أحمد على الخولي قد رأينا جميعا ما حدث من رجال الشرطة منذ اندلاع الثورة السلمية ثورة 25 يناير.... فقد خرجنا وأرواحنا فوق أكتافنا ولم نحمل معنا أسلحة غير سلاح الإيمان بأن النصر قادم مهما علا موج الطوفان . فالظلم كان سحابة لا ينقشع ظلامها وأبار لا ينضب مائها وأشجار لا تجف ثمارها..من أجل هذا كان الخروج فرض كفاية ..فخرجنا نحن شباب هذه الأمة... ووجدنا رصاصا ينهمر فوق رؤوسنا وقنابل تحرق أعيننا وصدورنا ورأيت ظباط شرطة يبطشون وفي غيهم يعمهون ..فالان أود ان اوجه لهم كلمة بسيطة موجزة حتي لا يبقي في صدري شيء فيا أيها الشرطي ماذا ستقول بعد ان قتلت وأزهقت ما يربوا علي أربعمائة نفس !!! كيف سترد فأنا حقا لا أدري..وكيف ستبرر هذا لنفسك !!! ماذا ستقول لأبنائك بعد الآن؟؟هل ستقول لهم كنت اقتل شبابا عزل وسلاحهم الإيمان وخرجوا ليقولوا لا للظلم والعدوان ...شباب ذاقوا الظلم ألوانا وأشكالا وتجرعوا مرارة التعذيب مذ كانوا في الصبا اطفالا ..شباب ما خرجوا للتدمير بل خرجوا للتعمير.. شباب خرجوا في مواجهة بطش حاكم ظالم بقول... لا. ماذا ستقول ..أتقول: كنت أرميهم بالرصاص لأرديهم قتلي وجرحي من اجل طاعة عمياء لرئيسي!!!!؟.. ماذا ستقول لأمك وقد لطخت ذريتها بالدم الذي تساقط علي يديك..والأرواح التي أزهقت ببغيك ؟؟؟. ماذا ستقول لزوجتك وأنت تفتخر أمامها بأمجادك يوما ما..هل ستتذكر هذه اللحظات وأنت مازلت في طغيانك وسلطانك ... ماذا ستقول لأولادك وهم يقرءون كتب التاريخ ويتباهون بالثورة البيضاء وما حققه شباب شرفاء أبوا لأوطانهم الدنية ولم يرضوا إلا الرفعة والشموخ والإباء لتراب وطنهم الشريف ..ماذا ستحكي لهم ..تقول :أنا يا ولدي من قتلتهم..أنا من أطلقت الرصاص علي صدورهم ونحورهم ... أنا كنت عبدا لأوامر رؤسائي وأطعتهم طاعة عمياء لكي لا افقد وظيفتي ؟؟.. لقد فقدت شرفك وماء وجهك .. هل ستذكر أمهات ثكلي فقدوا خيرة أبنائهم ودرع أوطانهم برصاص الغدر و الخيانة..هذا الرصاص الذي دفع الشعب أمواله ليشتريه,, والآن يدفع ثمنه دماء ليحرر وطنه وذويه من رؤسائك القتلة الفجرة... أتقتلهم غدرا وخيانة ؟؟أتقتلهم عمدا وبكل معاني الوضاعة والسفاهة.. ماذا أقول فقد خنت الأمانة التي أديتها ..خنتها مرات ومرات ..خنتها وأنت تقسم لحفظ الوطن وخدمته وتخفي في نفسك بطشا وعدوانا.خنتها وأنت تعذب الشرفاء في سجونك ظلما وبهتانا...خنتها وأنت تضربها في أعناقنا وصدورنا وسلاحك القاتل موجه لشبابنا وشيوخنا وأمهاتنا..حتى الأطفال لم يسلموا منك فأرديتهم صرعي ودمائهم الزكية في الأرض ترعي لتطفئ عطشها ويصلح زرعها ويصرخ فيها ..أنا مائك خذيه وارتوي ولتثبتي تحت أقدامهم من اجل أن يفني الظلام وينطوي ويظهر نور الحق وينجلي ... أيها الشرطي ...أنا لا زلت أذكر وجهك وأنت تبطش وتضرب وتهتك وتسفك والعشرات يتساقطون والقتلى بدمائهم مخضبون والجرحى بأنات يصرخون ... سلمية سلمية ...سلمية سلمية.....وأنت لم تبصر ولم تعقل ...ألم تبصر الحق من الباطل..ألم تعمل عقلك ولو لجزأ من الثانية .....لا أدري ماذا أقول فأنت لا تستحق أن تكون شرطيا بل لا تستحق أن تكون رجلا والحق أنك لست إنسانا ولا ترتقي لتكون حيوانا فالبهيمة ارحم منك والطير أحن منك.. أرأيت كم أنت حقير.... والآن لن اقول لك الكثير ... فلتنتظر عدالة السماء فإنها أرحم بك