نظم "المركز الأكاديمي للثقافة والعلوم" بشراكة مع "مختبر دراسات الفكر والمجتمع" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة مساء يوم الخميس فاتح أبريل 2021 لقاء علميا عبر تقنية التناظر المرئي عن بعد في موضوع "النهضة في المشروع الفكري للدكتور جاسم سلطان" وقد أشرف فضيلة الدكتور سلطان على تأطيرها شخصيا. هذا اللقاء أشرف على تسييره عضو المختبر الأستاذ الدكتور "محمد موهوب" بمعية نخبة من الطلبة الباحثين بسلك دكتوراه "فكر الإصلاح والتغيير في المغرب والعالم الإسلامي". الدكتور "جاسم السلطان" الباحث الإسلامي وصاحب الفكر الإستراتيجي صاحب مشروع النهضة ومؤسسه، هو مستشار للتخطيط الاستراتيجي لقائمة من المؤسسات الحكومية والخاصة: مستشار في المجموعه القطرية للتعليم والتدريب رئيس مجلس إدارة بيت الخبرة للتدريب والتطوير، متخصص في فن الاستراتيجية ونماذج التخطيط للمستويات العليا من الإدارة، بكالوريوس طب وزمالة بريطانية أولى وأيضا هو مدير الخدمات الطبية بمؤسسة قطر للبترول، مدير استراتيجي لمؤسسات حكومية وخاصة، عكف الدكتور جاسم على دراسة قضية النهضة قرابة عشرين عاماً ثم أطلق مشروع إعداد القادة الذي يهتم بإعادة ترتيب العقل كي يفهم الواقع ويحسن اتخاذ القرارات. استهل الدكتور 'جاسم سلطان' محاضرته العلمية بالحديث عن المسار التاريخي للنهضة في العالم العربي والإسلامي من خلال بداياتها مبرزا ملامحها الأولى في العصر الحديث وتسليط الضوء حول بعض من الحلول الجزئية للنهوض الحضاري للأمة العربية والإسلامية معرجا على مجموعة من الأطروحات الفكرية الإصلاحية النهضوية وروادها في بدايات القرن العشرين كالكواكبي والأفغاني وحسن البنا ومحمد عبده وفخر الدين التونسي ومالك بن نبي وغيرهم.. وما قدموه من حلول محتملة وإرهاصات أولية لطرح حلول للأزمة الحضارية الإسلامية في العصر الحاضر، مستعرضا كذلك بعض إشكالات العمليات الحضارية الكبرى. تحدث الدكتور عن بعد ذلك عن قضية سبر الموضوع في العلوم الإنسانية ؛ أين يقف منتهاه في كافة المجالات الحياتية؛ السياسية والاقتصادية والفلسفية والتاريخية وغيرها وتنسيق الأفكار في مشروع حضاري إصلاحي أطلق عليه اسم "مشروع النهضة" معتبرا إياه أطروحة كبيرة لتجاوز الأزمة الحضارية في العالم الإسلامي ككل وقدم رؤيته حول الموضوع الذي يرتكز على حد قوله حول الوصل بين الماضي والحاضر وكيفية المرور والانطلاق نحو المستقبل واسشراف آفاقه من خلال تجسير الوصل بين الحلقات الثلاث من خلال اكتشاف كيفية الانتقال بين هذه المحطات الزمنية. وقد بسط في رؤيته وتصوره من خلال طريقين أساسيين للنهضة وبيَّن معالمهما مدللا على ذلك بنماذج حضارية معاصرة استطاعت تحقيق نهضتها الحضارية باتباع أحد الطريقين، أما الأول : هو الأمم التي عبرت من خلال خط التراكم؛ الاستفادة من الماضي والالتحاق بالحاضر عبر الأجيال المتعاقبة ممثلا له بالنموذج الأوروبي، والثاني : خط الحشد؛ حشد الطاقات مبينا أن الدولة ترتكز على طاقاتها لتقليص المسافات مع الأمم المتقدمة كالصين واليابان أنموذجا. وقد اعتبر الدكتور أن الخط التراكمي في تصوره أنه أنسب الطرق للاشتغال في مشروع النهضة معرجا على مستلزمات استثمار الخط التراكمي من أجل انتشال مجتمعاتنا من حالة التخلف التي يعيشها. وقد حدد الدكتور أربعة مراحل لمشروع النهضة: الصحوة، اليقظة، النهضة والحضارة، منبها أن مجتمعاتنا العربية والإسلامية الآن بحاجة لنقل الأمة من طور الصحوة العاطفي (الحماس مع قلة الرشد وضبابية الرؤية) إلى مرحلة اليقظة الراشدة العاقلة حيث يتم تنظيم الجهود العملية وفق رؤية استراتيجية تجمع كل الطاقات. كما شدد على أهمية إصلاح الجهاز المعرفي من خلال إحداث تحول جذري في هذا العنصر و إشاعة ثقافة مكافئة للعصر الحديث للوقوف على قدم المساواة مع العالم في قضية استخدام الجهاز الاستقرائي العالمي دونما تفريط في النص الشرعي و المقاصد الشرعية. بعد ذلك ناقش الدكتور جاسم مجموعة من الأفكار والقضايا التي أدلى بها الطلبة الباحثون أثناء مداخلاتهم بعد طرح الأسئلة والإشكالات ذات الصلة بالموضوع لإثراء النقاش العلمي وتوسيع آفاق البحث والتنقيب في إيجاد والحلول وابتكار المشاريع النهضوية الواقعية والعملية. وقد اختتم اللقاء بتقديم المختبر والمركز شهادة تقديرية رمزية موجهة لفضيلة الدكتور جاسم سلطان تقديرا لجهوده في تأطير اللقاء العلمي عن بعد. متابعة الطالب الباحث محمد بنوقاص