في إطار البحث المستمر للإدارة التربوية و خلية التفتيش للإرتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية الخاصة لدعم العمل التربوي و مساعدة هيئة التدريس لتحقيق المبتغى البيداغوجي و ترسيخ فكرة الدعم التربوي باستغلال القاعة المتعددة الوسائط لتكون فضاء واسعا يتم من خلالها الرفع من مستوى التحصيل الدراسي عند المتعلمين بالمؤسسة، و لربط الفضاء التربوي بالسمعي البصري كمجال تربوي و كقضية محورية وملحة تهم في ذات الحين المدرسة و التلميذ و الفاعل في الميدان و الإطار الإداري، ارتأت مؤسسة "مجموعة مدارس أمين" بمدينة الجديدة تطبيق دروس الدعم البيداغوجي بواسطة الوسائل السمعية البصرية. و إن كان دور التربية عامة هو إدماج الفرد بمحيطه السوسيو ثقافي وجعله عنصرا فاعلا في مجال من المجالات، انطلاقا من المرجع التربوي المقرر من طرف وزارة التربية الذي يبرز ظاهرة اقحام الصورة بالنص التربوي، فكرت إدارة مجموعة مدارس أمين بتنسيق مع السيدة ارقية أغيغة المؤطرة بالمؤسسة في خلق جسر بين السمعي البصري والمدرسة و التربية ليصبح ضرورة حثمية للرفع من مستوى العطاء التربوي و استغلال طاقات و كفاءات التلاميذ و تربيهم على الذوق الفني و التشخيص الجسدي و التعبير المعتمد على الصورة و القراءة.
و تعميما لترسيخ ثقافة المكتوب و المصور من النص المأخوذ من المقرر التربوي المنصوص عليه من طرف الوزارة الوصية، تعاقدت مجموعة مدارس أمين مع مختص في المجال السمعي البصري و خريج معهد الفن و الإعلام، محاولة من المؤسسة لدعم العملية التربوية و ترسيخ عملية التدريس بالوسائل السمعية البصرية لاستغلال القاعة المتعددة الوسائط المتواجدة بكل مؤسسة تعليمية.
لإن قضية الصوت و الصورة هي قضية تربوية بالدرجة الأولى، تقديم مشاهد و معلومات، و تشخيص وضعيات و إعادة تصوير حالات (إخبار، ثقافة و ترفيه) ثم القيام بالعمليات الثقنية المرافقة للتصوير ' كالمونطاج و الميكساج ' لتقديم الدرس المراد تدريسه كمنتوج سمعي بصري. فالكل أصبح اليوم يعلم انعكاسات الصورة و الصوت على المتلقي كيفما كان.
فأصبحت اليوم هناك حثمية تربوية تتطلب من الفاعلين التربويين و على وجه الخصوص من جمعية التعاون المدرسي القيام بدورات تكوينية في ' التورناج و المونطاج و الميكساج ' لفائدة نساء و رجال التعليم بالإقليم لإرساء أسس سمعية بصرية لتربية فنية عملية معملية كمنتوج تربوي سمعي بصري للرقي بالمؤسسات التعليمية و لمواكبة العملية التعلمية و جودة التعليم.
لأنه من مميزات الدعم التربوي و التدريس بالوسائل السمعية البصرية هو تشخيص الظاهرة و دراسة الوضعية التي يجسدها الموضوع التربوي من طرف التلميذ نفسه للإجابة على التساؤلات و الأسئلة التعجيزة الواردة في نصوص المقررات التربوية، و ذلك بكتابة سيناريو و الدّيكوبّاج. فسيطرة الصورة و الصوت على المعرفة البصرية في مجالات التواصل و العلاقات السوسيو بيداغوجية، بعد الحضارة الشفاهية والحضارة الخطية صارت المشعل الحضاري كشرط لمواكبة المقررات المدرسية في كل مجالاتها، بحثا عن السرعة القصوى في شتى الظواهر والبحث عن المردودية بأقل تكلفة زمنية.
لأنه اليوم، أكثر مما مضى، أصبح استغلال الحواسب و التلفزة و قاعة الوسائط المتعددة المتواجدة بكل المؤسسات التعليمية كأداة أساسية ومحورية في الحياة المدرسية، يعتبر من بين مؤشرات التقدم والتوازن التربوي، و استهلاك الصور والأصوات بواسطة الوسائل السمعية البصرية و عبر المجالات و الألعاب محاولة من الفاعل التربوي المختص في الميدان السمعي البصري إقحام الظاهرة التربوية المدرَّسة بالواقع و الإجتهاد في تصوير وضعيات، ليصبح المتلقي هو نفسه منبع المثل عبر الشاشة بالإضافة إلى إبداعات في التعبير الشفهي و التشخيص الجسدي الذين ينقصان الممارسة التربوية من خلال المواد المقررة من طرف الوزارة. فكثيرون هم من لا يفقهون تحليل و تفكيك رموز الصورة و الغوص في أعماقها الدلالية والجمالية والتواصلية، وقليلون هم الذين يستطيعون الكتابة بالصورة و بالصوت و الكاميرا.