احتضن الفضاء التربوي النجد صباح يوم الاحد 25فبراير 2018 اجتماعا موسعا للجمعيات والفعاليات بعاصمة دكالة من تنظيم فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية بالجديدة. وقد تمحور هذا الاجتماع بالاساس حول مناقشة السبل الكفيلة بتسريع انجاز مشروع المنتزه الكبير لمدينة الجديدة الذي يفترض حسب تصميم التهيئة ان يحتضنه المطرح القديم للمدينة والمتواجد بالمحاذاة مع عدد كبير من الاحياء السكنية (النجد،الغزوة،الفيلات والاقامات والتعاونيات المتواجدة قرب وخلف اسيما وشارع ابن باديس وغيرها). في بداية اللقاء تناول الكلمة السيد محمد فتحي رئيس الفيدرالية الذي رحب بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة، لينتقل بعد ذلك للحديث عن موضوع اللقاء ودوافع تنظيمه، حيث استعرض مختلف المراحل والتعثرات التي عرفها المشروع منذ ان تمت المصادقة عليه من طرف المجلس البلدي سنة 2006، كما استعرض مختلف المبادرات الترافعية التي قامت بها الفيدرالية من اجل اخراج هذا المشروع الى حيز الوجود ، سواء من خلال التاكيد عليه في الملف المطلبي او من خلال اللقاءات المنظمة مع المسؤولين بالمدينة، داعيا الحضور الى ضرورة التفكير الجماعي في انسب الطرق والاساليب لخوض حملة ترافعية من اجل حشد الدعم والتاييد لانجاز هذا المتنفس البيئي والترفيهي. بعد ذلك تم فتح باب النقاش امام الحاضرين ،وقد تركزت مختلف المداخلات حول ندرة الحدائق والمساحات الخضراء وذلك مقارنة مع عدد السكان الذي وصل الى اكثر من 260الف نسمة، حيث ان هاته المساحات تقل بكثير عن النسبة التي تحددها منظمة الصحة العالمية(10 امتار لكل مواطن). في نفس السياق استغرب بعض المتدخلين الاهمال والحالة المتدهورة التي وصلت اليها الحدائق الكبرى الثلاث بالمدينة نتيجة ضعف الصيانة والنقص في عدد الحراس وسوء التدبير ، كما اشار البعض الاخر الى الوضعية التي صارت عليها اغلب المساحات الخضراء الموزعة على احياء ومناطق المدينة نتيجة انعدام العناية والتتبع اليومي لأوضاع هاته المساحات وعدم توفرها على وسائل ومعدات السقي حيث تم في هذا الصدد استحضار تجارب بعض المدن المغربية التي لجات الى تقنيات السقي بالتنقيط وخصصت لهذا المرفق العدد الكافي من المشرفين والاعوان. من جانب اخر تطرق بعض المتدخلين الى خطورة التلوث الذي استفحل بشكل كبير على صعيد المدينة والنواحي المجاورة، والذي تسببت فيه مجموعة من الوحدات الصناعية المستقرة بالمدينة والجرف الاصفر، الامر الذي انعكس بشكل خطير على الاوضاع الصحية لعدد كبير من سكان المدينة ،خاصة منهم الاطفال ،حيث تعرف المدينة انتشارا واسعا لأمراض الربو والحساسية في اوساط هذه الفئة. وهكذا وبعد نقاش مطول شاركت فيه مختلف الجمعيات الحاضرة ،انتهى اللقاء الى مجموعة من الخلاصات والمقترحات التي تصب في نفس الاتجاه: 1-ضخامة المشروع والتكلفة المالية التي يتطلبها تستدعي مشاركة باقي المؤسسات والهيئات المعنية: وزارة الداخلية كتابة الدولة في البيءة ،مجلس الجهة ،المجلس الاقليمي ،المكتب الشريف للفوسفاط، الجليك/طاقة، صندوق الايداع والتدبير..الخ. 2-نجاح المشروع وتميزه كاكبر منتزه على الصعيد الافريقي يتطلب وضع تصور مبتكر ومتكامل يدمج مجموعة من الابعاد والوظائف البيئية ،الترفيهية ،الرياضية، الثقافية، السياحية.... 3-ضرورة التفكير في الوسائل والطرق التي تضمن التدبير الفعال والناجع لمختلف مرافق وخدمات هذا المنتزه خاصة على مستوى الصيانة والتجديد وضمان استدامة المشروع، وذلك من خلال انشاء شركة للتنمية المحلية كما يتيحها القانون المنظم للجماعات المحلية وتمكينها من الموارد المالية والبشرية الضرورية. 4-الشروع في خوض حملة ترافعية للضغط وتسريع انجاز المنتزه وذلك من اشراك ودعوة كل المعنيين والمهتمين بالمشروع :نواب برلمانيين، صحافة ،الجمعيات والاحزاب والنقابات ،عموم المواطنين....الخ. 5-الاتصال بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وكذا العمل على لقاء مسؤولي الوزارات المعنية. 6- الاتصال وتعبئة ابناء المدينة المتواجدين في مراكز القرار. 7-تنظيم مسيرة كبرى مفتوحة امام جميع سكان المدينة وفعالياتها الجمعوية ،الحزبية والنقابية خلال شهر ماي المقبل. 8-تنظيم حملة لجمع التوقيعات على ملتمس يوجه الى جلالة الملك محمد السادس من اجل التدخل لتسريع عملية الانجاز وتوفير الامكانيات المالية المطلوبة. في نهاية هذا اللقاء قام المشاركون بزيارة الى مقر المطرح القديم حيث تم الوقوف على الوضع الحالي لهذا الفضاء واستطلاع اراء السكان القاطنين بجواره.