فمالي من خيار إلا وقف زحف الجفون في البعد ما طاب لي عيش و كل شيء يهون آه كم اشتقت إليك فقد سامت السكون آه إني أكتب أشعاري من رحيق الياسمين و أشم كل الأزهار عل مر السنين وأنثر عطرك الزاهي على ثوبي الحزين فيفوح عبق الماضي و أغرق في الحنين أحن إليك يا وطني حنين اللحد للكفن أحن لحضنك الدافئ فبعدي عنك أضناني أغار عليك يا وطني من الأنوار والعتم و أروي أعتابك بدمي فما لي غيرك من سكن أغار نعم أغار من نظرات العموم و من حركات الغيوم فكيف لا يغار من يعشق بدرا تحوم حوله النجوم لامني الأغراب فيك يا مغرب الأحباب ويا ليتهم عرفوك مثلي لذابوا فيك صبابة وعلوا علو السحاب وطني يا عز روحي فيك عشقت السهر و فيك طابت جروحي و راقصت قطر المطر أغار نعم أغار من ضياء القمر لو كان لي الخيار لشطبت وقت السحر يا روضة العشاق جودي بالوصال فنار شوقي تقيد و تحرق أوصالي بجمالك تبعثرت أوراقي وكسيت بأجمل الأغلال فضاع مفتاحها الوحيد بين الجنوب و الشمال مقتطف من ديوان همسات الروح زكرياء الحداني