في الثامن من آذار من كل عام تحتفل المراة الفلسطينية والعربية وجميع نساء العالم بعيد المرأة العالمي. هذا العيد الذي اقر رسمياً في مؤتمر النساء الاشتراكي العالمي الذي انعقد في كوبنهاجن عام 1910 بهدف تجنيد النساء في النضال الشجاع الدؤوب والكفاح الطبقي العمالي العنيد الواعي ضد النظام الاستغلالي البرجوازي الراسمالي ، ومن اجل بناء المجتمع المدني الانساني الاشتراكي الجديد والمتطور ، الذي يستعيد فيه الانسان انسانيته المسلوبة والمفقودة. وقد احتفل بهذا العيد لاول مرة في المانيا والنمسا والدانمارك والسويد سنة 1911 وفي روسيا سنة 1912، واصبح عالمياً بعد الحرب العالمية الأولى. حظيت المرأة باهتمام المثقفين والمفكرين على مر العصور ، وصدرت دراسات عديدة ومتنوعة تشيد بدورها الاجتماعي ومكانتها الريادية في المجتمع. وتعددت الآراء وتنوعت المفاهيم حول مسألة تحررها ، فالمجتمعات الراسمالية طرحت مسألة تحررها على اساس ان هذه المجتمعات بحاجة لجهود النساء في الانتاج ، في المصنع والمعمل،بحيث ان الانتاج الكبير والصناعات الآلية بحاجة الى عمل النساء . ويشجع الراسماليون انجذاب النساء الى الصناعات لانهم يمنحوهن اجوراً أقل بكثير من تلك التي يقدمونها للرجال.كذلك فان المرأة في هذه المجتمعات تحولت الى سلعة رخيصة في سوق العمل الراسمالي والى اداة للدعاية والاثارة الجنسية الشهوانية ، وتبيع جسدها كما يبيع العامل قوة عمله لقاء اجر زهيد. ثم فان المراة في هذه المجتمعات تعاني من استغلالين ، استعلال الرجل واضطهاده لها ، واستغلالها من قبل اصحاب العمل، وهي في الوقت الذي خرجت فيه الى العمل لم تتحرر بعد من التقاليد والعادات التي تجعلها تحت وصاية الرجل. في حين ترى الايديولوجيات الماركسية والليبرالية ان تحرر المرأة مرتبط بتحرر المجتمع ككل، من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاخلاقية. والمرأة الفلسطينية ، تلك المرأة القاصر بمفاهيم الاوساط الدينية والرجعية والقوى السلفية المتزمتة، لعبت ولا تزال تلعب دوراً هاماً ومميزاً، وسجلت مواقف جليلة وخالدة ومشرفة في منتهى الروعة ، في النضال والعطاء والفداء. وقد اجتازت مسالك وعرة كثيرة، ووقفت فوق اسوار وجدران الماضي، وحققت للحاضر والمستقبل المنتظر ذروة الكفاح والوفاء والالتزام الصادق والابداع في مجالات الحياة كافة ،فخرجت للعمل والتحقت بالجامعات والمعاهد العليا وانضمت الى الجمعيات الاهلية والمنظمات النسائية والحركات النقابية. كما شاركت في بناء مؤسسات المجتمع المدني ، وانخرطت في الكفاح التحرري الذي تخوضه جميع قطاعات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وموبقاته، واستشهدت في الانتفاضات الشعبية الباسلة في سبيل الارض والحياة والوطن، وساهمت في الحياة الثقافية واثراء المشهد الثقافي الفلسطيني بالاعمال الابداعية في كل المجالات والالوان الأدبية والثقافية. فتحية حب صادقة واحلى باقة ورد فوّاحة نهديها للمرأة الفلسطينية والعربية ولجميع نساء الكون في عيدهن العالمي، ومزيداً من النضال والتضحيات في سبيل مستقبل افضل، مستقبل الحياة الشريفة والعمل والحرية والفرح.