تواصلت في القاهرة وعدد من المحافظات المصرية احتجاجات الأقباط على الهجوم الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية وخلف 23 قتيلا وعشرات الجرحى، في حين تواصل السلطات المصرية التحقيق في ملابساته. ففي اليوم الرابع على التوالي واصل الأقباط أمس الثلاثاء 4 يناير 2011م سلسلة الوقفات الاحتجاجية تعبيرا عن تنديدهم بهجوم الإسكندرية، كما نُظّمت مسيرات تضامن داخل الجامعات المصرية للتنديد بالتفجير. وقد طالب رئيس الكنيسة القبطية المصرية البابا شنودة الثالث الدولة المصرية بتلبية مطالب الأقباط خصوصا بناء الكنائس ودعا الحكومة إلى أن تأخذ في الاعتبار مطالب الأقباط الذين قال إنهم يتعرضون إلى العنف ويعانون التمييز. وقال البابا شنودة في مقابلة مع التلفزيون المصري الحكومي “إذا رأت الدولة أن القانون لا ينصف البعض فإن عليها تغييره أو سن قانون آخر”. ودعا الأقباط إلى الهدوء وقال “ليس معنى أننا نحزن على أولادنا الذين استشهدوا ألا نتصرف بحكمة”. وأعرب شنودة عن أسفه لبعض المظاهر التي واكبت مظاهرات الاحتجاج إثر هجوم الإسكندرية، وقال إن الشعارات التي استخدمها بعض المتظاهرين انتهكت كافة القيم، “وحاول البعض استخدام العنف الذي ليس من أساليبنا بتاتا”. واتهم بعض الأشخاص الذين قال إنهم لا ينتمون إلى الطائفة القبطية بالضلوع في هذه السلوكيات، دون أن يحددهم. في غضون ذلك يتواصل التحقيق في ملابسات الهجوم، إذ قال محققون مصريون إن منفذ العملية ربما قصد تنفيذ عمليته داخل الكنيسة وليس خارجها لإيقاع أكبر عدد من الإصابات. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محققين لم تسمهم أن “الأمن ربما حال دون وصول منفذ العملية إلى داخل الكنيسة حيث اضطر لتفجير العبوة قبل أن يصل إلى هدفه بالداخل”. وقد عثرت جهات التحقيق على رأس مقطوع رجحت أن يكون رأس منفذ العملية. ويجري الأطباء والخبراء محاولات لإعادة بناء ملامحه وتحديد هويته. يذكر أنه لم يصدر بعد تقرير رسمي واضح عن كيفية تنفيذ الهجوم, لكن محللين يشيرون إلى تورط خلية “صغيرة”. وفي وقت سابق اتجهت أصابع اتهام إلى الخارج, استنادا إلى تهديدات سابقة أطلقها تنظيم القاعدة في العراق, إثر تفاقم الأزمة المتعلقة بإسلام سيدات من الأقباط, وما أعلن من احتجازهن بأحد الأديرة بعد ذلك. على صعيد آخر ذكر مراسل الجزيرة نت بالإسكندرية أحمد عبد الحافظ أن كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية اعتذرت عن استقبال أية وفود أثناء عيد الميلاد القبطي “تقديرا لمشاعر أسر الضحايا”. وذكرت الكاتدرائية أن الأمر سيقتصر على إقامة صلوات بكافة كنائس الإسكندرية. في غضون ذلك تم تشديد الإجراءات الأمنية ونشر أعداد كبيرة من قوات الأمن حول الكنائس في مصر مع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد القبطي يومي الخميس والجمعة المقبلين. وقد عُزّز انتشار قوى الأمن في مراكز المراقبة أمام المباني الدينية وألغيت إجازات العديد من رجال الشرطة، حسبما أعلنته مصادر أمنية. كما شُدّدت إجراءات المراقبة في الموانئ والمطارات لمنع أي شخص قد يكون متورطا من الفرار خارج البلاد أثناء سير التحقيق. وقال مصدر أمني إن الأمن يقوم بإعداد قائمة بأولئك الذين وصلوا إلى مصر في الآونة الأخيرة من دول يعرف أن القاعدة تجند عملاء فيها. وفي فرنسا حيث يقدر عدد الأقباط هناك ب45 ألفا، أعلنت الشرطة أنها “ستعزز” إجراءاتها الأمنية في محيط الكنائس القبطية بعدما قدم قس شكوى إثر بلوغه تهديدا بعد يومين من الهجوم الذي استهدف كنيسة الإسكندرية في مصر ليلة رأس السنة.