يصادف في الثلاثين من آذار يوم الأرض الخالد ، هذا اليوم التاريخي المشهود والهام الذي كان تتويجاً للنضال البطولي والكفاح الدؤوب لجماهيرنا العربية الفلسطينية وهيئاتها التمثيلية وقواها السياسية والوطنية، دفاعاً عن الارض والبقاء والمستقبل والكرامة الوطنية والقومية . ويتزامن يوم الأرض هذا العام مع الانتفاضات والثورات الشعبية ضد الدكتاتوريات العربية وأنظمة الفساد والاستبداد والطغيان، ومع اقرار وتشريع القوانين العنصرية التي تستهدف الجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل ، وفي صلبها قانون (احياء النكبة)، وكذلك تفاقم مخططات ومشاريع مصادرة الارض وهدم البيوت والتهجير ، والتخطيط لاقامة مدينة (حريش) في منطقة وادي عارة لاسكان غلاة اليهود المتدينين فيها. وتلبية لنداء الواجب الوطني والتزاماً بقرار لجنة المتابعة العليا ، فقد نفذت جماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني اضراباً عاماً شمل جميع مرافق الحياة في الذكرى ال (35) ليوم الأرض الخالد، تتوج بالمسيرة المركزية في بلدة عرابة البطوف بالجليل الغربي. ان يوم الأرض هو حدث تاريخي وعيد وطني لشعبنا الصامد الصابر المتجذر في أرضه ووطنه ، وأضحى رمزاً للكفاح والبطولة والتحدي والتضحية ، ومكوناً أساسياً من مكونات الصمود والوجود والبقاء في وطن الآباء والأجداد. وفيه تجدد جماهيرنا الفلسطينية انزراعها في تراب وصخور الوطن حتى الجذور ، وتجدد انتماءها الوطني والطبقي كجزء حي من شعبنا الفلسطيني المنافح من أجل التحرر والاستقلال ، وكطبقة عاملة مضطهدة ومناضلة ضد القهر والعبودية والاستغلال والقهر الاجتماعي ، وتواصل معركتها النضالية الحضارية ضد مخطط نهب وسلب الأرض وضد سياسة هدم البيوت العربية بالحجة الممجوجة الواهية (البناء غير المرخص) ومن أجل توسيع مسطحات النفوذ واقرار الخرائط الهيكلية التي تعبر عن المصالح الحقيقية لقرانا وبلداتنا العربية والمدن الساحلية المختلطة، واصدار تراخيص لجميع البيوت العربية التي شيدت ولم يتمكن أصحابها من اصدار التراخيص لها. وفي يوم الارض نتذكر بكل فخر واعتزاز الهبة الشعبية العارمة في وجه غول المصادرة في أرض المل ، الهبة التي جسدت وعكست وحدة شعبنا الوطنية وأكدت تمسكه بالأرض والهوية والتراث وبكل زيتونة وذرة تراب ، ورفضه جميع مشاريع النهب والمصادرة والتهويد والتشريد والاقتلاع من الوطن . كما وتحيي ذكرى الشهداء الأبرار ، الذين سقطوا دفاعاً عن المأوى والارض الفلسطينية الغالية والمقدسة. اننا في ذكرى هذا اليوم المجيد نطالب مجدداً ، وكما في كل عام، باحياء لجنة الدفاع عن الأرض ، قائدة يوم الأرض الاول، واعادة بنائها من جديد ، فقد كانت الصوت الصادق الجريء والعنوان الحقيقي للدفاع عن الأرض والمسكن. عاش يوم الارض الخالد ، والمجد والخلود للشهداء الأبرار ، ولنهتف سوية مع شاعرنا الفلسطيني الراحل توفيق زياد : هنا على صدوركم باقون، كالجدار نجوع.. نعرى.. نتحدى.. ننشد الاشعار ونملا الشوارع الغضاب بالمظاهرات ونملأ السجون كبرياء ونصنع الاطفال.. جيلاً ثائراً .. وراء جيل كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل.. انا هنا باقون فلتشربوا البحر.