بأمر من الوكيل العام لدى استئنافية الجديدة، وضعت المصالح الشرطية بأمن الجديدة تحت تدبير الحراسة القضائية، شخصا يخضع للعناية الطبية بقسم جراحة العظام والمفاصل بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، إثر تعرضه، الأربعاء الماضي، لطلقة نارية في رجله اليسرى، في إطار نازلة تصفية حسابات "مافياوية"، كانت الجريدة أوردت في حينه تفاصيلها. وعلاقة بالبحث القضائي والتحريات التي تجريها الفرقة الترابية للدرك الملكي بمركز أولاد غانم، التابعة لسرية الجديدة، انتقل فريق من المحققين، صباح، أول أمس الخميس، إلى دوار "أولاد الشايب"، بالنفوذ الترابي لجماعة مولاي عبد الله، بإقليم الجديدة، حيث أجروا، وفق مقتضيات قانون المسطرة الجنائية، تفتيشا هم منزل المدعو (خ.)، أحد أباطرة المخدرات، الضالع في إطلاق النار، بنية تصفية أحد الخصوم. وبداخل سكن (خ.)، بعد قراره إلى وجهة مجهولة، عثر المتدخلون الدركيون على كميات هامة من الكيف والطابا المهربة، ومسكر ماء الحياة، ومعدات لتقطير وتصنيع ما يعرف في أوساط المدمنين على استهلاكها، ب"الماحيا". وقدرت قيمة المحظورات التي تم حجزها، والتي كان مروج "السموم" الهارب، يثقل بها، بترويجها عن طريق "البزنازا" (les dealers)، مدينة الجديدة ومنطقة دكالة، ما يناهز ال100.000 درهم. وبالرجوع إلى وقائع النازلة، فإن اثنين من أباطرة المخدرات، طاردا، في حدود الساعة الخامسة من مساء الأربعاء الماضي، على متن سيارة رباعية الدفع، شخصين، أحدهما بدوره تاجر مخدرات، على متن دراجة نارية، كانت تشق طريقها عبر مسلك مترب ب"أولاد عيسى"، بنفوذ جماعة "أولاد غانم"، بإقليم الجديدة. المطاردة كانت بغرض تصفية حسابات في ما بين أباطرة المخدرات الثلاثة. ولتعطيل سرعة السيارة رباعية الدفع، التي كانت تطوي المسافات بسرعة جنونية، ترجل مرافق تاجر المخدرات من على متن الدراجة النارية، وشرع في قطع الطريق عليها، بوضع الحجارة. إلا أن ردة فعل تاجري المخدرات، لم تكن متوقعة. حيث أشهر أدهما سلاحا ناريا، وسدد فوهته عبر نافذة العربة، صوب مرافق سائق الدراجة النارية، بعد أن تابع الأخير مسيرته، ولاذ بالفرار، قبل أن يتبخر في الطبيعة، سالكا الطريق الثانوية التي تربط بين "أولاد عيسى" و"ثلاث أولاد غانم". حيث أطلق عليه عيارا ناريا، أصابه في "لاشفي" قدمه اليسرى، سقط على إثرها أرضا، وظل ينزف في مسرح الجريمة، إلى حين حضور ممثل السلطة المحلية، والمتدخلين من الفرقة الترابية للدرك الملكي بمركز أولاد غانم، صاحبة الاختصاص الترابي. حيث انتدبوا سيارة إسعاف، أقلت الضحية إلى مستشفى الجديدة. هذا، وأفضى البحث والتحريات الميدانية، التي باشرها المحققون من درك أولاد غانم، إلى تحديد هويتي الجانيين الفارين، اللذين كانا يطاردان الهدف، على متن سيارة 4x4 . ويتعلق الأمر بالمدعو (خ.)، وكان يتولى قيادة العربة رباعية الدفع، ويتحدر من دوار بجماعة مولاي عبد الله، وبشريكه الملقب ب"الجبلي"، من تاونات في الشمال،وهو من سدد الطلقة النارية التي أصابت مرافق تاجر المخدرات. إلى ذلك، انتقل، مساء الأربعاء الماضي، إلى المستشفى، فريق من فرقة مكافحة المخدرات، على رأسه رئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، للاستماع إلى الشخص المصاب بعيار ناري، والذي كان يوجد في حالة صحية حرجة. إلى ذلك، فيتعين على الوكيل العام باستئنافية الجديدة، وعلى المديرية العامة للأمن الوطني، أن يحيلا البحث القضائي والتحريات في هذه النازلة الإجرامية، على المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أو على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من أجل تعميق البحث الذي من شأنه أن يفجر مفاجآت من العيار الثقيل، وقد يكشف عن شبكة وطنية، وعن الضالعين فيها، والمتعاونين معها بأي شكل من الأشكال.. سيما أن الأمر يتعلق بكبار أباطرة المخدرات، الذين يهربون السموم من منطقة الشمال، ويثقلون بها مدينة الجديدة ونواحيها.. والذين يتحوزون بسلاح ناري، لم يتوانوا في استعماله لتصفية حسابات "مافياوية"، على طريقة "La Cosa Nostra"و"La Camorra" الإيطاليتين.