عرفت كلية الآداب و العلوم الإنسانية بالجديدة بداية الأسبوع الجاري احتجاجات عارمة ،شارك فيها مجموعة من الطلبة و الطالبات، و قد تنوعت هته الاحتجاجات من مسيرات جابت أرجاء إدارة الكلية و ووقفات تنديديه و مقاطعة للحصص الدراسية. هذه الاحتجاجات اندلعت على خلفية إعلان إدارة الكلية عن برمجة الامتحانات النهائية في 23 من شهر ماي، في سابقة هي الأولى من نوعها ،و في وقت لازالت أغلب بل كل الشعب لم تنهالدروس النظرية ،مع العلم أن بعض الشعب لم تستأنف الدراسة إلى في منتصف شهر مارس. جمعت إدارة كلية الآداب بين الفساد و الاستبداد في القرار، فقرار تعجيل الامتحانات تم إملائه و إرغام الأساتذة أعضاء مجلس الكلية بوسائل ضغط لكي لا يخالفوااللوبيات التي تتحكم بالقرار داخل المجلس ، في الجانب الآخر الطالب في "دار غفلون" منهمك في دروسه تحت الضغط الرهيب للامتحانات،التي سيدخل غمارها بعد أقل من يومين على تلقيه لآخر حصة . أرغم هذا المجلس الصوري الذي يتخذ القرارات بالإملاءات و القرارات المسبقة من لوبيات لها الكلمة الأولى في كل القرارات ، أرغم الطلبة بأن يجتازواالامتحانات في وقت يرفضونه. فبعد أن وعد عميد الكلية أعضاء مكتب التعاضدية بأن يتم مراجعة تاريخ الامتحاناتنظرا للموقف السائد للأغلبية العظمى من الطلبة من هذا التاريخ،واستجابة لموجة الاحتجاجات التي تجاوز صداها أسوار كلية الآداب، عقد مجلس استثنائي لنقاش نقطة الامتحانات وكان أمل الكثير من الطلبة أن تستجيب الإدارة لأصواتهم المنادية بتأجيل الامتحانات ،لكن ما حصل كان عكس ذلك حيث أصدرت الإدارة إعلانا يقول بأن مجلس الكلية عقد و بعد "نقاش عميق" تقرر "التشبث" بجدولة الإمتحانات المعلن عنها سابقا متجاهلة بذلك أصوات الكثير من الأساتذة الذين عبروا عن استغرابهم لبرمجة الإمتحانات في هذا التاريخ المبكر و الطلبة الذين احتجوا طيلة مدة أربعة أيام . الأصل في إدارة الكلية أن تقدم مصلحة الطلاب و تسهر على توفير الجو الملائم لكي تمر الإمتحانات في أفضل الأجواء، و بالتالي ترتفع نسبة النجاح ، فالأجدر بالإدارة و عندما سمعت بأن هناك أصوات لطلبة لا يقبلون بتاريخ الإمتحانات أن تقوم بمراجعته لا أن "تتشبت" بالجدولة السابقة في تحدي صريح لإرادة الطلاب ، و إلا فلم عقد مجلس إستثنائي لمناقشة تاريخ الإمتحانات؟ هلفقطمن أجل الاجتماع و مناورة الطلبة بعد أن وعد عميد الكلية الطلبة بمراجعة التاريخ ، أليس من العبث أن يتم عقد مجلسين لنقاش نقطة الإمتحانات و الخروج بنفس النتيجة ؟ الا يعني هذا أن القرارات في مجلس الكلية معلومة مسبقا يتم الاتفاق عليها بالإجماع؟ ثم هل يقيم هذا المجلس(الصوري) أي اعتبار عند اتخاذ القرارات أم أن الاعتبارات التي تطرح في برمجة الامتحانات تخص فقط مصلحة بعض الأساتذة والإداريين الذين في صالحهم أن يطووا ملف الامتحانات قبل شهر يوليوز، لكي يستمتعوا مع عائلاتهم بالصيف؟ هل سبقوأن اهتمت إدارة كلية الآداب بالجانب الاجتماعي للطالب حتى تشفق عليه وتقيه عناء البقاء واجتياز امتحانات الدورة العادية في رمضان؟أما آن الأوان للتخلص من عقلية التحكم التي تسير كلية الآداب وتتحرر الإرادات الهادفة لخدمة الطالب؟ لقد بدا جليا أنه لا رغبة لهاته الإدارة في مساعدة الطالب الذي تكفيه معاناته اليومية مع المعيشة، فالمنطق يقول أنه لا يعقل أن آخر حصة لدى طلبة الدراسات العربية يوم الجمعة 20 ماي في حين سيكون عليهم دخول غمار الإمتحانات النهائية المصيرية يوم الإثنين 23 من نفس الشهر مما يعني فارق يومين بين نهاية الدروس و بداية الامتحانات النهائية، فهاته الأخيرة تعتبر الفرصة الوحيدة للطالب للنجاح في غياب المراقبة المستمرة التي كانت فيما قبل تشكل فرصة ثانية للتدارك قبل الامتحانات النهائية ألا يعتبر هذا دليلا واضحا على أن إدارة الكلية تناقض زعمها خدمة الطالب ؟ ألا يعتبر هذا تخطيطا للفشل و لزيادة عدد الأصفار؟ ألا يكفي كلية الآداب بالجديدة أنها في المرتبة الأخيرة من حيث معدلات النقاط على الصعيد الوطني؟ الأكيد أن بعض الأحداث المتسارعة هاته السنة عرت العديد من الحقائق حول الفساد المستشري في كلية الآداب بداية بلجنة تقصي الحقائق التي زارت الكلية إستجابة لرسائل وجهت لوزارة التعليم العالي تفيد بوجود تلاعبات بالنقط , و مرورا بفضيحة منع الطلبة العلميين من التسجيل بكلية الآداب و التي خرج فيها الطلبة منتصرين و سجلوا رغما عن لوبيات الفساد في إدارة كلية الآداب . وها هي مرة أخرى إدارة كلية الآداب تتبث بالملموس أن لا رغبة لديها للتخلص من الفساد والتحكم الجاثم والعقلية التسلطية المانعة لأي تغيير. بقلم : عبد الرزاق العسراوي