علمت "الجديدة 24" لدى مصدر صحي مسؤول أن طفلا (13 سنة)، كان عضه، إلى جانب اثنين من أقرانه، قط مصاب بداء الكلب (السعار)، قضى نحبه مؤخرا داخل المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة. هذا، وكان القط الضال، الحامل لداء الكلب، عض، شهر غشت 2015، في أنحاء مختلفة من أجسادهم، 3 أطفال يقطنون بمعية أسرهم بمدينة الجديدة. وقد خضع بانتظام اثنان من الضحايا للتلقيح المضاد لداء الكلب. وظلا يترددان بانتظام، طيلة فترة العلاج، على المركز الصحي سيدي يحي بعاصمة دكالة، حيث تلقيا اللقاح الموصى به في مثل هذه الحالات، 3 مرات، بفارق زمني محدد في أسبوع. وقد تماثل الطفلان كليا للشفاء، وتجنبا من ثمة تبعات داء الكلب القاتلة. فيما الطفل الثالث (13 سنة)، تلميذ قيد حياته، والذي كان القط المسعور عضه في فخده، تفاقمت حالته الصحية، وفعل فيه داء الكلب مفعوله، في غياب تلقيه التلقيح المضاد، داخل الأجل المحدد. إذ جرى نقله، شهر نونبر الماضي، بعد فوات الأوان، إلى المستشفى، حيث قضى نحبه.
وبالمناسبة، فإن داء الكلب (السعار) يعتبر مرضا فيروسيا، حيواني المنشأ، يصيب الحيوانات ذات الدم الحار. وينتقل من فصيلة إلى أخرى، كأن ينتقل مثلا من الكلاب المصابة إلى الإنسان، وغالبا عن طريق عضة.. ويصيب داء الكلب الجهاز العصبي المركزي، ويسبب التهابا حادا في الدماغ، تنجم عنه الوفاة، عند إصابة الحيوان أو الإنسان، بمجرد ظهور الأعراض المرضية، إلا في حال تلقيه الوقاية اللازمة ضد المرض، والتي تكمن في الخضوع بانتظام، طيلة الفترة الزمنية المحددة، الموصى بها صحيا، للتلقيح المضاد لداء الكلب، المرض الفيروسي القاتل.
هذا، فإن الخطير في الأمر، من جهة أخرى، أن القط المسعور الذي عض 3 أطفال في مدينة الجديدة، قد يكون عض قططا ضالة أخرى. ما يجعلها مهيأة لنقل العدوى والإصابة بداء الكلب إلى حيوانات (كلاب أو قط أو بهائم ...)، أو مواطنين قد تصادفهم. وهذا ما يحتم على السلطات المحلية والجهات المختصة، التدخل بشكل استعجالي، في إطار الحرص على الأمن الصحي للمواطنين، رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لشن حملات تطهيرية واسعة النطاق، تستهدف أساسا القطط والكلاب الضالة، التي باتت تؤثث المشهد اليومي، في العديد من أحياء وشوارع عاصمة دكالة. كما يتعين بالموازاة مع ذلك، اعتماد برامج التطعيم للقضاء على الحيوانات المحلية التي قد تكون حاملة للمرض الفيروسي القاتل. ناهيك عن تنظيم حملات تحسيسية في أوساط المواطنين والسكان، لإطلاعهم على خطورة المرض الفيروسي، وعلى سبل العلاج التي أصبحت متاحة وبالمجان، في المستشفيات والمراكز الصحية، في المدن والقرى.