يعتبر زكرياء حدراف واحد من بين اهم اللاعبين داخل البطولة الوطنية المغربية، إن لم نقل اجودهم بالنظر لإمكاناته العالية، وتعتبره الجماهير الجديدية أبرز خليفة للمايسترو رضا الرياحي بعدما نصبته كقائد للكتيبة الدكالية. و زكرياء حدراف هو خريج مدرسة الدفاع الحسني الجديدي وابن "ملاح" المدينة، تدرّج ضمن الفئات السنية لفارس دكالة ونال ثقة من أشرفوا على الإدارة التقنية للفريق الجديدي، باعتباره عنصرا مثاليا في فلسفة جميع المدربين وحظي بإشادة كثير من المتتبعين، نظرا لحسن أخلاقه في الملاعب وكذا لمستواه ومؤهلاته الكبيرة التي تصنع الفارق وتعطي القيمة المضافة لفريقه. وكان اللاعب اللاعب حدراف قد ساهم بمعية زملائه، خلال الموسم الماضي بعد التعاقد مع المدرب عبد الرحيم طالب، في الانعتاق من براثن أسفل ترتيب البطولة الوطنية وتفادي السقوط إلى دوري الدرجة الثانية، إذ مكّن فريقه من الحصول على نقط هامة خلال مرحلة الإياب، بتدوين اسمه بقوة في سجلّ هدافي الفريق. تألقُ وبروز هذا اللاعب دائما ما كان محط أنظار فرق وطنية وأجنبية ما فتئت تطلب وده، لكن "الزئبقي" حدراف اختار تمديد عقده لسنة إضافية مع "فارس دكالة" بشروط تحفيزية غير مسبوقة، مقابل البقاء للحفاظ على المجموعة نفسها التي تحقق -حتى اللحظة- الأهم باحتلالها المراكز الأولى، منافِسةً بذلك قطبَي الدارالبيضاء، الرجاء والوداد، على ذرع الدوري المغربي. هذه القفزة النوعية للفريق حلّقت بطموحات الجماهير المولوعة والعاشقة للدفاع الحسني الجديدي ووحّدتهم للمطالبة بمزيد من الصمود من أجل تحقيق أول لقب دوري في تاريخ الفريق.. ويبقى حلم الجماهير الدكالية مشروعا، بالنظر إلى الإمكانات الهامة التي توفرها إدارة الفريق، برئاسة الدكتور عبد اللطيف المقتريض، الذي لا يدخر جهدا، مع باقي اللجان، في سبيل توفير الأجواء الملائمة لتحفيز اللاعبين، ماديا ومعنويا، لتجاوز كل ما من شأنه أن يعكر صفوهم ويشتت ذهنهم عن المنافسة. ولا تزال جماهير الدفاع الحسني الجديدي ترفع عاليا سقف آمالها وتعول على القائد زكرياء حدراف لصنع الفارق في الهجوم، والعودة إلى هز الشباك، باستثمار سرعته وفنياته في ما تبقى من جولات حاسمة من الدوري، لاسيما خلال المواجهات المباشرة مع الفرق المعنية باللقب، ووضع بصمته مجدداً في تاريخ الفريق. هذا وما زال النجم المدلل للفريق يعيش فترة صيام ملحوظة عن شباك المنافسين، متأخرا كثيراً عن ترتيب الهدافين في "دوري اتصالات المغرب للمحترفين"، بعد أن كان عطاؤه ومستواه بارزَين في المواسم الأخيرة، التي شهدت تتويج الفريق الجديدي بأول لقبٍ لكأس العرش في تاريخه، وكانت أهدافه ومؤهلاته الفنية تمنح فريقه التفوق. اليوم، يتجدد الموعد أمام حدراف والتاريخ يفتح له ذراعيه لمصالحة الجماهير ومغادرة الفريق مرفوع الرأس، والعودة إلى هز الشباك وصنع المساحات لزملائه في خط الهجوم، وإهداء فريقه أول لقب بطولة، بعد الموسم الماضي الذي عانى فيه الدفاع الجديدي كثيراً على مختلف الأصعدة، إذ يُجمع المتتبعون للشأن الرياضي في المدينة بالنظر إلى عدة اعتبارات، على أن حدراف قد ينتهي مقامه بالجديدة مع متم هذا الموسم وسيغير الأجواء، وأحسن هدية يمكن أن يقدّمها زكرياء حدراف تتويجا لمسيرته الكروية وللجماهير الجديدية هي المساهمة في اللقب الغالي، على الرغم من صعوبة المنافسين، إذ تتفق جل الجماهير الجديدية على أن غياب نجمها الأول عن هز الشباك كان سبباً واضحاً في تراجع نتائج الفريق خلال مباريات الإياب، على الرغم من ثقة المدرب عبد الرحيم طاليب في إمكانات زكرياء حدراف كرقم صعب في صفوف الفريق، حتى وإن صام عن تسجيل أهداف في مباريات عدة، إذ ما زالت جماهير الفريق واثقة من قدرة عميد الفريق في قيادة الدفاع مع بقية زملائه نحو اللقب المنشود ومعانقة الحلم الذي طال انتظاره.