هنالك جدالات واسعة ومحاور لنقاشات عديدة في الندوات والمؤتمرات والملتقيات الأدبية والمواسم الثقافية بخصوص التعابير والمفاهيم والمصطلحات ، التي تصف علاقة المرأة بالكتابة مثل:”الكتابة النسائية ، أدب الأنثى ، أدب المرأة ، أدب نسوي”، وينصب الجدل أحياناً في مسألة الرفض والقبول وتغييب النص الابداعي النسائي عند البعض الآخر. ولا يخفى على أن قصور المرأة في البوح والافصاح وملامسة الحقيقة والواقع، ومجاراة الرجل في المغامرة والابداع، يعود لعدم توفر الشروط الاجتماعية ، التي تسمح لها بالانطلاق والتحرر واجتياز الممنوع والمحرم وكسر الأنماط السائدة في الواقع الاجتماعي ، وممارسات السلطة الذكورية ضدها القائمة على القهر والقمع والاضطهاد والاستبداد. وفي الوطن العربي نرى أن المرأة أخذت تخرج من نطاق الذات إلى القضايا العامة ، باستحضار رؤى جديدة في الخطاب الثقافي المعاصر، واستطاعت أن تثبت حضورها في مجالات الابداع المختلفة كالشعر والرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والدراسة التاريخية والبحث العلمي والمقالة الأدبية والسياسية والاجتماعية. وقد عرفنا الكثير من الأسماء في التجربة الابداعية النسائية العربية والفلسطينية أبرزها:مي زياده وملك ناصيف ونازك الملائكة وعائشة عبد الرحمن(بنت الشاطئ) وفدوى طوقان وسلمى الخضراء الجيوسي وسهير القلماوي وكوليت خوري ونوال السعداوي وغادة السمان وأميلي نصرالله ولطيفة الزيات وملك عبد العزيز وليلى عسيران وفاطمه المرنيسي ولميعة عباس عماره وهدى بركات وحنان الشيخ وسعاد الصباح وفاطمه المحسن وأحلام مستغانمي وعالية شعيب وليلى العثمان وسميرة عزام وسحر خليفة وليانة بدر وسميرة الخطيب وليلى علوش وفداء أحمد وخديجة أبو عرقوب وأنيسه درويش وحنان عواد وغيرهن. وفي الثقافة العربية الفلسطينية في الداخل الفلسطيني في حدود العام 1948 نجد أن الكتابة النسوية آخذة بالتبلور والنضج ولدينا الكثير من الأقلام الأدبية الناضجة ، التي تنشر انتاجها الشعري والقصصي والأدبية في الصحف والمجلات الثقافية وفي كتب خاصة وعبر مواقع الشبكة العنكبوتية ، ونذكر منها:” سعاد قرمان وفاطمة ذياب وهيام قبلان وشوقيه عروق منصور ونداء خوري واسمهان خلايله وسوزان دبيني وغاده الشافعي ورجاء بكرية وانوار سرحان وعناق مواسي وسحر أبو ليل ومنى الظاهرورانية مرجية وراوية بربارة وريتا عوده ودينا مطانس ونهاية عرموش وعايده خطيب ووفاء عياشي وعايده نصرالله ورنا حلو واميمة جبارين وهديل ناشف ورانيه ارشيد وابتسام أنطون وغاده ادريس وسوسن ناشف وانتصار بكري وزهيره صباغ وغيرهن. وتمتاز الكتابة النسوية الفلسطينية بالصدق والصفاء والعفوية ورهافة الاحساس ، والابتعاد عن المباشرة، والميل الى الغموض والابهام والرمزية ، والمزج بين الشعر والنثر، وتوظيف الأسطورة والتراث، والتركيز على الذات، وتصوير العواطف المتأججة ولواعج القلب ومتعة الاحساس بالحب، ونقل صور حيّة من عالم المرأة المكبوت والمحاصر والمقموع ، والتعبير عن معاناة الحياة اليومية وتفاصيلها الضاغطة على الوجدان وعن القضايا الاجتماعية الساخنة التي تهم قطاع النساء. وفي المقابل نجد الكثير من الكتابات السطحية الهزيلة التي لا ترقى إلى مستوى الابداع ولا تمت للأدب بصلة. بقي القول، اننا نريد للكتابة النسوية الفلسطينية أن تتمرد على القيود والحصار وتسمو بموضوعاتها للتعدى الذات وتغوص في عمق الظواهر الواقعية والاجتماعية الحياتية ، وتلتزم القضايا الايجابية ، قضايا العدل والحق والفقر والانسحاق ، وأن تتخلص من السلبية وجلد الذات والرتابة القاتلة والتكرار الممل والممجوج لتعابير الحب والشجن.