جرى تشديد الإجراءات الأمنية ونشر أعداد كبيرة من قوات الأمن، أمس الثلاثاء، حول الكنائس في مصر مع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد القبطي، الخميس والجمعة، المقبلين، بعد الاعتداء الذي استهدف ليلة رأس السنة كنيسة القديسين في الإسكندرية، مخلفا 22 قتيلا ونحو مائة جريح. وجرى تعزيز انتشار قوى الأمن في مراكز المراقبة أمام المباني الدينية وإلغاء إجازات العديد من رجال الشرطة، كما أعلنت مصادر في قوى الأمن، أول أمس الاثنين. كما جرى تشديد إجراءات المراقبة في الموانئ والمطارات، بعد هذا الحادث، الذي أشير في مصر إلى أنه من تدبير تنظيم القاعدة، لكن حتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه المجزرة. وأكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أنه ينوي رغم كل شيء، إقامة قداس عيد الميلاد مثل كل عام. ونقلت عنه صحيفة الأهرام قوله "إن الإرهاب لن يمنعني من الاحتفال بميلاد السيد المسيح". ودعا الأقباط إلى الهدوء وقال "ليس معنى أننا نحزن على أولادنا، الذين استشهدوا ألا نتصرف بحكمة". وأعرب البابا شنودة الثالث في تصريحاته، التي نقلها التلفزيون، ووكالة الأنباء الحكومية عن أسفه لبعض المظاهر، التي واكبت تظاهرات الاحتجاج إثر اعتداء الإسكندرية. وقال إن الشعارات التي استخدمها البعض انتهكت كافة القيم (..) وحاول البعض استخدام العنف، الذي هو ليس من أساليبنا بتاتا". واتهم بعض الأشخاص الذين قال إنهم لا ينتمون إلى الطائفة القبطية بالضلوع في هذه السلوكيات، دون أن يحددهم. ودعا البابا شنودة في تصريحاته الدولة المصرية إلى أن تأخذ في الاعتبار مطالب الأقباط، الذين قال إنهم يتعرضون إلى العنف ويعانون التمييز ولا سيما بالنسبة لبناء الكنائس. وقال إنه "إذا رأت الدولة أن القانون لا ينصف البعض فإن عليها تغييره أو سن قانون آخر". ويحتفل المسيحيون الأقباط بعيد الميلاد في السابع من يناير الجاري، لكن الاحتفالات تبدأ الخميس بقداس منتصف الليل التقليدي. ويصادف العيد القبطي يوم صلاة الجمعة لدى المسلمين. وإضافة إلى مخاطر الاعتداءات تخشى السلطات وقوع صدامات جديدة مع المتظاهرين المسيحيين، أو وقوع حوادث بين مسيحيين ومسلمين. وأدت صدامات بين متظاهرين أقباط ورجال الشرطة، الأحد الماضي، إلى إصابة 54 من أفراد الأمن كما أعلنت الشرطة الاثنين. كما ذكر مسؤول في وزارة الصحة ان72 شخصا آخر أصيبوا في هذه المواجهات. وجرت الاشتباكات خلال تجمع ضم مئات الأشخاص داخل كاتدرائية القديس مرقس مقر البابا شنودة. وفي وقت سابق هاجم المتظاهرون المسؤولين، الذين جاؤوا لتقديم التعازي في ضحايا الاعتداء على كنيسة القديسين. ورشق متظاهرون رجال شرطة، مساء أول أمس الاثنين، بالحجارة كانوا يحاولون وقف مسيرة ضمت آلاف الأقباط في حي شمال القاهرة. وردت الشرطة برشقهم بالحجارة أيضا.