أخرت الغرفة الجنائية لدى محكمة الدرجة الثانية بالجديدة، الاسبوع الماضي، البت في قضية متهمة بإضرام النار في زوجها بسيدي بنور، إلى نهاية شهر ماي المقبل، من أجل إنجاز خبرة طبية. طلب دفاع المتهمة من هيأة الحكم في جلسة سابقة بتطبيق مقتضيات المادة 76 من القانون الجنائي وعرض المتهمة على خبرة طبية للتأكد من سلامتها العقلية. وتعود وقائع هذه الجريمة التي اهتز لها سكان سيدي بنور كلها، إلى شهر فبراير من السنة الماضية، حين توصلت مصالح الأمن الجهوي ومصالح الوقاية المدنية، بخبر يفيد اندلاع النار ببيت بحي الفتح القريب من الملعب البلدي. تمكنت مصالح الوقاية المدنية بحضور العناصر الأمنية، بصعوبة من ولوج البيت والعثور على جثة الزوج متفحمة. وتم وضعها في كيس والتحفظ عليها بمستودع الأموات بمستشفى محمد السادس. بعد الانتهاء من مراسيم العزاء، استدعت الضابطة القضائية الزوجة، واستمعت لها، فصرحت أنها كانت بالبيت ففوجئت باندلاع النار في منزلها، فنزلت رفقة ابنها وبدأت تطلب النجدة. وصرحت أنها من مواليد 1974 بأحد الدواوير التابعة لجماعة الغنادرة بالزمامرة، وأنها تزوجت بالمسمى قيد حياته جعفر محمد من مواليد 1946 العامل حارسا بمعمل السكر بسيدي بنور قبل تقاعده منذ مدة قليلة. وأضافت الزوجة أنه كان مدمنا على تناول الخمر وكان يسيء معاملتها، وتدهورت حالته الصحية وتعطلت حواسه، إلى درجة أنه لم يعد قادرا على ممارسة «حياته الطبيعية». وكان يعوض ذلك بالشرب والضرب والتعنيف والسب. شك المحققون في أقوال الزوجة، من خلال معاينتهم للغرفة التي اندلعت منها النار، ومن خلال مخلفات الحادث، وتصريحاتها وعلاقتها بزوجها ومن خلال الاستماع إلى إفادات الجيران الذين أكدوا على أنه كان يعاملها معاملة سيئة وقاسية. خصص رئيس المفوضية الجهوية للأمن الوطني بسيدي بنور أربعة عناصر أمنية تتميز بالتجربة والحنكة في استجواب المتهمين، وأمرهم بالتناوب من أجل الاستماع إليها ومحاصرتها بالأسئلة. بدأت عملية الاستنطاق على الساعة العاشرة من الصباح إلى حدود الساعة الحادية عشرة ليلا من اليوم ذاته دون توقف. وجدت الزوجة نفسها في نهاية المطاف منهارة ومحاصرة، فقررت الاعتراف بحقيقة ما جرى ليلة السبت. صرحت الزوجة أنها كانت تعيش حياة صعبة مع زوج متقاعد سكير وعاجز وشحيح. تعبت من معاملته القاسية خاصة بعد أن تأكدت أن الشكايات التي وضعتها لدى النيابة العامة لم تفض إلى أي نتيجة، فقررت التخلص منه. بعد العشاء توجه الطفل للنوم، انتظرت قليلا إلى أن استسلم الزوج للنوم. توجهت إلى المطبخ وحملت قنينة وصبت البنزين في محيط السرير وفوق الزوج، ثم أشعلت النار في قطعة من الورق وألقت بها في الغرفة المرشوشة بالبنزين، بعد تنفيس قنينة الغاز لإيهام العدالة بأن تسرب الغاز كان وراء إضرام النار وأغلقت باب الغرفة ونزلت رفقة ابنها عبر الأدراج وبدأت تصيح: النار.. النار.. النجدة.. النجدة بقلب بارد جدا.