أيام عصيبة ستواجه النظام السوري بقيادة الابن بشار الأسد هنا، فالانتفاضة التي خرجت في مدينة درعا والتي راح ضحيتها أكثر من 100قتيل على الأقل لا تتسم تلك الثورة بالخير على أبناء الشعب السوري أو إن مطالبهم سيتم تحقيقها فوراً دون عناء أو جهد, فالرئيس بشار الأسد لم يخاطب شعبه إلا بوعود وهمية, ولم يحاول الخروج بخطاب على الأقل في هذه الفترة بالذات، ولكن ما لا يعلمه الأسد هو أن الشعب مل تلك الوعود والإصلاحات المزيفة عبر الشاشات العملاقة فأرض الواقع تنتظر الأفعال. كما شهدنا في الثورات السابقة فكل رئيس عربي يخرج بعبقرية وكأنه يتحدث إلى شعوب نائمة ولا مكانة لهذا الشعب في قاموسه, يخرج ليتحدث كثيراً حتى انه لا يمل أو يتعب من تلك الوعود، فالأوضاع في سوريا تختلف تماماً عما حدث في ثورتي مصر أو تونس وما تجري من ثورات في اليمن وليبيا والتي لا تزال تطالب بخلع الرئيس علي عبد الله صالح والعقيد معمر القذافي. والسبب أن الأسد له عداوات خارجية متمثلة في إسرائيل وأمريكا والغرب نتيجة سياساته المعادية لهم في دعم حزب الله اللبناني وحماية المقاومين الفلسطينيين داخل الأراضي السورية والوقوف مع إيران المهددة خارجيا ً. فالأسد محاط بعداوات تسعى إلى الإيقاع به كما حصل في مصر, وتسعى إلى زعزعة الاستقرار لكن إذا استمر هذا الحال في سوريا سيتم خلع الأسد كغيره في ظل بقاءه متعصباً دون إجراء أية إصلاحات سياسية واقتصادية, على الرغم من تصريحات المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس “بثنية شعبان” من الوعود والإصلاحات التي نادت بها عبر التلفزيون الحكومي, فما زال هذا الشعب ينتظر تلك الوعود ولكن دون جدوى . فما جاء في تصريحات “بثنية شعبان” من رفع رواتب الموظفين وقانون تنظيم عمل الأحزاب والإعلام و رفع حالة الطوارئ المعمول بها منذ عام 1963 وإلغاء الأحكام العرفية في البلاد, تلك الإصلاحات التي لا تزال لم تطبق في الوقت الذي لم يخرج الأسد حتى اللحظة لمخاطبة شعبة بعد مرور حوالي أسبوع على الأقل من أحداث سوريا . تلك السياسة التي يتم إتباعها في سوريا من قمع وتعتيم إعلامي يدل على أن ما خفي كان أعظم من تلك السياسة القمعية التي تحكم الشعب السوري بقبضة من حديد, ولا تزال أحداث درعا مستمرة فسقوط المزيد من القتلى والجرحى يدل على همجية النظام وعدم اتعاظه بالأنظمة التي تم خلعها وهنا نأسف على إتباع هذا الطريق الذي سيؤدي إلى خلع الأسد في وقت قريب. سياسية القتل والاعتقال ستكون أكثر تعقيداً إذا تم إتباعها فالشعب السوري مدرك تماماً لتلك السياسة القمعية ولا يزال يتذكر ما حدث بالماضي, فالمجزرة التي قادها حافظ الأسد بحق الأبرياء والسياسيين والإخوان هي الأعنف بحق أهل حماة وقصفهم بالطائرات وتعذيبهم وتشريدهم هي سياسة ظالمة ولا نريد أن يكرر هذا الشبل ما فعله والده بمجزرة حماة. والسؤال هنا: هل ستكون سياسة هذا الشبل كسياسة والده ؟؟؟