذة والمرشدين الدينيين.