واحد من أنبل نبلاء دكالة يترجل من/عن قطار الحياة : فارقنا يومه الجمعة 13 دجنبر 2019 سي عبد الحق الفاتحي، الرجل الأنيق الوسيم اللطيف، واحد من عناوين النخوة والأبهة والكبر (المكبرانية) بدكالة. عرفت عبد الحق، مثل ما لم يعرفني، من دون شك، ولو أنه عرفني عن بعد، وعرفته عن بعد، أيضا، بفعل تربيتي على عدم الخوض في خصائص أعيان القبائل، أينما حللت وارتحلت. أعجبني دوما في عبد الحق عنوان العنفوان والتأنق والسمو والعزة، مثل كثير من أبناء دكالة الأشاوس، من قبيل الخطيب والقادري والمصمودي والساهل (و0خرين من الأموات، نعتذر لعدم ذكرهم جميعهم وجميعهن)، ومثيل بن الشرقي وجطو والزاهدي وبعض غيرهم من الأحياء، أطال الله في عمرهم، ونعتذر لقصور اللائحة : أنا غي براني، دارس لل0ثار المادية ولست عالما في تاريخ الأنساب، الشائك والمليئ بالصعاب والأشواك. ويعيد جدا عن الأعيان. والموضوع هنا لا يسع لذكر المثقفين والعلماء، من كبار دكالة العالمة، لأن هؤلاء من فصيلة أخرى، ونفرد لهم كتابات أكاديمية، في مقامها، تليق بمقامهم الجليل الأبدي. هذا حتى لا يلومني البعض، غيا أو غيرة، على السكوت على نبهاء ونبغاء دكالة القدماء والمحدثين. للذكرى : أول ما عرفت الجديدة، ودكالة، وأنا يافع، على بعد حوالي 600 كلم، هما علمان إثنين : 1- فريق الدفاع الحسني الجديدي، منذ أواسط السبعينيات، حتى أضحى بعضهم اليوم من أصدقائي أو من معارفي، وهذا شرف لي، 2- أرسلان الجديدي، عليه كل الرحمات، الرجل الذي حافظ على ثقافته الدكالية ولكنته الدكالية إلى مماته، مثل صديقي الراحل، الدكالي الأصيل الفحل بن الشرقي، الرايس. حتى لا تنقرض النخوة والأبهة من دكالة، ومن كل قبائل المغرب الجميل. سي عبد الحق، قد عشت ورحلت في عنفوان، لك كل الرحمة والمغفرة والطمأنينة في مقامك الجديد. معذرة لكل من سقط إسمه، سهوا أو جهلا. الحكمة في العبرة، والعبرة في الحكمة. والنية أبلغ من القول. أبو القاسم الشبري 13 دجنبر 2019