رياح الجاهلية الجديدة الحارقة.. تعصف بالعقول الباردة.. تقصف الضمائر الثائرة.. تقتل الحب في القلوب الدافئة.. تذكرنا بالعصور السابقة.. أيام هيمنة عصور الجاهلية.. في حقب تاريخ البشرية.. تعود اليوم برياحها الهائجة.. باسم المال والعلم والمعرفة.. باسم العنف والسلطة القاهرة.. باسم التقنية والتكنولوجية.. باسم زمن “الويب” والعولمة.. بشعارات الحرية والديمقراطية.. تقتل فينا روح الإنسانية.. وروح النضال والتضحية.. تحرمنا من روح المبادرة.. من أجل تغيير المعادلة.. جاهلية اليوم تنعت بالمتوحشة.. في صفاتها القديمة الجديدة.. لا كسابقاتها القائمة على العصبية.. الناطقة بالنخوة الآدمية.. وأصالة الثقافة والهوية.. هي اليوم آلة من الآلات الرقمية.. الإنسان فيها رقم في المعادلة.. تتحكم فيها إرادة الطاغية.. تطحنه آلة العصر المادية.. تبطش به الحروب القاتلة.. تتلاعب به أطماع السماسرة.. تابع، ومحروم من الحرية.. خادم لأسياده.. يفتقد للجرأة.. يفتقد للمعرفة الحرة الخالصة.. وللوعي بقضيته العادلة.. تقيه من شر أسر الجاهلية.. من إنتاج آلة الدمار الشاملة.. من صنع بشر.. ضد الإنسانية. ————————— بنعيسى احسينات – المغرب